جاءت مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة المناخ، بمثابة اعتراف دولي بشرعية ثورة 30 يونيو، التي تدخل فيها الجيش بقيادته وعزل الرئيس السابق محمد مرسي. وتمثل الزيارة ضربة قاصمة لجماعة الإخوان المعارضة الرئيسة للسيسي، لاسيما أنها ساهمت في تحييد الغرب وخاصة أميركا، كما أن الجماعة فشلت في الحشد لتظاهرات معارضة أمام الأمم المتحدة، ولم يسمع لها صوت سوى الشتائم البذيئة التي وجهها بعض أعضائها إلى الإعلاميين المصريين المرافقين للرئيس.


&
القاهرة: قال خبراء سياسيون إن زيارة عبد الفتاح السيسي إلى أميركا تشكل نقطة مفصلية في حياة النظام الحالي سياسياً، لاسيما في ظل الإحتفاء بالسيسي، وعقد لقاءات متعددة مع رؤساء دول العالم، منها بريطانيا، وفرنسا، وأميركا، إضافة إلى رؤساء الدول العربية. &
&
وزيارة السيسي تشكل ضربة قاصمة لجماعة الإخوان، رغم دعم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لها في خطابه، ووصف ثورة 30 يونيو ب"الإنقلاب العسكري"، وقال السفير جمال بيومي، مدير إدارة &الشراكة المصرية الأوروبية في وزارة التعاون الدولي، إن زيارة السيسي جاءت في توقيت دقيق، لاسيما في ظل تحقق الإستقرار السياسي في مصر، والبدء في عمليات التنمية الإقتصادية، واستفحال الإرهاب في المنطقة. وأضاف ل"إيلاف" أن الإجتماع الأممي في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها مصر ودول المنطقة العربية، ساهمت في الإحتفاء بالسيسي من قبل زعماء العالم.
&
ضربة للإخوان
ولفت إلى أن هذا الإحتفاء يمثل ضربة قاصمة لجماعة الإخوان المسلمين التي تروج لنظرية الإنقلاب العسكري لوصف التغيير السياسي الذي حصل في 30 يونيو، مشيراً إلى أن هجوم الرئيس التركي رجب إردوغان على مصر والسيسي، غير مؤثر، لاسيما في ظل الإحتفاء والإعتراف الدولي في مصر في الأمم المتحدة.
&
وأضاف أن خطاب الرئيس في الامم المتحدة، كشف للعالم حقيقة ما يحدث في مصر، مشيراً إلى أن لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، ولاسيما أوباما تشكل نقطة تحول في العلاقات المصرية الأميركية، منوهاً بأن اللقاء مع هيلاري كلينتون يشكل أهمية كبيرة، لاسيما أنها مرشحة لرئاسة الولايات المتحدة في الإنتخابات القادمة وبالتالي كان من المهم نقل صورة حقيقية لها عما يحدث في مصر إليها، وإلى أصحاب النفوذ السياسي مثل هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأسبق.
وفي ما يخص الإعتراف بشرعية 30 يونيو، قال بيومي، إن الزمن تجاوز هذا الأمر، مشيراً إلى أن دول العالم، ومنها أميركا اعترفت بشرعية الثورة وشرعية الرئيس السيسي منذ الوهلة الأولى.
&
ووفقاً للدكتور محمد جلال، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، فإن الاداء السياسي للرئيس في نيويورك كان متميزا، بسبب ثقته في تعاملاته وشمول خطاباته لكل ما يخدم المصلحة المصرية. وأضاف ل"إيلاف" أن تركيز السيسي على ظاهرة الإرهاب، يأتي بسبب ما توجهه مصر من عمليات إرهابية، وبسبب رغبته في أن ينتبه العالم بشكل أكثر إلى تلك الظاهرة، التي تهدد كيانات الدول. ولفت إلى أن حضور السيسي في الأمم المتحدة سوف يؤتي ثمارها في ما يخص التنمية الإقتصادية، لاسيما أن اللقاءات مع الزعماء الدوليين ورجال الأعمال عادة ما تفرز عن مناقشات الملف الإقتصادي، وتظهر نتائجها الإيجابية بعد فترة، في صورة زيارة متبادلة واتفاقيات اقتصادية.

