قال مصدر في الشرطة الفرنسية نقلاً عن شهود عيان إن منفذي الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية هتفوا "انتقمنا للرسول".


باريس: نقل مصدر في الشرطة الفرنسية عن شهود عيان أن منفذي الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الاسبوعية، الذي ادى الى مقتل 12 شخصًا، هتفوا "انتقمنا للرسول!".

&وفي تسجيل فيديو للهجوم التقطه رجل لجأ الى سطح ووضعه على الانترنت يسمع رجل يهتف "الله اكبر الله اكبر" بين عدة عيارات نارية.

وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف في ختام اجتماع ازمة في الاليزيه ان "ثلاثة مجرمين" شاركوا في الهجوم الدموي الذي استهدف الصحيفة الاسبوعية الفرنسية الساخرة شارلي ايبدو.

وقال الوزير الفرنسي ان كل الاجراءات تتخذ "للقضاء في اسرع وقت ممكن على المجرمين الثلاثة الذين يقفون وراء هذا العمل الهمجي"، من دون ان يذكر اي تفاصيل عن دور كل منهم.

كاميرون يندد بالهجوم

وفي أولى ردود الفعل الدولية، ندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء بالهجوم الارهابي "الشنيع"، الذي استهدف مقر صحيفة شارلي ايبدو الساخر، وعبّر عن تضامنه مع فرنسا في معركتها ضد الارهاب.

وقال كاميرون على حسابه على تويتر إن "الجرائم التي ارتكبت في باريس شنيعة. ونحن نقف الى جانب الشعب الفرنسي في معركته ضد الارهاب، ومن اجل الدفاع عن حرية الصحافة".

البيت الأبيض يدين

دان الرئيس الاميركي باراك اوباما الهجوم، واعداً بتقديم مساعدة بلاده لفرنسا.&وقال اوباما "نحن على اتصال بالمسؤولين الفرنسيين، وقد اوعزت الى ادارتي بتقديم المساعدة المطلوبة لاحضار الارهابيين امام العدالة".&

وقال اوباما "ادين بشدة اطلاق النار المروع على مكاتب مجلة شارلي ايبدو في باريس الذي ادى الى مقتل 12 شخصا".&ووصف اوباما فرنسا بانها "اقدم حليف لاميركا" وشريك في "القتال ضد الارهابيين الذين يهددون امننا المشترك والعالم". واضاف "مشاعرنا وصلواتنا مع ضحايا هذا الهجوم الانتحاري والشعب الفرنسي في هذه الاوقات الصعبة".&

وتابع "مرة اخرى يدافع الشعب الفرنسي عن القيم العالمية التي دافع عنها شعبنا لاجيال. إن فرنسا ومدينة باريس العظيمة التي شهدت هذا الهجوم البشع تقدم للعالم مثالا خالدا سيبقى بعد غياب كراهية هؤلاء القتلة".&

وأكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري تضامن بلاده قائلا بالفرنسية "اريد ان اتوجه مباشرة الى الباريسيين والى كل الفرنسيين لاقول لهم ان جميع الاميركيين يقفون الى جانبكم".

وبدوره، دان البيت الابيض اليوم الاربعاء "بأشد العبارات" الهجوم على مكاتب الصحيفة الفرنسية الاسبوعية شارلي ايبدو. وقال جوش ارنست الناطق باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما لشبكة ام اس ان بي سي ان "كل البيت الابيض يتضامن مع عائلات الذين قتلوا أو جرحوا في هذا الهجوم".

"هجوم حقير"

ونددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في رسالة تعزية الى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالهجوم "الحقير" الذي تعرضت له شارلي ايبدو.

وقالت ميركل "اصبت بالصدمة فور معرفتي بالهجوم الحقير على الصحيفة في باريس"، مضيفة "اود ان اعرب لك ولمواطنيك في هذه الساعة من المعاناة عن تعاطف الشعب الالماني وحزني شخصيًا، كما اقدم تعازيّ لعائلات الضحايا".

مجلس الامن الدولي يندد

ودان مجلس الامن الدولي الاربعاء "الهجوم الهجمي الارهابي الجبان" في باريس. وقال المجلس في بيان ان "اعضاء مجلس الامن يدينون بشدة هذا الهجوم الارهابي الذي لا يمكن التساهل معه، واستهدف صحافيين وصحيفة".

