&
تكتسي الزيارة المقبلة لولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى فرنسا أهمية خاصة، لأنها الأولى، ولأنها ستشهد بحثًا بين الطرفين يطال ملفات ساخنة، أبرزها التطرف في سوريا والعراق، وتسليح الجيش اللبناني.
&
&الرياض: يتوجه الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى فرنسا في الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل، في زيارة رسمية اعتبرتها باريس بالغة الأهمية، لأنها الأولى ولأنها ستشهد بحثًا في ملفات ساخنة، أثناء اللقاءات التي سيعقدها الأمير سلمان، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الفرنسيين.
&
أهمية كبرى
&
تعلق الحكومة الفرنسية أهمية كبرى على الحوار مع السعودية حول التطورات في المنطقة، خصوصًا الوضع الخطير في العراق وسوريا وغزة ولبنان. وبما أن الزائر غير عادي، وهو وزير دفاع المملكة العربية السعودية، تكتسي الزيارة أبعادًا خاصة، بحسب المراقبين، وخصوصًا البعد العسكري، بدءًا بتسريع تسليم الجيش اللبناني أسلحة فرنسية في صفقة موّلتها السعودية، ليتمكن لبنان من مواجهة الجماعات المتطرفة، وليس انتهاءً بالخطر الكبير الذي تمثله هذه الجماعات المتطرفة، من جبهة النصرة إلى تنظيم الدولة الاسلامية على السعودية وفرنسا، وعلى أوروبا والعالم، في آن واحد.
&
ويتوقع المراقبون أن يحسم الأمير سلمان الجدل بإنهاء الصفقة مع باريس، ليتم توريد الأسلحة إلى لبنان مباشرة عقب الزيارة.
&
تنفي ما أشيع
&وكانت تقارير لبنانية، أوردتها صحف موالية للنظام السوري وحزب الله شككت في نوايا السعودية في إتمام هذه الصفقة، رادة التأخير إلى عامل تقني هو عدم وجود سلاح فرنسي بحوزة الجيش، واستهلاك جزء كبير من الهبة لصيانة ما سيجري شراؤه، وإلى عاملين سياسيين، الأول استياء الولايات المتحدة من كون فرنسا هي التي ستقطف هذه الهبة، والثاني رفض السعودية توقيع عقد مع السلطات الفرنسية، للمباشرة بتنفيذ الطلبيات اللبنانية.
&
إلا أن مصادر فرنسية مطلعة ردت التأخير إلى أمور تقنية مالية ينبغي أن يتم إنهاؤها لأنّ الاتفاقية السعودية الفرنسية اللبنانيّة فريدة من نوعها وتأخذ وقتًا، "وكل ما قيل أو تردد عن عدم رضى السعودية عن طريقة إدارة الأمور من قبل فرنسا غير صحيح، وهو من ضمن الإشاعات التي يطلقها الذين لا يرغبون بأن يكون لفرنسا دور على هذا الصعيد مع السعودية". وتأتي زيارة ولي العهد السعودي لتنفي كل ما أشيع في هذا الاطار.
&
تطابق في الآراء
ومسألة تسليح الجيش اللبناني في هذه الآونة لا تنفصل في مباحثات الأمير سلمان الفرنسية عن أحوال المنطقة، خصوصًا أن التنسيق في المواقف بين الرياض وباريس قائم وفعال، في معالجة تداعيات الأزمتين في سوريا والعراق، ومسألة التنظيمات الجهادية المتطرفة التي تهدد امن السعودية والخليج، وأمن فرنسا وأوروبا، وامن العالم أجمع.&
&
فالتطابق في المواقف من المسائل الساخنة في الشرق الأوسط سيمهد الطريق أمام ولي العهد السعودي ليخرج بزيارة ناجحة بكل المقاييس، خصوصًا أنها تحمل همومًا مشتركة، ليس أقلها وجود سعوديين وفرنسيين في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية.
التعليقات