طرابلس: نددت بعثة الامم المتحدة لدعم ليبيا الاحد بموجة جديدة من العنف في طرابلس حيث تتواجه ميليشيات بالاسلحة الثقيلة حول المطار الدولي معتبرة انها تعرض العملية السياسية للخطر.

وفي بيان نشر الاحد ابدت البعثة الاممية "قلقها الشديد جراء التدهور الامني الخطير" ودانت "التصعيد الخطير في المواجهات المسلحة التي تشهدها طرابلس وضواحيها" كما استنكرت "اشد الاستنكار قصف الاحياء السكنية واصابة المدنيين وتهجيرهم والحاق الضرر بالممتلكات".

وعبرت البعثة عن اسفها "الشديد لعدم التجاوب مع النداءات الدولية المتكررة ومع مساعيها من اجل الوصول الى وقف فوري لاطلاق النار". محذرة "مما يشكله استمرار الاقتتال من تهديد جدي للعملية السياسية ولامن واستقرار ليببيا وسلمها الاهلي".

ودعت "الاطراف كافة الى العمل من اجل وضع حد نهائي للتدهور الامني الذي ينذر بعواقب خطيرة على الصعيد الانساني". وناشدت جميع الاطراف "التعاون معها في وقف النزيف البشري وردء المزيد من الخسائر والاسراع في معالجة الازمة الراهية، بدءا من وقف المعارك"، مؤكدة "مواصلة جهودها بروح الانصاف والشفافية والحرص على مصلحة ليبيا الوطنية".

وافاد بعض السكان ان مواجهات بين كتائب الزنتان (غرب) المتحالفة مع "الوطنيين" وكتائب مصراتة (شرق طرابلس) المتحالفة مع الاسلاميين وقعت الجمعة والسبت واستخدمت فيها صواريخ غراد والمدفعية للسيطرة على جسر يعتبر منفذا الى المطار يقع في جنوب طرابلس خاضع لميليشيات الزنتان.

وقد توقفت المواجهات الاحد واكدت كتائب مصراتة سيطرتها على الجسر وعلى مقر قيادة للجيش. لكن تعذر التأكد من هذا الامر من مصدر مستقل. ولم تصدر حصيلة للمعارك من اي طرف لكن مسؤولين محليين في ترهونة (80 كلم جنوب) قالوا لوكالة الانباء الليبية انهم استضافوا الف عائلة هربت من منطقة القتال.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس تعيين الدبلوماسي الاسباني برناردينو ليون مبعوثا خاصا الى ليبيا حيث سيقود بعثة الامم المتحدة في هذا البلد الغارق في حالة من الفوضى. وسيخلف ليون في هذه المهمة طارق متري الوزير اللبناني السابق الذي ترأس بعثة الامم المتحدة عام 2012.

وتشهد ليبيا معارك دامية بين ميليشيات منذ منتصف تموز/يوليو ما دفع البرلمان المنتخب في 25 حزيران/يونيو الى المطالبة الاربعاء بتدخل اجنبي لحماية المدنيين. واثار هذا المطلب الاستنكار في صفوف الاسلاميين الليبيين الذين نظموا الجمعة تظاهرات احتجاج عدة خصوصا في طرابلس ومصراتة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 لم تتمكن السلطات الانتقالية الى ارساء النظام والامن في ليبيا. وقد شكلت الامم المتحدة بعثتها في ليبيا في 2011 بناء على طلب طرابلس من اجل مساعدتها على ادارة المرحلة الانتقالية السياسية لما بعد نظام القذافي.