اتفق رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أنّ السنة هم أولى ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية الذين يعانون من جرائمه، وقال هولاند إنه جاء الى بغداد لدعمها سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا في مواجهة إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية وتنسيق الجهود لمواجهة هذه الجماعة التي تشكل خطراً على العالم، فيما ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم الدعم الفرنسي لبلاده في مواجهة التنظيم.


لندن: بحث رئيس مجلس النواب سليم عبد الجبوري مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سبل مكافحة الإرهاب في العراق وثمن الدور الإيجابي الذي تلعبه فرنسا في دعم الديمقراطية والإستقرار في العراق إضافة إلى دورها في إحتواء وإيواء النازحين العراقيين لحين إستتباب الأوضاع في البلاد وعودتهم إلى وطنهم.

وعن الاستعدادات الجارية للمؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب، والذي ستستضيفه فرنسا الاثنين المقبل، أشار الجبوري إلى أنّ الإرهاب حالة طارئة وغريبة عن المجتمع العراقي ، "فالإرهاب يعادي الجميع وجميع العراقيين متحدون ضده، وأكثر الناس حرصًا على مواجهته هم سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ".

وأكد الجبوري حرص العراق على بناء علاقات متوازنة مع فرنسا بشكل خاص والدول الأوروبية بشكل عام قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة.. مثنيًا على الدور الفرنسي في دعم العراق لمواجهة محنته ضد الإرهاب مشددًا على ضرورة حماية المدنيين وتأمينهم خلال أي عمل عسكري آملاً بنهاية قريبة لمعاناة النازحين والمهجرين، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تلقت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه، أكد هولاند حرص بلاده على مساعدة العراق والتحشيد الدولي من أجل دعم الإستقرار فيه، مضيفًا "نريد أن نبرهن أن فرنسا قادرة على توحيد الجميع من أجل بناء السلام وإنتشار السلام هي الرسالة الوحيدة التي نحملها".

وثمن الرئيس الفرنسي "شجاعة المواطنين العراقيين في التصدي للإرهاب، مشيراً إلى أن "السنة اليوم هم اولى&ضحايا داعش،&وهم الذين&يعانون من جرائمه في المقام الأول". واثنى على& النجاح المتحقق في الإنتقال السياسي مضيفًا أن مجلس النواب العراقي لعب دورًا أساسياً في هذا النجاح, فالديمقراطية دائما تبدأ من البرلمان.

ومن المنتظر أن يغادر هولاند الى أربيل في وقت لاحق اليوم للاجتماع مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث احتياجات الاقليم العسكرية والانسانية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق متفرقة من شمال العراق.

مؤتمر صحافي مشترك لمعصوم وهولاند

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، قال هولاند عقب وصوله الى بغداد صباح اليوم إنه حرص على المجيء الى العراق اثر تشكيله حكومة ديمقراطية جامعة تمثل كل الشعب العراقي.

وأضاف "يشرفني أن اكون اول رئيس& دولة يزور بغداد بعد تشكيل حكومتها لأعبر عن تضامننا السياسي مع العراقيين ومع حكومتهم التي تمثلهم". وأشار إلى أنّه سيلتقي اليوم خلال مأدبة غداء يقيمها على شرفه الرئيس معصوم مع جميع القادة العراقيين.

وشدد على تضامن فرنسا مع العراق في المجالات العسكرية والامنية والانسانية في مواجهة مجموعة إرهابية تمددت على الارض، تشن حربًا إرهابية ضد جميع العالم.. وقال "لهذا السبب قررنا دعم العراق وعقد مؤتمر باريس الدولي الاثنين المقبل من اجل حشد المجتمع الدولي لاتخاذ موقف ضد هذه الجماعة الإرهابية.

وأضاف أن مؤتمر باريس الدولي الذي سيعقد الاثنين المقبل حول العراق سيعكف على اتخاذ الاجراءات ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وتنسيق الجهود لقتاله وترسيخ وحدة العراق. وأوضح أن هذا التضامن الفرنسي هو تجسيد للمساعدات العسكرية والانسانية التي تقدمها فرنسا للعراق، والتي ستواصلها لأن "لنا مصلحة مع العراق في قتال داعش واضفاء تطور جديد في العلاقات مع العراق".

ومن جهته، ثمن الرئيس معصوم المساعدات التي تقدمها فرنسا لبلده في الظروف الحالية التي يواجهها.. وقال إن لفرنسا تاريخاً مشهوداً في دعم العراق شاكرًا&اياها على تنظيمها مؤتمر باريس لدعم العراق.

ويجري الرئيس الفرنسي في بغداد التي وصلها اليوم مباحثات مع القادة العراقيين حول احتياجاتهم العسكرية والانسانية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية لعرضها على مؤتمر باريس حول السلم والامن في العراق، الذي يعقد الاثنين المقبل بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة.

