القاهرة: قتل ضابطان في الشرطة المصرية في انفجار وقع قبيل ظهر الاحد قرب مقر وزارة الخارجية المصرية في قلب القاهرة، وتوعدت السلطات المصرية بمواصلة مواجهتها "للارهاب"، في اشارة الى الجماعات المسلحة التي تستهدف الجيش والشرطة.&&

وقالت وزارة الداخلية في بيان ان ضابطي شرطة كلاهما برتبة مقدم قتلا في الانفجار، الذي وقع امام المدخل الخلفي لوزارة الخارجية في شارع 26 يوليو في منطقة وسط القاهرة، وهي عادة ما تكون مزدحمة في مثل هذا الوقت. ولفتت وزارتا الداخلية والصحة الى اصابة تسعة اشخاص في الانفجار.

وقرب مدخل وزارة الخارجية، شاهد مراسل فرانس برس جذع شجرة كبيرة منقسما الى شطرين تقريبا، وقد سقط على سيارة وحطم زجاجها الخلفي. وقال شاهد عيان وهو بائع في المنطقة يدعى محمد مجدي لفرانس برس "كنت على الناحية الاخرى من الشارع عند وقوع الانفجار، وهرعت الى هناك، وساعدت على حمل ضابط شرطة مصاب ورأيت شرطيا اخر، وقد بترت ساقه، بينما كان ثالث ملقى ميتا على على الارض".

واعلنت جماعة "اجناد مصر" الجهادية المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن الاعتداء، مؤكدة عبر موقع تويتر انه جاء ردًا على قمع السلطات المصرية الدامي لانصار الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي. وقال رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب، في تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية، ان "الشعب المصري قادر على مواجهة كل اشكال الارهاب وتجفيف منابعه".

ودعا المصريين الى "الاصطفاف سويا لمواجهة هذا الارهاب الغاشم"، معتبرا ان هذه الاعتداءات "محاولة يائسة لوقف مرحلة البناء"، في اشارة الى جهود حكومته لتحسين الاقتصاد الذي تدهور على مدى السنوات الثلاث الاخيرة نتيجة الاضطرابات الامنية والسياسية. من جانبه، تعهد وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم، في تصريح نقلته الوكالة المصرية ان الأجهزة الأمنية "ستقتص لروحي شهيدي الشرطة من مرتكبي ذلك الحادث الإرهابي الخسيس".

تزامن الانفجار مع مغادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى نيويورك، حيث سيشارك للمرة الاولى في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة.& والانفجار هو الاول في قلب القاهرة منذ بدء موجة اعتداءات في مصر عقب الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013. وكان اخر اعتداء وقع في العاصمة المصرية في حزيران/يونيو الماضي عندما قتل اثنان من خبراء المفرقعات في الشرطة اثناء محاولتهما تفكيك عبوتين ناسفتين امام قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة.

واعلنت جماعة انصار بيت المقدس الجهادية، التي تتخذ من سيناء قاعدة لها، مسؤوليتها عن اكثر الاعتداءات دموية حتى الان، خصوصا الانفجار الذي استهدف مديرية امن الدقهلية (دلتا النيل) في كانون الاول/ديسمبر الماضي، والاعتداء على مديرية امن القاهرة في كانون الثاني/يناير 2014. ويؤكد التنظيم انه يقوم بهذه الهجمات انتقاما للقمع الدامي الذي استهدف انصار مرسي بعد عزله.

واعلن وزير الداخلية المصري اللواء محمد ابراهيم الاحد الماضي مقتل 7 من "اخطر" اعضاء جماعة انصار بين المقدس في منطقة صحراوية بجوار مدينة السويس (على قناة السويس). ومنذ عزل مرسي، سقط قرابة 1400 قتيل من انصاره في حملة قمع دموية شنتها السلطات، بحسب منظمات حقوقية دولية. كما تم توقيف اكثر من 15 الفا من انصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي.

وأسست عناصر معظمها مصرية جماعة انصار بيت المقدس بعد الثورة التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك. وقبل اطاحة مرسي كانت الجماعة تستهدف خصوصا اسرائيل وتهاجم الانابيب التي تزودها بالغاز من مصر. وفي كانون الثاني/يناير اطلق مقاتلوها قذيفة على منتجع ايلات الاسرائيلي على البحر الاحمر.

من جهة اخرى، قتل سنة جنود واصيب اخر اثر سقوط طائرة نقل عسكرية نتيجة عطل فني مفاجئ. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري في بيان "اثناء تنفيذ احدى المهام التدريبية، حدث عطل فني لطائرة نقل عسكرية ما ادى الى سقوطها في منطقة كوم اوشيم في محافظة الفيوم (حوالى 100 كيلومتر جنوب القاهرة).

وكان خمسة جنود قتلوا في 25 كانون الثاني/يناير الماضي عندما اسقطت مروحية كانوا على متنها في سيناء، حيث تواجه القوات المصرية مجموعات جهادية مسلحة. كما افادت مصادر أمنية وطبية في سيناء ان ضابط شرطة لقي حتفه الاحد في حادث انقلاب مدرعة أثناء ملاحقة مسلحين حاولوا الفرار من حاجز أمني للشرطة في منطقة الحسنة في وسط سيناء.
&