أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان فرنسا ستوفر غطاء جويا للقوات العراقية وتقصف طائراتها قواعد الدولة الاسلامية فيما اتفق رئيس البرلمان العراقي والرئيس الفرنسي على ان السنة هم اولى ضحايا التنظيم الذين يعانون جرائمه وقال هولاند انه جاء الى بغداد لدعمها سياسيا وعسكريا وانسانيا في مواجهة الارهاب فيما ثمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم الدعم الفرنسي لبلاده في مواجهة التنظيم.

لندن: خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي هولاند في بغداد تابعته "إيلاف" فقد أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان هولاند قد وعده بتأمين غطاء جوي للقوات العراقية على الارض والمشاركة بضربات جوية لقواعد داعش واشار الى ان الدعم الدولي للعراق في مواجهة الارهاب قد تأخر لكنه يبقى مطلوبا.

وأضاف أن هناك تهديدًا خطيرًا يتعرض له العراق نتيجة تدفق المقاتلين الاجانب على اراضيه وهناك شبكة دولية لتجنيدهم ودفعهم الى العراق كما ان هناك شعورًا بخطورتهم على العالم كله لذلك تخوض القوات العراقية حربا شرسة ضدهم.

واضاف العبادي "ان العراق يمتلك قوة جوية ليست بالفاعلية المطلوبة على الرغم من جهودها الكبيرة ولذلك فإن العراق يحتاج الى غطاء جوي ضخم لحماية قواته المسلحة وقد وعدنا الرئيس الفرنسي بتأمين هذا الغطاء ومشاركة الطائرات الفرنسية في قصف قواعد داعش".

واضاف ان العراق لايريد قوات برية لان لديه من الشباب الالاف القادرين على القتال. وقال إن العراق يتعرض لهجمة شرسة قادمة من سوريا وحيث تقع على المجتمع الدولي مسؤولية لوقف هذا الزحف الارهابي.

واشار العبادي الى ان هناك دولا مجاورة تسمح بدخول المقاتلين الاجانب الى سوريا ومنها ينتقلون الى العراق كما ان هناك شبكات في هذه الدول تقوم بشراء النفط العراقي والسوري من داعش وتهريبه الى مناطق اخرى من العالم. واوضح ان الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية ابراهيم الجعفري سيشاركان في مؤتمر باريس لدعم العراق ضد الارهاب الذي سيعقد في باريس الاثنين المقبل.

ودعا العبادي الى ضرب قواعد الدولة الاسلامية في سوريا لمنع استمرار تدفق المقاتلين الاجانب منها الى بلاده وشن هجمات تؤدي الى مقتل العراقيين وتهجيرهم وشدد بالقول "نطالب بتدخل دولي في هذا الاتجاه".

ومن جهته قال هولاند انه جاء الى العراق لدعم شعبه وحكومته الديمقراطية الجامعة المنبثقة من انتخابات حرة والقائمة على شراكة جميع القوى العراقية.. واوضح ان هذه هي الشروط المطلوبة لتجنيد العالم لمساعدة العراق الذي يتعرض الى هجمة بربرية لمقاتلين جاؤوا من كل دول العالم.

واشار الى ان التصدي لداعش هو مسؤولية العراق بالدرجة الاولى لكن الدعم الدولي مطلوب لان داعش تهدد الجميع. واوضح ان مؤتمر باريس للامن والسلام في العراق الذي سيعقد الاثنين المقبل سيعمل على وضع اطار سياسي لتنسيق الجهود الدولية لمواجهة العراق للارهاب عسكريا وانسانيا. واوضح ان بلاده بصدد تسليم الشحنة الرابعة من الاسلحة الى العراق متعهدا باستمرار دعمه.

وقال إن مؤتمر باريس سيسعى للتوصل الى اتفاق سياسي ملزم لتنسيق دولي لاحتياجات العراق الامنية واتخاذ خطوات لتعمير ما هدمه الارهاب. واكد عزم المجتمع الدولي على مواجهة ارهاب داعش قبل ان يتمدد الى دول اخرى في العالم.

وفيما اذا كانت ايران ستشارك في المؤتمر اشار هولاند الى ان القائمة النهائية للمشاركين لم تكتمل بعد معربا عن الامل في اوسع مشاركة فيه.. وقال إنه بحث مع العبادي ما يمكن ان تقدمه بلاده بشكل اكثر الى العراق. وعن امكانية مشاركة حاملة الطائرات الفرنسية في العمليات العسكرية لقصف داعش اشار الى انه لايريد الخوض في تفاصيل العمليات العسكرية.

