كييف: تواجه اقامة منطقة عازلة على طول خط الجبهة في شرق اوكرانيا صعوبات الاثنين بعد نهاية اسبوع تفاوض خلالها الجيش الاوكراني والمتمردون الموالون لروسيا على سحب قواتهم ومدفعيتهم فيما تتواصل اعمال العنف.

وبعد اكثر من اسبوع على التوصل الى اتفاق في مينسك بين الاطراف المتحاربة يمهد الطريق امام هدنة دائمة، لا يزال السلام غير مضمون في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، اللتين شهدتا خمسة اشهر من المعارك، التي اوقعت اكثر من 3200 قتيل وتسببت بنزوح اكثر من 600 الف مدني.

وفيما لم يتناول الحوار بين كييف والانفصاليين بعد المستقبل السياسي لهاتين المنطقتين الحدوديتين مع روسيا، يصبح افق التوصل الى "تجميد" النزاع- انهاء المعارك تدريجيا واقامة منطقة خارجة عن سيطرة كييف- اكثر وضوحا.

في موازاة ذلك، شهدت مدينة خاركيف الكبرى التي لم تشهد تمردا مسلحا، توترا مساء الاحد مع ازالة تمثال لينين، الاكبر الذي لا يزال قائما في اوكرانيا، من قبل متظاهرين قوميين. وصباح الاثنين جرى تبادل لاطلاق النار بما فيه بالاسلحة الثقيلة في دونيتسك، ما يهدد انسحاب قوات الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين لروسيا. وهذا الانسحاب الذي من شانه ان يؤدي الى اقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على جانبي خط الجبهة كان يفترض ان يسهله وقف النيران بالكامل بين مساء السبت ومساء الاحد. لكن اطلاق النار تواصل الاحد وصباح الاثنين.

هذه المواجهات اوقعت منذ توقيع وقف اطلاق النار في مينسك في 5 ايلول/سبتمبر 56 قتيلا مدنيا وعسكريا على الاقل بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. وتنص مذكرة مينسك على سحب الاسلحة الثقيلة (قطع تتجاوز عيار مئة ملم) مسافة 15 كلم على الاقل عن خط الجبهة، ما سيؤدي الى اقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم. كما يلحظ منع تحليق الطيران فوق هذه المنطقة وانسحاب جميع المقاتلين الاجانب من اوكرانيا.

وتم التفاوض على الهدنة مع عسكريين روس قرب دونيتسك في منطقة خاضعة لسيطرة اوكرانيا. وتمكن الجيش الروسي من اقناع المتمردين بالالتزام بالهدنة بحسب محطة التلفزيون الخاصة اوكرانيا. ووعد الجيش الروسي، مقرا بالنفوذ الذي يمارسه على الانفصاليين، بالعمل من اجل اقناع المتمردين بلزوم وقف اطلاق النار. ووعد الجنرال الروسي الكسندر لنتسوف المسؤول الثاني في سلاح البر بمحاولة اقناع المتمردين "ودفعهم الى التعقل، هذا الامر الاكثر اهمية".

لكن الناطق باسم الجيش الاوكراني اندريه ليسنكو تحدث عن وجود "مجموعات غير خاضعة لاي سلطة وتتصرف كما يحلو لها ولقد قصفت مواقعنا للتو". واذا ثبت الهدوء على الصعيد العسكري، فان التسوية السياسية للنزاع ما تزال متعثرة مع رفض الانفصاليين الذين يسيطرون على منطقة بطول 230 كلم وعرض 160 كلم على الحدود مع روسيا عرضا قدمته كييف بمنحهم "وضعا خاصا" .

وقد اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاحد ان "العملية انطلقت، والمطلوب الان تسوية سياسية". واكد ان بلاده "ليست لديها اية رغبة في مواصلة حرب العقوبات وتبادل الردود" مع الدول الغربية بخصوص الشأن الاوكراني. وقد وعد الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الذي انتخب في ايار/مايو بالتوصل الى تسوية سريعة للنزاع مقرا في الوقت نفسه بانه مع كل مدني يقتل تصبح عملية السلام "اكثر صعوبة".

12 قتيلًا بينهم تسعة جنود في معارك الشرق
هذا وقتل 12 شخصا على الاقل بينهم تسعة جنود اوكرانيين في معارك مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الساعات الـ24 الماضية، وهي الحصيلة الاعلى في شرق اوكرانيا منذ التوصل الى هدنة مطلع ايلول/سبتمبر، كما اعلنت السلطات الاثنين.

وقال الناطق العسكري الاوكراني اندريه ليسنكو خلال مؤتمر صحافي في كييف ان "تسعة جنود قتلوا، واصيب 27 في الساعات الـ24 الماضية". واضاف "حاول المتمردون امس مهاجمة مطار دونيتسك"، مضيفا "اصيبت احدى آليات النقل التابعة لنا، وسجلت خسائر في صفوف مظليينا" بدون تحديد عدد العسكريين الذين قتلوا في الهجوم.

وكانت بلدية دونيتسك اعلنت في وقت سابق مقتل ثلاثة مدنيين الاحد في معقل المتمردين هذا رغم وقف اطلاق النار المعلن بين الجانبين. واضافت البلدية في بيان ان "الوضع كان متوترا للغاية في المدينة صباح الاثنين عند الساعة 10,00 (07,00 تغ) وان اطلاق نار من اسلحة ثقيلة ورشقات نارية كانت تسمع من احياء عدة".

ومنذ اعلان وقف اطلاق النار في 5 ايلول/سبتمبر تراجعت حدة المعارك في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين رغم انتهاكات للهدنة ادت الى مقتل 56 عسكريا ومدنيا على الاقل بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. وياتي تصاعد حدة اعمال العنف في نهاية الاسبوع فيما يحاول العسكريون والمتمردون اقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول خط الجبهة. وقتل اكثر من 3200 شخص خلال خمسة اشهر من النزاع في اوكرانيا.
&