وجد رئيس الحكومة العمالي السابق توني بلير نفسه في مواجهة عاصفة جديدة من الانتقادات لتقديمه المشورة لديكتاتور سيئ السمعة. وعشية زيارة منتظرة لرئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، كشف النقاب أن بلير قدم مشورة له في أوقات سابقة مقابل ملايين الجنيهات، رغم معرفته بارتكاب نظام نزارباييف مجزرة دموية ضد مدنيين.


نصر المجالي: وصفت تقارير صحافية أفعال بلير، الذي ظل يقدم المشورة والنصائح لديكتاتور كازاخستان، وهي الجمهورية السوفياتية السابقة منذ العام 1989، بـ(المشينة).

وحسب صحيفة (ديلي ميل) اللندنية، فقد كشفت وثائق مسرّبة، الأحد، أن بلير قدم استشارات ونصائح لنزارباييف من أجل تحسين صورته أمام العالم بعد المجزرة الدموية التي نفذتها الشرطة، وراح ضحيتها 19 مدنيًا في البلدة النفطية جاناوزين في العام 2011، كما جرح 64 آخرون وسط إدانة عالمية.

تكشف رسالة مسرّبة عن الدور الذي قام من خلاله بلير بمساعدة زعيم كازاخستان على إعادة تأهيل نفسه في نظر المجتمع الدولي. وذلك قبل خطاب منتظر لنزارباييف في جامعة كامبريدج البريطانية العريقة، حيث عرض بلير نصائح مفصلة للرئيس الكازاخي حول كيفية معالجة آثار المجزرة.

حقوق الإنسان
ينوه بلير في رسالته، التي بلغت 500 كلمة، للرئيس نزارباييف، بأنه رغم "المجزرة كانت انتهاكًا لحقوق الإنسان، إلا أنه لا ينبغي أن تحجب بظلالها المأسوية التقدم الهائل الذي حققته كازاخستان".

وكانت منظمة (هيومان رايتس ووتش) نددت بسجل كازاخستان، في بيان لها يوم الأحد، كما وصفت أفعال بلير بـ"الوقحة والمشينة". وقال هيو ويليامسون، مدير أوروبا وآسيا الوسطى في المنظمة الحقوقية: "من المشين أن توني بلير قد حاز ملايين من الجنيهات من هذا المستبد ـ أي نزارباييف ـ من خلال رسائل ونصائح لم تتناول ولم تحترم حقوق الإنسان في كازاخستان".

كما كشف النقاب عن أن الرسالة المسرّبة كانت مكتوبة على أوراق مروّسة باسم مكتب توني بلير، وفيها يكتب: "عزيزي السيد الرئيس، وهنا هو اقتراح لفقرة لتشمل في خطاب كامبريدج". وتابع بلير في رسالته لنوارباييف: "وفي ما يتعلق بما حدث في مدينة جاناوزين، فإنه رغم مأسوية الحدث، إلا أن المنجزات التي حققتها في وقت لاحق لا يمكن أن تحجب الحقيقة عن التقدم الهائل في كازاخستان".

وخلصت رسالة بلير بخط يده في جزئها السفلي إلى القول: "مع أطيب التمنيات للغاية. وإنني أتطلع إلى رؤيتكم في لندن!. لك من أي وقت مضى، توني بلير". يشار في الختام، إلى أنها ليست المرة الأولى التي يجد فيها رئيس الحكومة البريطانية السابق نفسه في عش (دبابير) الانتقادات، فهو واجه العديد من المعارك والانتقادات قبل ذلك من الصحافة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية لتقديمه المشورة لعدد من الأنظمة الديكتاتورية.
&