وقال "نحن نعمل مع شركائنا الدوليين على خطوات مفترضة مطلوبة ضد الارهاب ضمن الشرعية الدولية".. منوها بان بلاده كانت قد حذرت من خطورة الاوضاع في سوريا وطلبت مواجهة هذا الخطر لكنه اوضح ان المجتمع الدولي اخذ منحى اخر في المواجهة في اشارة الى رفض الولايات المتحدة وبريطانيا ضرب نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

الجبوري وهولاند: السنة في مقدمة ضحايا جرائم الدولة الاسلامية

وبحث رئيس مجلس النواب سليم عبد الجبوري مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سبل مكافحة الارهاب في العراق وثمن الدور الإيجابي الذي تلعبه فرنسا في دعم الديمقراطية والإستقرار في العراق إضافة إلى دورها في احتواء وإيواء النازحين العراقيين لحين إستتباب الأوضاع في البلاد وعودتهم إلى وطنهم.

وعن الاستعدادات الجارية للمؤتمر الدولي لمواجهة الإرهاب والذي ستستضيفه فرنسا الاثنين المقبل أشار الجبوري الى ان الإرهاب حالة طارئة وغريبة عن المجتمع العراقي " فالإرهاب يعادي الجميع وجميع العراقيين متحدون ضده وأكثر الناس حرصا على مواجهته هم سكان المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ".

وأكد الجبوري حرص العراق على بناء علاقات متوازنة مع فرنسا بشكل خاص والدول الأوروبية بشكل عام قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة.. مثنيا على الدور الفرنسي في دعم العراق لمواجهة محنته ضد الإرهاب مشددا على ضرورة حماية المدنيين وتأمينهم خلال اي عمل عسكري آملا بنهاية قريبة لمعاناة النازحين والمهجرين كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تلقت "إيلاف" نسخة منه.

من جانبه أكد هولاند حرص بلاده على مساعدة العراق والتحشيد الدولي من أجل دعم الإستقرار فيه مضيفا "نريد أن نبرهن أن فرنسا قادرة على توحيد الجميع من أجل بناء السلام وإنتشار السلام هي الرسالة الوحيدة التي نحملها". وثمن الرئيس الفرنسي "شجاعة المواطنين العراقيين في التصدي للإرهاب مشيرا إلى أن "السنة اليوم هم ضحية داعش وهم من يعاني من جرائمه في المقام الأول". واثنى على& النجاح المتحقق في الإنتقال السياسي مضيفا ان مجلس النواب العراقي لعب دورا أساسيا في هذا النجاح, فالديمقراطية دائما تبدأ من البرلمان.

ومن المنتظر ان يغادر هولاند الى اربيل في وقت لاحق اليوم للاجتماع مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث احتياجات الاقليم العسكرية والانسانية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على مناطق متفرقة من شمال العراق.

مؤتمر صحافي مشترك لمعصوم وهولاند

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم قال هولاند عقب وصوله الى بغداد صباح اليوم انه حرص على المجيء الى العراق اثر تشكيله حكومة ديمقراطية جامعة تمثل كل الشعب العراقي.. واضاف "يشرفني ان اكون اول رئيس& دولة يزور بغداد بعد تشكيل حكومتها لاعبر عن تضامننا السياسي مع العراقيين ومع حكومتهم التي تمثلهم". واشار الى انه سيلتقي اليوم خلال مأدبة غداء يقيمها على شرفه الرئيس معصوم مع جميع القادة العراقيين.

وشدد على تضامن فرنسا مع العراق في المجالات العسكرية والامنية والانسانية في مواجهة مجموعة ارهابية تمددت على الارض وتشن حربا ارهابية ضد جميع العالم.. وقال "لهذا السبب قررنا دعم العراق وعقد مؤتمر باريس الدولي الاثنين المقبل من اجل حشد المجتمع الدولي لاتخاذ موقف ضد هذه الجماعة الارهابية.

واضاف ان مؤتمر باريس الدولي الذي سيعقد الاثنين المقبل حول العراق سيعكف على اتخاذ الاجراءات ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتنسيق الجهود لقتاله وترسيخ وحدة العراق. واوضح ان هذا التضامن الفرنسي هو تجسيد للمساعدات العسكرية والانسانية التي تقدمها فرنسا للعراق والتي ستواصلها لان "لنا مصلحة مع العراق في قتال داعش واضفاء بعد متطور جديد في العلاقات مع العراق".

ومن جهته ثمن الرئيس معصوم المساعدات التي تقدمها فرنسا لبلاده في الظروف الحالية التي يواجهها.. وقال إن لفرنسا تاريخًا مشهودًا في دعم العراق شاكرا فرنسا على تنظيمها مؤتمر باريس لدعم العراق.

