كُشف النقاب عن أنّ (الأرملة البيضاء) البريطانية التي تتربع على قائمة أكثر النساء المطلوبات في العالم، تقوم الآن بمهمات تدريب النساء في تنظيم (داعش) على تنفيذ عمليات انتخارية.


نصر المجالي: قال تقرير لصحيفة (ديلي ميرور) الشعبية البريطانية إنه بعد تدريبها للنساء الصوماليات على "أعمال جهادية" في وقت سابق، فإن سامانثا لوثويت (30 عاماً)، تساعد مقاتلي التنظيم في تجهيز حملاتهم الدعائية ايضاً فضلاً عن التدريب.

وسامانثا هي أرملة جيرمين ليندسي، الذي كان شارك مع ثلاثة إسلاميين متشددين آخرين، بتفجيرات 7 يوليو (تموز) 2005 التي كان استهدفت 3 قطارات في لندن، وأدت إلى مقتل 26 شخصاً، بما فيهم ليندسي نفسه، وكن معروفا باسم عبدالله شهيد جمال.

وبعد مقتل ليندسي في التفجير، تزوجت لوثويت من البريطاني حبيب صالح غني، المشتبه هو الآخر بارتباطه بجماعات إرهابية.

وكانت (الأرملة البيضاء) اتهمت بالاشتراك في مذبحة مركز تسوق (ويست غيت)، في العاصمة الكينية نيروبي في سبتمبر(أيلول) 2013 التي نفذتها جماعة (الشباب) الإسلامية الصومالية المتشددة وأسفرت عن مقتل 67 ضحية.

مطاردة

وعلى مدى 3 سنوات وإلى الآن، استمرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكينيا في البحث عن سامانثا لوثويت الغائبة عن الأنظار.

وتقول التقارير إنه إلى جانب التدريب على العمليات الانتحارية، يرى مراقبون أن لوثويت تساعد داعش من ناحية أخرى أيضاً، عبر توفير تدريب لعناصر التنظيم حول كيفية استغلال وسائل الإعلام.

وتوجد مخاوف من أنها ساعدت في إنتاج الفيديوهات المروعة التي نشرها التنظيم، لعمليات الذبح التي قام بها أخيراً، والتي تضمنت الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، إلى جانب عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز.

وتأتي هذه المعلومات من جنود الطيران الملكي البريطاني، الذين انضموا للتحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضد مواقع داعش في العراق، وهي الطائرات البريطانية الأولى التي تقصف مواقع التنظيم، منذ صوَّت البرلمان لصالح الغارات الجوية ضد معاقل التنظيم، أول أمس الجمعة.

حراسة من القاعدة

يذكر ان نفس الصحيفة البريطانية (ديلي ميرور) كانت قالت في تقرير لها نشرته في مايو (أيار) الماضي إن فرقة إنتحارية من تنظيم القاعدة تتولى حماية (الأرملة البيضاء).

وأضافت أن 15 إنتحارياً من"لواء الاستشهاديين" في تنظيم القاعدة يتولون حراسة (الأرملة البيضاء) في الصومال، حيث شوهدت تختبئ في غابة وصدرت لهم أوامر بحمايتها حتى الموت.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن حراس "الأرملة البيضاء” هدّدوا بـ”جز عنق كل شخص يقترب من الغابة"، مشيرة إلى أن المرأة البريطانية تعيش في الكهوف وتتنقل على ظهور الجمال لتجنّب اكتشافها.

وكانت سامانثا لوثويت نجت من الموت في يناير (كانون الثاني) 2014 حين قصفت مقاتلة تابعة لسلاح الجو الكيني معسكر تدريب في الصومال لحركة الشباب الإسلامية المتطرّفة، والذي أسفر عن مقتل 57 مقاتلاً بمن فيهم 6 من كبار القادة الأجانب في الحركة.

ونسبت الصحيفة حينذاك، إلى العقيد ياسين هيرو في الجيش الوطني الصومالي قوله إن "الأرملة البيضاء محمية من قبل أفضل المقاتلين في تنظيم القاعدة، ويقومون بنقلها إلى أماكن مختلفة في جميع الأوقات وأحياناً على ظهور الجمال أو الحمير".

وأضاف العقيد هيرو "هؤلاء المقاتلون مستعدون للموت من أجلها، وسيأخذون العديد من الأشخاص الآخرين معهم".

انتقام لشريف أحمد

وقالت الصحيفة إن أجهزة الأمن البريطانية تعتقد أن "الأرملة البيضاء ما تزال تدير العمليات الإرهابية من الصومال وتخطط لشن سلسلة جديدة منها إنتقاماً لمقتل مرشدها القيادي في تنظيم القاعدة الشيخ أبو بكر شريف أحمد الشهر الماضي في كينيا"، وذكرت مصادر بأنه قُتل بالرصاص من قبل فريق اغتيال كيني تدرب في إسرائيل.

وكانت الصحيفة نفسها ذكرت أن مصادر استخباراتية غربية تخشى من قيام (الأرملة البيضاء) الأم لأربعة أطفال، بشن هجمات على أهداف غربية في جميع أنحاء افريقياً انتقاماً لمقتل الشيخ أبو بكر.

ويشار الى انه كان تم استدعاء فريق التحقيق الكيني الذي يطارد سامانثا إلى محكمة في مومباسا في اغسطس (آب) لشرح السبب في أنها لم تتمكن من اعتقال اشتعلت منذ أصدر الانتربول مذكرة توقيف حمراء في 25 سبتمبر (كانون الأول) من العام الماضي.

وقال كبير مفتشي الشرطة عبدنيغو كيلونزو أن الأرملة البيضاء ظلت تغيّر مظهرها باستمرار وكذلك اسمها ومكان اقامتها وهي في حالة فرار دائم، وأعرب عن اعتقاده انها خضعت لعمليات جراحة تجميل الوجه لمرات عديدة، وقال ن هذه من أسباب صعوبة اعتقالها.