رأى رجال دين سعوديون أن استخدام تنظيم "داعش" لختم الرسول محمد كشعار في أعلامهم السوداء يمثّل إساءة تاريخية لهذا الإرث النبوي، مشددين على أن أفعال وتصرفات هذا التنظيم تسيء للإسلام والمسلمين.
&
الرياض: أكد عدد من رجال الدين بالسعودية، إن استخدام تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (ختم الرسول) كشعار وصكّه على أعلامهم السوداء، بمثابة إساءة تاريخية لهذا الإرث النبوي، ولهذا التاريخ المدون عن رسول الله.
وأشاروا إلى أن هذا الرمز التاريخي، كان شعارًا للمحبة والسلام والتسامح، ولكن "داعش" جعلته عنوانًا للذبح والقتل، وهو الأمر الذي&جعل الناس يشككون&في ثوابتها ومصادرها، حتى باتوا يخشون من إبرازه كي لا يدخلوا في دائرة الاتهام بانتمائهم للتنظيم الإرهابي.
واتخذت (داعش) منذ تأسيسها علمًا يختلف عن أعلام التنظيمات الجهادية التي سبقتها، حيث يتكون من راية سوداء تتوسطها دائرة بيضاء مكتوب فيها (الله، رسول، محمد) تقرأ من الأسفل للأعلى، &وهي نسخة طبق الأصل من ختم النبي الكريم، والذي كان اتخذه عندما اخبره الصحابة بأن الملوك لا يقرأون (الخطابات) غير المختومة، فاتخذ الرسول خاتمًا من فضة، كان نقشه على ثلاثة اسطر &في كل سطر كلمة، &محمد رسول الله، تقرأ من الأسفل إلى &الأعلى.
&
التشكيك في الثوابت
عبد الله فدعق ، الفقيه والمفكر الإسلامي السعودي، &أكد أن الجماعات الإرهابية باتت وبوضوح تستخدم مفردات وشعارات معينة في غير معناها المناسب، مثل كلمة (الخلافة) و (الدولة الإسلامية ) وغيرها ، وتصر على التفسير الخاطئ للأمور بما يخدم فكرها الإجرامي.
وأشار فدعق، الفقيه والمفكر الاسلامي، في حديثه لـ "ايلاف"، الى أن هذه الجماعات تصر بأفعالها الشنيعة على أن لها ديناً مختلفاً، ومازالت مستمرة في تشكيك الناس في ثوابتها ومصادرها، حتى بات الإنسان السليم يخشى من حمل ختم الرسول الكريم، والذي كان رمزًا لتوثيق دعواته للناس ليدخلوا في دين الرحمة والعدل والعفو.
من جهته، قال الشيخ سلطان الزهراني ، المشرف على موسوعة السنة النبوية، إن ختم الرسول بات مؤخراً وللأسف من علامات الإرهاب، وعنواناً مرافقاً للقتل والذبح والتفجير، وهي إساءة تاريخية لهذا الرمز والإرث النبوي تفوقت على إساءة الرسوم الكاريكاتيرية الدنماركية.
وأشار في حديثه لـ"ايلاف" إلى أن ما يجري &من تشويه وتحريف هو عمل منظم لتغيير القناعات المستقرة في نفوس المسلمين حول قيم التسامح والمحبة والرفق التي كان يدعو إليها رسول الله، مؤكداً &أن اختيار ختم النبي ذو دلالة معنوية واضحة أرادت منها داعش أن تؤكد بأن مزاعمها و تحركاتها ومشاريعها مختومة بختم الشريعة، مما ينذر بخطورة هذا العمل .
ارث نبوي
وكان ( ختم الرسول) علامة فارقة، يزين بها محبو الرسول واجهات منازلهم وعرباتهم ومحالهم التجارية، حيث يتذكرون به كل ما هو أصيل، وكل ما له من الكاريزما التي تعطي انطباعًا بأنك تتجول في أحد كتب السيرة النبوية، حيث يضعه بعضهم بحثاً عن البركة والرزق الموفق، وآخرون يتلمسون فيه راحة البال والتنفيس عن الهموم ومتاعب الحياة، لكن هذا الرمز النبوي بات محظوراً استخدامه وإبرازه&مؤخراً، بسبب خوف الجميع من وقوعهم في دائرة الاتهام بالتعاطف أو الانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق.
من جانبه، قال الدكتور خالد الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسـول ونصرته، التابعة لرابطة العالم الإسلامي، إن سلوك تنظيم الدولة الإسلامية يخالف الإسلام والمنهج النبوي في كل شيء حتى في قضية &تعامله مع الجثامين والذبح وغيرها، مؤكدًا في حديثه لـ ايلاف" بأن الهيئة العالمية بصدد إصدار بيان متكامل حول ملابسات &استخدام هذا التنظيم لشعارات الإسلام مثل ختم الرسول، وكيف ينبغي التعامل مع هذا الأمر.
وفي ما يتعلق بالجانب القانوني، أوضح القاضي الشيخ عيسى الغيث، إن من يرفع ويبرز شعار (ختم الرسول) بذات الألوان التي تستخدمها &داعش يعتبر فعلاً &مجرًما، وتبنى عليه عقوبات وأحكام.
وبيّن في حديثه لـ " ايلاف" إن من يبرز الشعار بحسن نية وتحت ذريعة أنه يحمل ارثاً نبويًا، سيعاقب ويجرم قانونًا &إذا كان &الشعار الذي يبرزه &يحمل اللونين الأبيض والأسود ويتطابق مع شعار داعش، عدا ذلك فلا ضير، لاسيما وأن ختم الرسول موجود في أماكن كثيرة، حيث شدد الغيث أن استخدام داعش لهذا الرمز هو اعتداء على المسلمين في سمعتهم، و لا يعني قيام فئة معينة بهكذا أعمال، أن نتنازل عن شعارات الإسلام وراية التوحيد.
&
&
التعليقات