ويجري الرئيس الفرنسي في بغداد التي وصلها اليوم مباحثات مع القادة العراقيين حول احتياجاتهم العسكرية والانسانية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية لعرضها على مؤتمر باريس حول السلم والامن في العراق الذي يعقد الاثنين المقبل بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة. وسيجتمع مع معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي لبحث علاقات البلدين والموضوعات التي سيناقشها مؤتمر باريس الدولي لدعم العراق في مواجهة الارهاب والذي اطلق عليه "المؤتمر الدولي للسلام والأمن في العراق" لمعرفة احتياجات العراق العسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية والانسانية لمساعدة النازحين الذين قارب عددهم المليوني شخص نصفهم من الاطفال. كما سيوجه هولاند خلال الزيارة الدعوة الى معصوم للمشاركة في المؤتمر الذي سيكون برئاسة العراق وفرنسا ويحضره ايضا ممثلو الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

وقال مصدر رسمي عراقي ان جدول اعمال المؤتمر يتضمن مناقشة ثلاثة مواضيع هي: الدعم السياسي الواجب تقديمه الى الحكومة العراقية الجديدة مكافحة النشاط الارهابي في العراق.. والجهود الانسانية ومشاريع اعادة الاعمار المطلوب القيام بها. وقال إن المؤتمر سيضم الشركاء الدوليين والاقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف ويساهمون في تحقيقه وسيفتتحه الرئيسان معصوم وهولاند بشكل مشترك.&

واضاف ان وزير الخارجية لوران فابيوس ووزير الدفاع جان إيف لو دريان سيرافقان هولاند في زيارته لبغداد التي ستركز على تقديم الدعم للحكومة العراقية والوقوف إلى جانبها والتحضير لمؤتمر باريس& الذي تشارك فيه 17 دولة على مستوى وزراء الخارجية بينها روسيا.

ومن جهتها قالت الرئاسة الفرنسية ان هولاند سيؤكد للسلطات العراقية خلال زيارته لبغداد دعم فرنسا للتصدي بفعالية لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وحماية السكان المدنيين وإعادة ارساء دولة القانون على كل التراب الوطني. كما اوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هذا المؤتمر سيسمح باتخاذ سلسلة من الاجراءات في المجالين الاستخباراتي والعسكري واتخاذ تدابير لتجفيف موارد& تنظيم الدولة الاسلامية.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أعلن في 20 من الشهر الماضي انه "سيقترح قريبا عقد مؤتمر حول الامن في العراق وحول كيفية مواجهة تنظيم "داعش".. فيما بحث الرئيس معصوم ونظيره الفرنسي هولاند خلال اتصال هاتفي في 23 من الشهر الماضي العمل سوية بين البلدين لعقد مؤتمر دولي حول أوضاع العراق حيث اكد الرئيس العراقي ان بلاده تدعم الاقتراح الفرنسي لعقد هذا المؤتمر.

وقد أكد الرئيس هولاند استمرار مساندة بلاده للعراق وتقديمها الدعم العسكري والانساني الذي تحتاجه في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية ووجه دعوة لرئيس الوزراء حيدر العبادي للمشاركة في مؤتمر باريس لدعم العراق في مواجهة الارهاب.

وناقش الجانبان خلال اتصال هاتفي الاربعاء الموضوعات التي سيبحثها المؤتمر وتأثيره في حشد الدعم الدولي للعراق في محاربة داعش بالاضافة الى الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة.

واشاد العبادي بالموقف الفرنسي الداعم للعراق لمواجهة الارهاب مرحّبا بلقاء الرئيس الفرنسي لمناقشة الاسناد الذي تقدمه فرنسا للعراق فيما اعرب الرئيس الفرنسي عن استعداد بلاده للاستمرار بمساعدة العراق في المجالات الانسانية والعسكرية.

وجاء الاعلان عن زيارة الرئيس الفرنسي هذه متزامنا مع إعلان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الثلاثاء أن بلاده لا تستبعد اقتراح المشاركة مع تحالف دولي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية& من خلال إرسال قوات برية. وقال لودريان في تصريح صحافي إن القضية كانت مدرجة على جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخيرة في ويلز وأن المشاورات بهذا الخصوص مستمرة&مضيفًا انه يمكن لفرنسا أن تشارك بقوة برية في التحالف الدولي.

وكان هولاند لوح للمرة الأولى خلال قمة الناتو الاسبوع الماضي إلى إمكانية مشاركة بلاده في تحالف دولي ضد الدولة الإسلامية في حال طلبت الحكومة العراقية وفي إطار القانون الدولي داعيا إلى عقد مؤتمر دولي في باريس خلال الأسابيع المقبلة يتناول أمن العراق.

يذكر ان القوات العراقية تخوض وبمساندة المتطوعين من الحشد الشعبي معارك منذ اسابيع ضد مسلحي داعش في عدة مناطق من البلاد وسط دعم دولي واسع في مقدمه تنفيذ الولايات المتحدة الاميركية غارات جوية على مواقع المسلحين في الموصل وأربيل والانبار.