مع انتهاء اليوم الإثنين، تكون قد مرت ستة أيام على اختفاء عبدالله القاضي (33 عامًا)، المبتعث السعودي في لوس أنجيلوس، ومصيره ما زال مجهولًا، علمًا أن أخاه أحمد المقيم أيضًا في لوس أنجيلوس منذ 18 شهرًا قال إن شقيقه ترك جواز سفره في البيت حين خرج ظهر الأربعاء الماضي، وآخر تواصل معه كان في الخامسة من بعد ظهر اليوم نفسه، حين اتصل بابن عمته المقيم معه، ليتبادلا حديثًا عاديًا، وتوارى بعد ذلك عن الأنظار من دون أن يعلم بمكانه.


حيان الهاجري من الرياض: نشرت شرطة لوس أنجيلوس عبر موقعها الإلكتروني آخر صورة للمفقود تم التقاطها له، وذكرت أن عبدالله من أصول شرق أوسطية، يزن 110 أرطال، له شعر أسود، بني العينين، وشوهد لآخر مرة وهو يرتدي قميصًا أزرق، وسروال جينز أزرق.

غير نشط
يدرس أحمد (32 عامًا) الهندسة الكهربائية، متزوج، ويقيم مع زوجته وابنته قريبًا من سكن شقيقه. وقد سلم جواز سفر أخيه بنفسه للشرطة، منعًا لأي التباس، كما قدمه إلى القنصلية السعودية في المدينة ليراه المسؤولون فيها.

أحمد متأكد من أن الصورة التي وزّعتها الشرطة تخصّ شقيقه، ذاكرًا أنه حصل عليها من صفحة شقيقه على فايسبوك، التي لا تظهر فيها ميول سياسية أو دينية متطرفة. لكن متابع حسابه على تويتر يلاحظ تغريدات دينية متتالية، من دون أن تشير إلى تطرف ما.

وعبد الله قليل التواصل على فايسبوك، يقيم في لوس أنجيلوس منذ 4 أعوام، يدرس في جامعة ولاية كاليفورنيا لنيل البكالوريوس بنهاية العام المقبل في الهندسة الكهربائية. ويؤكد أحمد أن أخاه لا يقيم علاقة عاطفية مع أية فتاة، نافيًا شائعات ترددت بأن المبتعث المختفي ربما غادر برفقة فتاة إلى ولاية أخرى. وقال أحمد في حديث متلفز: "الحقيقة لا يعلمها إلا الله، ولا أستطيع أن أجزم بأنه اختفى، كل السيناريوهات التي نشرت عن اختفاء شقيقي مجرد تكهنات".

زار السعودية
وقالت تقارير إعلامية إن هاتف المبتعث المختفي يعمل بعد، في منطقة تدعى بيومانت تبعد 125 كيلومترًا عن لوس أنجيلوس، أي 90 دقيقة بالسيارة تقريبًا. وأشار أحمد إلى أن سيارة شقيقة من طراز "أودي" سوداء اللون موديل 2011، عرضها للبيع عبر الإنترنت، واتصل به شخص، وحضر إلى المنزل لمعاينتها، إلا أنه لا يعرف ماذا حصل بعد ذلك.

ونفى أحمد علاقة شقيقه بأية تنظيمات إرهابية خارج المملكة أو داخلها، وأكد أن التغريدات التي ينشرها على تويتر هي أدعية عادية يكتبها أي مسلم في شهر رمضان بشكل خاص، ولم يسبق أن تطرق إلى الحديث عن أية حركات أو تنظيمات، وهو يتردد على المملكة من وقت إلى آخر، وزارها للمرة الأخيرة في 26 آب (أغسطس) الماضي.

لا أعداء له
ونقلت تقارير سعودية عن عبداللطيف القاضي، والد المبتعث المختفي، قوله: "قام أبناء عمته بعدما تأخر الوقت، ولم يجدوا له أثرًا، بإبلاغ شقيقه المبتعث والمقيم مع أسرته في المنطقة نفسها، وتم بعدها إبلاغ الشرطة وجميع الجهات الرسمية، الذين تفاعلوا مع الحدث، وكانت هناك متابعة من قبل سفارة المملكة في أميركا خلال عملية البحث، إضافة إلى الاتصالات التي أجرتها السفارة معنا لمزيد من الاطمئنان".

أضاف: "لم أفكر ولم ولن يخطر ببالي أن يكون هناك مشتبه فيه من أبناء عمته متورطين في عملية الاختفاء"، ردًا على قول صحيفة أميركية إن السلطات قامت بالتحقيق مع أبناء عمته وأخذ أقوالهم خلال التحقيقات الموسعة.

وأكد الوالد أن ابنه ليست لديه عداوات مع أحد، "بل على العكس، فهو شخص محبوب من الجميع، وكان على وشك التخرج في تخصص الهندسة الكهربائية، وقمت بزيارته منذ شهرين".
&