بدت الإشتباكات النادرة التي جدت السبت بين "وحدات حماية الشعب الكردي" وجيش النظام السوري، بمثابة خرق لاتفاق ضمني بين الجانبين يقضي بالتفرغ لقتال داعش وأخواتها.


إسماعيل دبارة: إندلعت السبت في شمال سوريا معارك بين الجيش النظامي وميليشيات كردية تتمتع بنفوذ واسع في مدينة الحسكة، ما ينذر بفتح جبهة جديدة في النزاع الدائر في سوريا والذي حاول الاكراد خلاله تجنب الصدام مع نظام الأسد.

واندلع القتال حين سيطر جنود من الجيش وأفراد فصيل متحالف معه، على مبان في منطقة كان الجانبان اتفقا على أن تظل منزوعة السلاح.

وقالت "وحدات حماية الشعب الكردي" في بيان على موقعها الالكتروني اطلعت "إيلاف" عليه: "منذ مساء أمس وقوات النظام في الحسكة تهاجم مناطق تمركز المدنيين الكرد وبعض نقاط تواجد وحداتنا، استهدفت قوات النظام مركز الاطفاء وحي الطلائع وبعض نقاط التفتيش للأسايش".

وقال الأكراد إنهم ردوا على تلك الهجمات واحبطوا كل محاولات الجيش النظامي للتقدم.

وقامت قوات النظام السوري بقصف حي الصالحية وحي المفتي وتل حجر بالأسلحة الثقيلة والهاون فقتل عدد غير محدد من المدنيين وجرح آخرون.

وقالت وحدات حماية الشعب الكردي: "يحاول النظام مرةً اخرى ارتكاب المجازر القمعية بحق الشعب الكردي لكن هذا الشيء سيبقى حلما لدى النظام".

أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد عزا الاشتبكات التي دارت السبت في الحسكة إلى اعتقال الاكراد لـ10 عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بعد انتشارهم في مركز الإطفائية في القسم الشمالي من مدينة الحسكة، حيث حاصرتهم الوحدات في المركز.

وفي شمال شرق سوريا الذي يغلب على سكانه الأكراد تعايشت قوات الأسد مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية سلميا في معظم الأحيان ولم تقع بينهما اشتباكات فكان الجانبان يوجهان نيران أسلحتهما بالأساس ضد متشددي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يستهدف الأكراد في كل من سوريا والعراق منذ تمدده في يوليو الماضي وسيطرته على مساحات واسعة من البلدين.

وحسّنت دمشق علاقاتها مع الأكراد وقالت إنها تمد القوات الكردية بالدعم العسكري لمساعدتها في قتال تنظيم داعش وإن كان الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب ينفي تعاونه مع الحكومة السورية.

وخلال الحرب السورية التي تقترب من إكمال عامها الرابع بسط الأكراد سيطرتهم على أجزاء من الشمال الشرقي حيث يمثلون أغلبية.

ووقعت اشتباكات محدودة في مايو ايار بين القوات الموالية للأسد والأكراد في الحسكة وتم احتواؤها.

ووحدات حماية الشعب هي ميليشيا كردية وتعرف اختصاراً بـ YPG وتعرف محليا باسم الأبوجية أو (البككة).

وينتشر عناصر هذا التنظيم في مناطق الأكراد بسوريا، وتحديدا في شمال وشمال شرق البلاد، وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وموالية لـحزب العمال الكردستاني، وتقاتل حاليا في عين العرب (كوباني) ضد "داعش".

وتقول بعض المصادر إن تأسيسها يعود إلى عام 2004 بعد المظاهرات الكردية المعارضة للحكومة السورية التي اندلعت في ذلك العام، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها حتى يوليو/تموز 2012 حين جرى كشف شعارها علنا، بعد أكثر من سنة على بدء الثورة السورية.

وتزامن هذه الإعلان مع انسحاب القوات الحكومية السورية من الجزء الأكبر من المناطق الكردية، وتحول وحدات حماية الشعب -بحكم الأمر الواقع- إلى جيش هذه المناطق في محافظات الحسكة (شمال شرق) والرقة وحلب (شمال).

ويسيّر مقاتلو "وحدات حماية الشعب" دوريات على حدود المناطق الكردية ويشرفون على العديد من حواجز التفتيش، وقد أدوا دورا رئيسيا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
&