وسيجتمع مع معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي لبحث علاقات البلدين والموضوعات التي سيناقشها مؤتمر باريس الدولي لدعم العراق في مواجهة الإرهاب والذي اطلق عليه "المؤتمر الدولي للسلام والأمن في العراق" لمعرفة احتياجات العراق العسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والانسانية لمساعدة النازحين الذي قارب عددهم المليوني شخص نصفهم من الاطفال.

كما سيوجه هولاند خلال الزيارة الدعوة الى معصوم للمشاركة في المؤتمر الذي سيكون برئاسة العراق وفرنسا ويحضره ايضًا ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

وقال مصدر رسمي عراقي إن جدول اعمال المؤتمر يتضمن مناقشة ثلاثة مواضيع هي: الدعم السياسي الواجب تقديمه الى الحكومة العراقية الجديدة مكافحة النشاط الإرهابي في العراق.. والجهود الانسانية ومشاريع اعادة الاعمار المطلوب القيام بها. وقال إن المؤتمر سيضم الشركاء الدوليين والاقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف ويساهمون في تحقيقه وسيفتتحه الرئيسان معصوم وهولاند بشكل مشترك.&

وأضاف أن وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان إيف لو دريان سيرافقان هولاند في زيارته لبغداد، التي ستركز على تقديم الدعم للحكومة العراقية والوقوف إلى جانبها والتحضير لمؤتمر باريس،&الذي تشارك فيه 17 دولة على مستوى وزراء الخارجية بينها روسيا.

ومن جهتها، قالت الرئاسة الفرنسية إن هولاند سيؤكد للسلطات العراقية خلال زيارته لبغداد دعم فرنسا للتصدي بفعالية لإرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وحماية السكان المدنيين وإعادة ارساء دولة القانون على كل التراب الوطني.

كما أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن هذا المؤتمر سيسمح باتخاذ سلسلة من الاجراءات في المجالين الاستخباراتي والعسكري واتخاذ تدابير لتجفيف موارد& تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند قد اعلن في 20 من الشهر الماضي أنه "سيقترح قريبًا عقد مؤتمر حول الامن في العراق وحول كيفية مواجهة تنظيم "داعش".. فيما بحث الرئيس معصوم ونظيره الفرنسي هولاند خلال اتصال هاتفي في 23 من الشهر الماضي العمل سوية بين البلدين لعقد مؤتمر دولي حول اوضاع العراق، حيث أكد الرئيس العراقي أن بلاده تدعم الاقتراح الفرنسي لعقد هذا المؤتمر.

وقد أكد الرئيس هولاند استمرار مساندة بلاده للعراق وتقديمها الدعم العسكري والانساني الذي يحتاجه في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية ووجه دعوة لرئيس الوزراء حيدر العبادي للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم العراق في مواجهة الإرهاب.

وناقش الجانبان خلال اتصال هاتفي الاربعاء الموضوعات التي سيبحثها المؤتمر وتأثيره في حشد الدعم الدولي للعراق في محاربة داعش، بالإضافة الى الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة. واشاد العبادي بالموقف الفرنسي الداعم للعراق لمواجهة الإرهاب مرحبًا بلقاء الرئيس الفرنسي لمناقشة الاسناد الذي تقدمه فرنسا للعراق، فيما اعرب الرئيس الفرنسي عن استعداد بلاده للاستمرار بمساعدة العراق في المجالات الانسانية والعسكرية.

وجاء الاعلان عن زيارة الرئيس الفرنسي هذه متزامناً مع اعلان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الثلاثاء أن بلاده لا تستبعد اقتراح المشاركة مع تحالف دولي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية& من خلال إرسال قوات برية.

وقال لودريان في تصريح صحافي إن القضية كانت مدرجة على جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة في ويلز، وأن المشاورات بهذا الخصوص مستمرة،&مضيفًا انه يمكن لفرنسا أن تشارك بقوة برية في التحالف الدولي.

وكان هولاند لوح للمرة الأولى خلال قمة الناتو الاسبوع الماضي إلى إمكانية مشاركة بلاده في تحالف دولي ضد الدولة الإسلامية في حال طلبت الحكومة العراقية، وفي إطار القانون الدولي، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي في باريس خلال الأسابيع المقبلة يتناول أمن العراق.

يذكر أن القوات العراقية تخوض وبمساندة المتطوعين من الحشد الشعبي معارك منذ اسابيع ضد مسلحي داعش في عدة مناطق من البلاد، وسط دعم دولي واسع في مقدمته تنفيذ الولايات المتحدة الاميركية غارات جوية على مواقع المسلحين في الموصل وأربيل والانبار.