قال خبير في مكافحة الإرهاب إن جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية محترفون في الارهاب، حتى يبدو أسلافهم في تنظيم القاعدة مبتدئين مقارنة معهم.


إعداد عبد الاله مجيد: أكد الخبير راندال بينيت، الذي أمضى 25 عاما في ملاحقة الحركات الارهابية بما في ذلك قيادة الأجهزة الاميركية لمكافحة الارهاب في العراق وباكستان، أكد أن جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية الذين ذبحوا صحافيين اميركيين تعلموا قيمة الصدمة التي تحدثها اعمال عنف مرعبة، "ووراء هذه الهمجية يكمن مستوى عال من الدهاء".

وادٍ من الصدمات

وقال بينيت، في مقابلة مع صحيفة تايمز: "إن كثيرًا من الارهابيين الذين تعاملنا معهم قبل عشر سنوات كانوا اشخاصًا يحاولون تعلم هذه المهنة، لكن من نتعامل معهم اليوم أشخاص اصبحوا محترفي ارهاب". واشار إلى أن هذا يقلل بدرجة كبيرة احتمالات أن يُكتب النجاح لأي محاولة تهدف إلى انقاذ الرهائن الذين يحتجزهم التنظيم.

وقال بينيت، المتعاقد اليوم مع وزارة الخارجية الاميركية: "إن جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية أوقعوا العالم في وادٍ من الصدمات بالفيديو الأول، وما إن أفاق الغرب من هول الصدمة الأولى، حتى نشروا الفيديو الثاني".

ورجح بينيت أن يستمر تنظيم الدولة الاسلامية في هذا التكتيك الفعال، بما يحدثه من صدمة ويبثه من خوف في انحاء العالم، مع الاستمرار في تنفيذ مخططه الأوسع.

فوتوا فرصة ثمينة

وتعلم الجيل الجديد من الارهابيين دروس هجمات 11 ايلول (سبتمبر) بشأن التأثير المخيف الذي تتركه مثل هذه الهجمات، وقيمة الصور التي تعقبها، في المساعدة على تجنيد الاتباع الجدد. اضاف: "جهاديو التنظيم اشخاص ذوو اطلاع واسع ومعرفة عميقة بما يتعين عمله ليكونوا ارهابيين جديرين بهذا اللقب".

وانتقد بينيت الدول الغربية على تقاعسها عن التحرك ضد التنظيم مع بداية صعوده، قائلًا إنها فوتت فرصة ثمينة. وقال: "كانت الاستخبارات الاميركية تعرف الجماعة التي أخذت تتشكل قبل اشهر على تقدم تنظيم الدولة الاسلامية السريع في العراق، وكان بمقدور الرد السريع بضربات جوية أن يحطم قوة التنظيم العددية، فالارهابيون يتمتعون الآن بأفضلية تكتيكية، ولم يعودوا يتنقلون في قوافل كبيرة على طريق عريض وسط الصحراء، حيث كان يمكن تدميرهم بثلاث قنابل من زنة 500 رطل".

متشائم

وقال بينيت إن على البيت الأبيض أن يعد الخطط فوق الخطط، في محاولة للعثور على رهائن تنظيم الدولة الاسلامية الآخرين، باستخدام الاستطلاع الجوي وأجهزة التنصت ومصادر استخباراتية على الأرض في العراق وسوريا.

ويرى بينيت أن ارسال فريق من القوات الخاصة في عملية انقاذ سيتوقف على الحظ وامكانية توافر بعض المعلومات عن مكان احتجازهم. لكنه اعترف بأنه ليس متفائلا بشأن مصير الرهائن الآخرين: "لو كانت جماعة اخرى لقلت أن هناك أملًا، لكن هذه ليست جماعة تترك احدًا وراءها، ورأينا ما تفعله بعناصرها أنفسهم".