دعا العراق إلى منظومة استخبارية عالمية لتتبع عصابات داعش ومن يمولها والقضاء عليها. وأكد رئيس الوزراء العراقي المكلف ووزير الخارجية اللبناني رفضهما للدعوات الدولية للاقليات العراقية بالهجرة وحذرا من أن تقسيم العراق سيقود إلى تقسيم المنطقة بأجمعها وأكدا تعاونهما في المحافل الدولية لمواجهة خطر الدولة الاسلامية.


لندن: قال وزير الخارجية العراقي بالوكالة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي بدأ الاثنين زيارة إلى العراق، إنهما بحثا تداعيات النزوح الكبير للتركمان والمسيحيين والايزيديين والشبك وحتى العرب بسبب سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق عراقية خاصة في شمال البلاد.

وأشار إلى أنّهما بحثا التنسيق بين البلدين خلال اجتماعات الجامعة العربية ومجلس الأمن والجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك الشهر المقبل للوقوف بوجه الهجمة الشرسة لتنظيم الدولة الاسلامية الذي لايعترف بوجود الآخر والعمل على تشكيل حشد دولي لمواجهته، اضافة إلى تكثيف المساعدات للنازحين والعمل على تحرير مناطقهم واعادتهم اليها.

ووجه الشهرستاني نداء إلى الاقليات العراقية بعدم الهجرة عن بلدها مشددًا على رفض جميع الدعوات الخارجية لها بالهجرة وخاطبها قائلاً: "ابقوا في بلدكم فأنتم جزء اساسي من جسده واذا غادرتموه سيكون ناقصاً لانكم جزء اساسي منه فلا تغركم دعوات الهجرة لان المجتمع الدولي يقف الآن بوجه هذه الهجمة الشرسة للارهابيين حتى القضاء عليها".

ومن جهته، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ان العراق هو لبنان وما يحصل في اي منهما يؤثر في الآخر لأن مصيرهما واحد.. وأكد ان حرص لبنان على العراق هو حرص عليه نفسه، فالبلدان يواجهان خطراً واحداً. وأشار إلى تشابه العراق ولبنان من ناحية امتلاكهما الثروات البشرية والطبيعية وحضارتهما الفكرية وتنوعهما الطائفي وهو الذي يواجه تهديدًا حقيقيًا الآن.

وعبر باسيل عن الامل في انبثاق حكومة عراقية جديدة جامعة بشكل سريع وعدم اضاعة الوقت مثلما يحصل في لبنان. وأكد ضرورة ان تكون التشكيلة الحكومية المقبلة في العراق جامعة وتقوم على اساس التوازنات الاجتماعية والسياسية بما يؤمن الاستقرار ومواجهة المخاطر الارهابية. وتوقع هزيمة الدولة الاسلامية في العراق لكنه حذر من استمرار فكرها الشاذ ومحاولات تمويله ماديًا ومعنويًا.

وناشد الوزير اللبناني النازحين العراقيين قائلاً "ارفضوا دعوات هجرتكم وابقوا في ارضكم".. ودعا السلطات العراقية لتوفير الأمن وحرية ممارسة طقوسهم وعاداتهم وعباداتهم، محذراً من أن الهجرة ستخسر المنطقة هذا التنوع المجتمعي. كما حذر من محاولات تقسيم العراق مشددًا على أن هذا سيؤدي إلى تقسيم المنطقة وبما يشكل افدح المخاطر لها.

وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد بدأ في وقت سابق اليوم الاثنين زيارة إلى العراق تشمل بغداد واربيل يجري خلالها مباحثات تتناول تعزيز علاقات البلدين والتطورات السياسية والأمنية في العراق.

وسيبحث الوزير اللبناني مع رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي ووزير الخارجية وكالة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني علاقات البلدين وسبل تعزيزها في المجالات السياسية والاقتصادية والتطورات في المنطقة العربية وعلى الساحة العراقية أمنيًا وسياسيًا، ثم ينتقل إلى أربيل للقاء رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والاطلاع على اوضاع النازحين هناك، اضافة إلى التطورات الأمنية ومواجهة قوات البيشمركة لمسلحي الدولة الاسلامية الذين سيطروا على مناطق شمالية عراقية عدة.

وأمس اعلن وزير الهجرة والمهجرين العراقي ديندار دوسكي أن عدد النازحين في العراق الذين اضطروا لترك منازلهم جراء الاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” قد بلغ مليوناً و250 ألف شخص.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي خلال مؤتمر حول النشاطات الإغاثية لصالح النازحين في العراق أشار فيه إلى أن أغلب العائلات النازحة لجأت إلى إقليم شمال العراق لافتًا إلى أن الحكومة العراقية بدأت بتقديم مساعدات مادية إلى جانب الغذائية للنازحين.