قال الرئيس الأميركي ان مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى الذين طردتهم الولايات المتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكنوا من التجمع في سوريا ليشكلوا تنظيم الدولة الاسلامية الجديد الخطير، معترفا بسوء تقدير واشنطن لذلك الخطر.


واشنطن: اقر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان الولايات المتحدة اساءت تقدير الخطر الذي يمثله تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا، حيث تسعى قوى التحالف الدولي إلى تجفيف مصادره من خلال شنها غارات على المنشات النفطية التي يسيطر عليها.

وفي مقابلة مع شبكة "سي بي اس نيوز"، قال الرئيس ان مقاتلي تنظيم القاعدة القدامى الذين طردتهم الولايات المتحدة والقوات المحلية من العراق، تمكنوا من التجمع في سوريا ليشكلوا تنظيم الدولة الاسلامية الجديد الخطير. وبدأ تحالف تقوده الولايات المتحدة ويضم دولا عربية واوروبية، حملة ضد التنظيم وقصف اهدافا له في العراق وسوريا التي وصفها اوباما بانها "بؤرة الجهاديين من انحاء العالم".

وقال "اعتقد ان رئيس اجهزة الاستخبارات جيم كلابر اقر انهم لم يحسنوا تقدير ما جرى في سوريا". وكان اوباما قد ابدى تحفظا شديدا من اجل التدخل في الشرق الاوسط قبل ان يطلق في الثامن من اب/اغسطس حملة لضرب معاقل التنظيم المتطرف في العرا،ق قبل ان تمتد الى سوريا بمشاركة بلدان عربية عدة في 23 ايلول/سبتمبر.

ترويج سخافات
وقال اوباما ان مسؤولي الدعاية في تنظيم الدولة الاسلامية اصبحوا "ماهرين للغاية" في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، واستقطبوا مجندين جددا من اوروبا واميركا واستراليا والدول الاسلامية "يؤمنون بالسخافة المتعلقة بالجهاد التي يروّجون لها".

وقال الرئيس ان جزءا من الحل سيكون من خلال تمكن سوريا والعراق من حل ازامتهما السياسية الداخلية. ونفذ التحالف الدولي لمحاربة الارهاب بقيادة الولايات المتحدة ليل الاحد الاثنين ضربات جديدة استهدفت معمل غاز كونيكو في الريف الشرقي لمدينة دير الزور (شرق)، أكبر معمل للغاز في سوريا، الذي يسيطر عليه التنظيم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتهدف الغارة الى دفع مجاهدي التنظيم لمغادرة الموقع، على ما اورد المرصد. وحتى الاحد كانت الغارات الجوية الاميركية العربية تستهدف حصرا قواعد لجهاديين ومصافي نفط يسيطرون عليها، وذلك في محاولة للقضاء على احد ابرز مصادر تمويلهم. ويجني الجهاديون عبر بيع النفط وتهريبه الى تركيا المجاروة، بحسب خبراء، ما بين مليون وثلاثة ملايين دولار اميركي يوميا.

كما نفذ التحالف الدولي لمحاربة الارهاب بقيادة الولايات المتحدة ليل الاحد الاثنين ضربات جديدة على معاقل التنظيم في الرقة (شمال) وصوامع الحبوب في منبج، احدى البلدات القليلة التي ما يزال يسيطر التنظيم المتطرف عليها في ريف حلب الشمالي.

تركيا: ضمن التحالف قريبا
واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد ان انقرة لا يمكنها البقاء خارج التحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، فيما تستعد تركيا في الاسبوع المقبل لتحديد كيفية تدخلها، وذلك بعد انضمام عدد من الدول، وخاصة الاوروبية، كبريطانيا، الى التحالف.

وقال اردوغان امام اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي في اسطنبول "سنجري محادثات مع المؤسسات المعنية هذا الاسبوع. وسنكون بالتاكيد في المكان الذي يجب ان نكون فيه". واضاف "لا يمكننا البقاء خارج هذا الامر". وكانت تركيا اثارت استياء الغرب لاشهر عدة بسبب موقفها الحذر حيال تنظيم الدولة الاسلامية، لكنها يبدو انها غيرت سياستها بعد زيارة اردوغان الاخيرة الى الولايات المتحدة.

ومن المقرر ان ترسل الحكومة التركية مذكرات الاثنين تطلب فيها تمديد التفويض للقيام بتحرك عسكري في العراق وسوريا ليتم مناقشاتها في البرلمان الخميس. كما استهدفت الغارات في الاسبوع الماضي، الى جانب التنظيم، معاقل لتنظيم "جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا ما اسفر عن مقتل 57 مقاتلا من التنظيم على الاقل، بحسب المرصد.

الجولاني: قادة الغرب حمقى
وردا على هذا الهجوم، هدد هذا التنظيم بـ"نقل المعركة" الى الدول الغربية التي باشرت قصف مواقعه، عبر شريط صوتي مسجل لزعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني تم بثه الاحد. وتحت عنوان "لاهل الوفاء يهون العطاء"، قال الجولاني في كلمته "اذكر شعوب الغرب بحماقة قادتهم في اختيارهم الحرب على المسلمين".

واضاف "مهما حاول الغرب ان يقاتلنا من بعيد"، في اشارة الى عمليات القصف الجوي من دون ارسال قوات عسكرية على الارض، فان "هذا ما سينقل المعركة لقلب داركم".
وتابع "فضريبة الحرب لن يدفعها قادتكم وحدهم، بل انتم من سيدفع القسم الاكبر منها، وعليكم ان تقفوا ضد قرار حكامكم، وتمنعوهم من ان يجروا الويلات عليكم".

وكان متحدث باسم تنظيم "الدولة الاسلامية" دعا المسلمين الى قتل مواطني دول التحالف، في الأسبوع الماضي، كما تبنت جماعة جزائرية مرتبطة بالتنظيم إعدام الرهينة الفرنسي، هيرفي غوغديل كان قد اختطف في منطقة القبائل. وفي العراق، صدت القوات الموالية للحكومة تدعمها غارات جوية الاحد هجوما قام به التنظيم استهدف ناحية عامرية الفلوجة التي تقع على بعد 30 كلم جنوب الفلوجة التي خرجت عن سيطرة الدولة منذ مطلع العام الجاري.