تحسين صورة مصر
ولفت إلى &أن الزيارة ساعدت في تحسين الصورة عن مصر، ومنحت السيسي سمعة دولية حسنة، لاسيما في ظل نشاط جماعة الإخوان في الخارج لتشويه صورة مصر، منوهاً بأن عقد السيسي لقاءات مع نحو 25 رئيساً وزعيماً دولياً، وعقد لقاءات مع وسائل إعلامية غربية، أوضح خلال الصورة الصحيحة عن مصر. واعتبر أن تصحيح الصورة والاستقبال الجيد للسيسي يمثل ضربة للإخوان، رغم الدعم السياسي القوي من الرئيس التركي.
ونبه إلى أن جماعة الإخوان خسرت داعماً دولياً مهما في حربها ضد النظام الحالي، ألا وهي الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما في ظل عقد السيسي لقاءات مع الرئيس بيل كلينتون، وقرينته وزيرة الخارجية السابق هيلاري كلينتون، ومادلين أولبرايت وهنري كسنجر، ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى. ولفت إلى أن تلك اللقاءات كانت مقصودة، لتوضيح الصورة، وإزالة أقنعة الإخوان، التي تدعي النضال من أجل الحقوق والحريات. قال إن العلاقات المصرية الأميركية تتجه للاستقرار بعد التوترات التي إنتابتها خلال الفترة الماضية.
&
لقاءات السيسي في نيويورك وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عززت دور مصر الأقليمي والدولي، وقال اللواء حسين عبد الرازق، الخبير العسكري، ل"إيلاف" إن مصر تجاوزت الجدل حول شرعية ثورة 30 يونيو، وهل هي ثورة أم إنقلاب عسكري، مشيراً إلى أن السيسي شخصياً تجاوز هذا الأمر في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم يتطرق إليه أي من زعماء العالم، سوى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يدعم جماعة الإخوان. &وأضاف أنه من الواضح أن المقابلات التي عقدها السيسي مع نظرائه حققت نجاحات كبيرة، وكشف خلالها الصورة الحقيقية في مصر، وأنها تسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية، وأنها تواجه الإرهاب، وأن لديها فرص اقتصادية واعدة. ونبه إلى أن الزيارة عززت دور مصر إقليمياً ودولياً.
&
ولفت إلى أن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين سواء السابقين أو الحاليين، تؤشر إلى إنتهاء مرحلة التوتر بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات الجديدة بين مصر وأميركا تقوم على الندية والإحترام المتبادل، وليس التبعية، وتحقيق المصالح الأميركية في المنطقة. ونبه إلى أن من مصلحة أميركا والدول الأوروبية وضع أيديهم في يد مصر في هذه المرحلة من أجل القضاء على الإرهاب في المنطقة، لاسيما ان مصر على استعداد لتقديم المساعدة في الحرب على داعش، متوقعا أن تفرج أميركا عن صفقة الطائرات الاباتشي قريباً، مشيرا إلى أن العالم كله أصبح يدرك أن ما حدث في مصر ثورة حقيقية ، وهذا ما يؤكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الزيارة.
وفشلت جماعة الإخوان في إثارة القلاقل للسيسي في أميركا، ولم تفلح في تنظيم أية تظاهرات، ما أصاب أعضاءها بالكثير من الغضب، وهاجم بعضهم بقوة الإعلاميين المصريين، واعتدوا عليهم بالسب والشتم، ومنهم: يوسف الحسيني المذيع بقناة "أون تي في"، وياسر رزق، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأخبار، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق.&
&