بدوره، ادان الفاتيكان "العنف المزدوج"، في الاعتداء على شارلي ايبدو، ضد العاملين في الصحيفة وحرية الصحافة على حد سواء. اما البابا فرنسيس فوصف الهجوم بـ"الاعتداء المروع". واكد مسؤول "تنديد الفاتيكان بالعنف"، اي اطلاق النار، و"التنديد بالتعرض لحرية الصحافة المهمة بقدر اهمية الحرية الدينية".

وفي انقرة، نددت الحكومة التركية الاسلامية المحافظة بالهجوم الا انها حذرت في الوقت نفسه من خطر الاسلاموفوبيا.

وقال وزير الخارجية مولود شاويش "نندد بكل حزم بالارهاب. نحن ضد الارهاب بجميع اشكاله بغض النظر عن مصدره ودوافعه" لكنه انتقد "العنصرية" و"كراهية الاجانب" و"الاسلاموفوبيا" في اوروبا داعيا الى مكافحتها بطريقة موحدة.

من جهته، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة تعزية الى هولاند يدين فيها بـ "حزم" الهجوم "الارهابي". وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان "موسكو تدين بحزم الارهاب بجميع اشكاله. ونظرا للحادث الماسوي في باريس، يقدم الرئيس بوتين تعازيه الحارة الى عائلات الضحايا وكافة الشعب الفرنسي".

في روما زار رئيس الحكومة ماتيو رنزي مقر السفارة الفرنسية في العاصمة الايطالية واعلن بالفرنسية "نحن جميعا فرنسيون لاننا نعتبر ان الحرية هي علة الوجود الوحيدة لاوروبا وللمواطنين الاوروبيين".

وفي كندا، ندد رئيس الوزراء ستيفن هاربر بالهجوم "الارهابي البربري" وكتب على حسابه في تويتر "لقد روعني هذا العمل الارهابي البربري"، مضيفا " ان "افكار الكنديين وصلواتهم هي مع الضحايا وعائلاتهم".

كما ندد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بالهجوم "البربري الذي لا يطاق". وقال في بيان "اصبت بالصدمة جراء الهجوم الوحشي وغير الانساني على مقر شارلي ايبدو. انه عمل بربري لا يطاف".

ووصفت مدريد الهجوم بانه "عمل ارهابي جبان وخسيس". واعربت الحكومة الاسبانية عن "تعازيها باسم الشعب الاسباني وادانتها الشديدة" مشيرة الى "دفاعها اليوم اكثر من اي وقت مضى عن حرية الصحافة".

وفي بغداد، دان رئيس الوزراء حيدر العبادي الهجوم الارهابي" مشيرا الى ان العراق "عانى الامرّين على يد الجماعات الارهابية". وفي عمان، دانت الحكومة الاردنية "الهجوم الارهابي" ووصفته بانه "اعتداء على المبادئ والقيم السامية، كما انه اعتداء على فرنسا الصديقة".

وفي فرنسا، دان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الهجوم واكد "باسم لمسلمين في فرنسا" انه عمل "بربري بالغ الخطورة وهجوم على الديموقراطية وحرية الصحافة".

وفي بيان منفصل ندد اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا القريب من جماعة الاخوان المسلمين ب"اشد العبارات بالهجوم المجرم وعمليات القتل المرعبة". بدوره، قال الحاخام الاكبر للطائفة اليهودية حاييم كورسية لفرانس برس انه "وقت الحزن يجب ان نجتمع كلنا".

واضاف "نحن بحاجة في هذا الوقت الى الوحدة الوطنية وان ندافع عن الحريات وضمنها حرية التعبير (...) بعدها يجب ان يكون هناك رد قوي من الحكومة كونها القوة الشرعية التي يجب ان تسيطر على العنف في مجتمع ديموقراطي". كما ادانت الطبقة السياسية في فرنسا بكافة اطيافها الهجوم.

من جانب اخر، اعلنت رئاسة الحكومة الفرنسية استخدام "كل الوسائل" من اجل "كشف واعتقال" مهاجمي شارلي ايبدو مشيرة الى انها وضعت وسائل الاعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت "حماية مشددة".
&