قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إنه في مجتمع حر، يحق لأي شخص الإساءة إلى ديانة شخص آخر، وفي هذا الموقف يكون كاميرون قد اختلف مع بابا الفاتيكان الذي كان صرح بأنه من الخطأ الاستهزاء بالديانات الأخرى.


نصر المجالي: قال كاميرون عقب محادثات قمة يومي الخميس والجمعة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن في مقابلة مع قناة (سي بي إس) إن وسائل الإعلام يجب أن تكون قادرة على نشر أشياء، حتى لو كانت مسيئة إلى البعض، طالما أن الأمر لا يتجاوز حدود القانون.

جاء كلام كاميرون في سياق مقابلة مع برنامج "واجه الأمة"على القناة الأميركية حين سأله مقدم البرنامج عن كيفية إيجاد التوازن الصحيح (بين احترام الأديان والحق في حرية التعبير) في أعقاب قول البابا إن ثمة حدودًا لحرية التعبير. وكان البابا فرانسيس قال خلال زيارة للفلبين إن الأديان يجب أن تحظى بالاحترام، بحيث لا يُساء لمعتقدات الناس أو يُستهزأ بها.

مجتمع حر
وأجاب كاميرون عن السؤال المطروح عليه قائلًا "أعتقد أنه في مجتمع حر، يحق الإساءة إلى الدين". وأوضح قائلًا "أنا مسيحي، وإذا قال شخص كلامًا مسيئًا إلى المسيح، فإني قد أجد كلامه مسيئًا، لكن في مجتمع حر، لا يحق لي الانتقام منه".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني قائلًا "طالما أن المطبوعات تلتزم بالقانون، فإن من حقها (أي المطبوعات) نشر أي شيء حتى لو كان مسيئًا إلى البعض". وقال كاميرون الذي تركزت محادثاته مع أوباما على التهديدات الإرهابية الحالية "بصراحة، نحن في هذا الصراع ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف منذ أكثر من عقد ونصف عقد، ولهذا، نعرف ماذا ينبغي القيام به لتحقيق الانتصار (على الإرهاب). يتطلب الأمر الكثير من المثابرة".

ورأى أنه: "رغم أن التهديات أخذت أشكالًا مختلفة، فإنها لا تزال قائمة، بسبب وجود مشكلة جوهرية في قراءة تقدس الموت المسموم، وهذا تحريف لإحدى الديانات الرئيسة في العالم".

مقال مشترك
وكان كاميرون وأوباما كتبا مقالًا مشتركًا في صحيفة (التايمز) يوم الخميس الماضي تناولا فيه الهجوم الدامي على مجلة (شارلي إيبدو)، ومما جاء في المقال: "وسوف نستمر في الوقوف معًا ضد أولئك الذين يهددون قيمنا وطريقة حياتنا. عندما تعرّضت الحريات التي نعتز بها لهجوم وحشي في باريس، استجاب العالم كله بصوت واحد. وجنبًا إلى جنب مع حلفائنا الفرنسيين، أوضحنا لأولئك الذين يعتقدون أن بإمكانهم تكميم حرية الرأي والتعبير بوساطة العنف أن ذلك لن يفضي سوى لرفع أصواتنا أعلى. وبغضّ النظر عما إذا كنا نواجه متعصبين منفردين أو منظمات إرهابية، مثل تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أو مجموعة بوكو حرام، فإن المتطرفين لن يخيفونا. سنهزم هؤلاء القتلة الهمجيين وأيديولوجيتهم المشوهة التي تحاول تبرير قتل الأبرياء، بغضّ النظر عما إذا كانوا أطفالًا في المدارس في بيشاور، أو فتيات يُرغمن على التحول إلى انتحاريات ليفجرن أنفسهن في شمال نيجيريا".

وأضاف كاميرون وأوباما: "هناك ما يربو على بليون مسلم في العالم، والغالبية العظمى منهم سأمت من الشر الذي يرتكبه هؤلاء الإرهابيون باسم الإسلام. وستواصل الولايات المتحدة وبريطانيا العمل عن كثب مع جميع الذين يؤمنون بالسلام والتسامح. إن الإرهابيين لا يعرفون سوى كيف يدمرون، غير أننا سوية نستطيع أن نفعل شيئًا أقوى بكثير: بناء الأمن، وتعزيز العدالة ودفع السلام قدمًا".

اجتماع التحالف
يشار إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة ستترأسان في لندن الخميس المقبل اجتماعًا للبلدان المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم (الدولة الإسلامية). ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية عشرين بلدًا، بمن فيهم وزراء خارجية عرب، سبل تصعيد الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بهدف إلحاق الهزيمة به، علمًا بأنه يسيطر على أجزاء من العراق وسوريا.

وقال مسؤول بريطاني إن المحادثات ستتركز على التهديد الذي يشكله المقاتلون الأجانب في العراق وسوريا والحملة العسكرية ضد "الدولة الإسلامية" ومصادر تمويلها وتقديم المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين في سوريا والعراق.

&