أكد المعارض السوري وليد البني أهمية تشكيل أوسع جبهة سورية لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، داعيًا لحل سياسي في سوريا، يخلص البلاد من الدكتاتورية والظلامية في آن واحد.


اسطنبول: قال المعارض السوري وليد البني لـ"إيلاف" إنه من المهم الآن سحب البساط من تحت التنظيم، عبر إعطاء أمل للشعب السوري بإمكانية الخلاص من الديكتاتورية، من دون الوقوع في براثن الجهل والإرهاب، عبر إعادة النظر بأساليب دعمهم للشعب السوري وثورته، واستخدام كل ما لديهم من نفوذ دولي لجلب النظام إلى حل سياسي ينهي خمسين عامًا من ديكتاتورية قاتلة وفاسدة، من خلال مرحلة انتقالية تحت رعاية وإشراف دوليين، يشارك فيها جميع السوريين بمختلف انتماءاتهم، تنتهي بإنتخابات حرة يشارك بها الجميع.

وأكد البني أن هذا ما سيساعد على توحيد السوريين ضد الوحش الآخر الذي يفتك بهم والمتمثل بداعش والتنظيمات المختلفة التابعة لتنظيم القاعدة. وقال: "الدول العربية والمجتمع الدولي تأخروا كثيرًا في تفكيرهم بملف محاربة هذا التنظيم".

لأوسع جبهة سورية

ورأى البني أن أي تهاون في دعم وحدة سوريا و ديمقراطيتها يشكل تربة خصبة لنمو هذه التنظيمات الظلامية وامتدادها، "والمطلوب دعم توق السوريين للخلاص من الديكتاتورية والتنظيمات الظلامية معًا، عبر فكرة الحوار بين جميع الذين يريدون وحدة سوريا وسلامتها، بغض النظر عن انتماءاتهم ومواقفهم السياسية، سواء كانوا معارضة وطنية ديمقراطية أو حتى اشخاص وطنيين بعيدين عن المعارضة، أو استمروا في مؤسسات النظام ولم تتلوث أيديهم بدماء السوريين، وتشكيل أوسع جبهة سورية ممكنة للوقوف في وجه داعش والاستبداد معًا".

وختم: "في حال وضعت خطة عربية مدعومة دوليًا لهذا الهدف، فإن آمال السوريين بمستقبل خال من الظلامية والاستبداد تصبح أكبر، والتخلص من الارهاب يصبح أسهل".

اجتماع جدة

وكانت مدينة جدة شهدت اجتماعًا وزاريًا للدول العربية الخمس الأعضاء في مجموعة الاتصال الدولية، المعنية لبحث مجمل الأوضاع في المنطقة، علاوة على بحث تطورات الأوضاع في سوريا. وبحث الوزراء الأوضاع على الساحتين العربية والأوسطية، ونمو الفكر الإرهابي المتطرف والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية، وانعكاساتها على دول المنطقة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين.

واتسم الاجتماع بالتطابق في وجهات النظر حيال القضايا المطروحة، وضرورة العمل الجاد على التعامل مع هذه الأزمات والتحديات، على نحو يحفظ للدول العربية أمنها واستقرارها، في إطار المبادئ التي أنشئت من أجلها الجامعة العربية.

حل سياسي

واتفق الوزراء العرب على بلورة الرؤى وعرضها بعد استيفاء الدراسة منها على جامعة الدول العربية، لبحثها بشكل موسع مع الدول العربية الأعضاء.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تدهور الوضع في منطقة المشرق العربي عمومًا، وتنامي التيارات المتطرفة، وتنظيم الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا، ما يفرض، وفق رؤية عربية، أكثر من أي وقت مضى ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية يعيد الاستقرار إلى البلاد، ويسمح في الوقت نفسه بتحقيق طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة، ويوفر الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب الذى بات ظاهرة تهدد الأمن الإقليمي.
&