أفرجت السلطات الامنية الاردنية الاربعاء عن الداعية الاسلامي الاردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم ابو قتادة من سجنه جنوب المملكة بعدما برأته محكمة امن من تهمة التخطيط لتنفيذ هجمات ارهابية ضد سياح في 2000 وامرت باطلاق سراحه فورا.

نصر المجالي: برّأت محكمة أمن الدولة الأردنية في جلستها التي عقدتها، اليوم الأربعاء، رجل الدين المتشدد وأحد قادة السلفية الجهادية عمر محمود محمد عثمان الملقب بـ "أبو قتادة"، في القضية الثانية "التنظيم المسلح" المعروفة بـ"الألفية"، وأمرت بإطلاق سراحه.

وهذا الحكم يأتي بعد أربعة اشهر من تبرئة الهيئة المدنية لدى محكمة أمن الدولة، في جلسة علنية عقدتها المحكمة في السادس والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، لـ "أبو قتادة" من التهم المسندة إليه في القضية الأولى "تنظيم الإصلاح والتحدي" لعدم كفاية الأدلة.

وكان أبو قتادة، المولود عام 1960 في بيت لحم الفلسطينية، نفى في أولى جلسات محاكمته أمام محكمة أمن الدولة في الأردن، بعد ترحيله من بريطانيا في يوليو (تموز) بموجب اتفاق مع الحكومة الأردنية عام 2013، تهم الإرهاب الموجهة إليه في قضيتين.

وكان مدعي عام محكمة أمن الدولة قد وجه لـ"أبو قتادة" تهمة المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية، في قضيتين تتعلقان بالتحضير لاعتداءات كان حكم بهما غيابيًا عام 1998 وعام 2000.

هجمات إرهابية

وحكم على "أبو قتادة" بالإعدام في الأردن عام 1999، بتهمة التآمر لتنفيذ هجمات إرهابية من بينها هجوم على المدرسة الأميركية في عمان، لكن تم تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة. وفي عام 2000 حكم عليه بالسجن 15 عاماً، للتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن.

ويشار الى أنه في جلسة محاكمته الأحد الماضي، انتقد أبو قتادة الذي كان يوصف في الماضي بأنه "سفير بن لادن في أوروبا" خلال جلسة محاكمته، إعدام الصحافيين الأميركيين على يد تنظيم "داعش"، واصفاً التنظيم المتطرف بأنه "آلة قتل وهدم".

وقال أبو قتادة في رده على أسئلة الصحافيين حول رأيه بإعدام الصحافيين الأميركيين على يد "داعش"، إن "الصحافي كالرسول لا يقتل". وأضاف أن "داعش آلة قتل وهدم"، واصفاً إياهم بـ"الخوارج وكلاب أهل النار".
يذكر أن ابو قتادة الحاصل على ماجستير أصول الفقه، كان أصدر كتاباً ينظر فيه ويؤسس للحركة السلفية الجهادية وهو يصنف ضمن "أقوى ما كتب في التعريف بالحركة السلفية الجهادية وفي تفسير وتبرير أفكارها ورؤاها".

مسلسل الاتهامات

وابتدأ مسلسل الاتهامات ضد رجل الدين المتشدد أبو قتادة في العام 1998، حين اتهم بتمويل جماعة الإصلاح والتحدي، وهي واحدة من حركات قليلة تمكنت من تنفيذ بعض مخططاتها الدموية. وفي العام 1999 حكمت أمن الدولة الأردنية عليه غيابيًا بالسجن 15 عامًا مع الأشغال في حين تلقى 12 متهمًا آخر أحكامًا متفاوتة.

وكان أبو قتادة أقام في الكويت وبعد حرب الخليج الأولى (والتي كان يعارضها) غادر إلى الأردن، ومن هناك سافر إلى بريطانيا في 1993 بجواز سفر إماراتي مزور، وطلب اللجوء السياسي بدعوى الاضطهاد الديني، ليمنح اللجوء في العام اللاحق.

واعتقل ابو قتادة الشهير بخطبه النارية الداعية للجهاد في مساجد لندن بعد وقت قصير من تفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 في لندن، وفي 26 فبراير (شباط) 2007 حكمت محكمة بريطانية بجواز تسليمه إلى الأردن، ليقدم استئنافًا ضد قرار المحكمة وليربح الاستئناف ضد قرار تسليمه للأردن بحجة الاستناد إلى قانون حقوق الإنسان البريطاني الصادر في 1998 وأيضًا الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان بالرغم من استمرار الاشتباه في تورطه بنشاطات إرهابية.

و في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، تمت اعادة اعتقاله مجددًا لخرقه شروط الإفراج عنه بكفالة ليتم الغاء قرار الإفراج عنه بكفالة، وليعاد إلى السجن في انتظار ترحيله خارج المملكة المتحدة.

وفي الأخير، فإنه يشار الى أن الإدارة الأميركية تتهم أبو قتادة بأنه مفتي تنظيم القاعدة، وقيل أنه تم العثور على بعض دروسه في شقة بألمانيا كان يسكنها محمد عطا ورفاقه – وهم المجموعة الرئيسة التي يُعتقد بتنفيذها هجمات نيويورك وواشنطن، وحينها علّق أبو قتادة على ذلك قائلاً إن "صلته بالمجاهدين هي الصلة بين أي موحد وأهل الايمان وأن لحمة الايمان والولاء بين المسلمين بمفهومه الصحيح أقوى من أي تنظيم".

&