يواجه اتفاق الهدنة بصنعاء صعوبة في ترجمته واقعًا ملموسًا، وبدت صنعاء مدينة مقفرة في اعقاب صدامات دامية بين الشيعة والمقاتلين السنة المدعومين من الجيش.
صنعاء: لا تزال الرحلات الدولية معلقة اليوم السبت إلى مطار صنعاء، الواقع في شمال العاصمة اليمنية، حيث المعارك مستمرة بين الحكومة والحوثيين. واعلن مصدر ملاحي أن تعليق رحلات الشركات العربية والاجنبية لا يزال ساريًا، بينما أكد سكان أحياء قريبة من المطار أن حركة الملاحة شبه متوقفة. وقد تقرر هذا التعليق ليل الخميس الجمعة بسبب ازدياد حدة المعارك في شمال صنعاء.
محاولة انقلاب!
الطائرة الوحيدة التي حطت في المطار كانت عسكرية، نقلت مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر عند عودته من صعدة معقل المتمردين الشيعة في شمال اليمن من دون التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار. وقال بن عمر للصحافيين، بعد ثلاثة ايام من المفاوضات مع زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي: "حاولت تضييق الفجوة بين الطرفين، واتفقنا على عدد من النقاط التي يمكن استخدامها اساسًا لاتفاق".
ولدى استقباله في الوقت نفسه سفراء البلدان الداعمة للاتفاق السياسي الذي تنحى بموجبه عن الحكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وصف الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي الهجوم الذي يشنه المتمردون الشيعة انصار الله في العاصمة بأنه "محاولة انقلاب".
ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن الرئيس اليمني قوله السبت إن اطلاق النار على مقر التلفزيون اليمني، الذي قطع الجمعة برامجه طوال ساعة، وعلى منشآت رسمية اخرى، يؤكد هذا المسار الانقلابي.
سقوط مدنيين
ولم يقدم بن عمر او السلطات اليمنية اي ايضاح حول احتمال استئناف المحادثات في شأن الهدنة. وافادت مصادر طبية بأن ثلاثة مدنيين قتلوا صباح السبت في قصف على شارع الثلاثين الرئيسي شمال غرب صنعاء، القريب من جامعة الإمام التي يحاول مقاتلو انصار الله انتزاع السيطرة عليها من المقاتلين السنة في حزب الاصلاح.
ويضاف هؤلاء إلى سقوط 18 قتيلًا مدنيًا في القطاع نفسه منذ ثلاثة ايام، كما افادت حصيلة جزئية لمصادر طبية. ولازم سكان الاحياء القريبة من مناطق القتال منازلهم السبت، فيما كانت الحركة خفيفة في انحاء المدينة. وظهرًا، سقطت على مقر القيادة السابق للواء الاول مدرع القريب من جامعة الإمام، قذائف اطلقها متمردون شيعة، فارتفعت في السماء سحب الدخان.
وطلبت جامعة صنعاء من الطلاب أخذ اجازة الزامية حتى منتصف تشرين الاول (اكتوبر)، بعد سقوط عدد من القذائف في حرمها. وذكر سكان أن احدى اكبر اسواق العاصمة، سوق علي المحسن، الواقع في منطقة المعارك، مغلق منذ ثلاثة ايام، ما بدأ يؤثر على تأمين الفواكه والخضار.
منفذ بحري
يشترط الحوثيون لوقف القتال رحيل الحكومة التي يتهمونها بالفساد، والمشاركة في قرار تعيين الوزراء وتأمين منفذ لهم على البحر. وقد رفض الحوثيون الشهر الماضي اقتراحًا للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتعيين رئيس وزراء جديد، وخفض زيادة مثيرة للجدل لاسعار الوقود. وهذان مطلبان اساسيان من مطالبهم.
ومنذ أكثر من شهر، يعتصم الحوثيون وانصارهم في صنعاء وحولها، وخصوصًا على الطريق المؤدي إلى المطار، وخاضوا مواجهات بشكل متقطع مع قوات الأمن في شمال صنعاء، قبل أن تتصاعد حدة المعارك وتنتقل إلى العاصمة.
&
التعليقات