دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي روسيا إلى المساهمة في حرب العراق ضد تنظيم "داعش" فيما اكدت حكومتها رغبتها الكبيرة بتطوير العلاقات مع العراق وفتح افاق التعاون المثمر بين البلدين.


لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الاثنين ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي بوتين لشؤون الشرق الاوسط ودول افريقيا حيث تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات الطاقة والنفط والتسليح والقضايا الاقتصادية اضافة الى الاوضاع السياسية والامنية في العراق والمنطقة.

وأشار العبادي الى ان سياسة الحكومة الحالية تتمثل بالانفتاح وتعزيز العلاقات الخارجية مع الدول على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة. ودعا روسيا الى "المساهمة في حرب العراق ضد عصابات داعش الارهابية" موكدا ان الارهاب لا يهدد العراق فقط بل امتد تاثيره على المنطقة والعالم ومنها روسيا.

بدوره أعرب بوغدانوف عن رغبة الحكومة الروسية الكبيرة بتطوير العلاقات مع العراق وفتح آفاق التعاون المثمر بين البلدين مبديا ترحيب حكومته بالخطوات التي اتخذها العبادي فيما يخص وحدة مكونات الشعب العراقي والعمل المشترك بين المكونات السياسية.

يذكر أنّ روسيا لم تنضم الى التحالف الدولي ضد داعش الذي تشارك فيه 60 دولة عربية واجنبية لمحاربة التنظيم الذي احتل اراضي شاسعة من العراق وسوريا.

وقبيل ذلك بحث بوغدانوف مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري التعاون السياسي والامني والتجاري ومواجهة التحدِّيات الإرهابيّة التي تشهدها المنطقة والعالم.& وتسلـَّم ا الجعفريّ خلال الاجتماع رسالة من نظيره الروسيِّ سيرغي لافروف تضمَّنت دعوة رسميّة لزيارة موسكو وتأكيداً روسيّاً على مُواصَلة دعم وحدة وسلامة واستقرار العراق ومُواجَهة التحدِّي المُشترَك المُتمثـِّل بالإرهاب.

وعبر الجعفري عن امتنان العراق لروسيا طلمواقفها الساندة للعراق في حربه ضدَّ التنظيمات الإرهابيّة".. وأوضح انه سيلبي الدعوة لزيارة موسكو في أقرب وقت مُشيراً إلى أنَّ دحر تنظيم "داعش" الإرهابيِّ في العراق هو انتصار لكلِّ إرادات شعوب العالم لأنَّ العراق هو الخندق الأول في المُواجَهة مع الجماعات الإرهابيّة التي تستهدف الإنسانيّة كلـَّها.

وشدد الجعفري على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاريِّ والاستثمارالروسي في العراق وفتح آفاق التعاون المُشترَك في المجالات السياسيّة، والأمنيّة، والاقتصاديّة بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.. وقال " أنَّ العراق بلد غنيٌّ بالثروات، إلا أنـَّه يمرُّ بظروف استثنائيّة تحاول هدر ثرواته، وسلب إمكانيّاته& ممّا يتطلـَّب مُسانـَدته من الدول الصديقة؛ للقضاء على المجاميع الإرهابيّة وإعادة إعمار البُنى التحتيّة".

من جانبه جدَّد مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين دعم بلاده للعراق في مُواجَهة الإرهاب والسعي الحثيث لتعزيز العلاقات بين موسكو وبغداد.. مُشيراً إلى أنَّ الوفد الروسي سيبحث مع المسؤولين العراقيِّين العديد من الملفات ذات الاهتمام المُشترَك بخاصّة أنَّ مُمثـِّلي الشركات الروسيّة يتطلـَّعون للاستثمار في العراق.

ويزور المسؤول الروسي العراق لاجراء مباحثات مع القادة العراقيين حول الحرب ضد تنظيم "داعش" والازمة السورية والعلاقات السياسية والتسليحية والتجارية والنفطية بين البلدين. ويترأس بوغدانوف في زيارته هذه التي تستغرق يومان وفدا يضم مسؤولين في وزارة الخارجية وشركة "غاز بروم" الروسية لاجراء مباحثات مع القادة العراقيين لبحث مختلف القضايا الراهنة على الساحة الدولية وخاصة مايتعلق منها بالحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم "داعش" والتسليح الروسي لمواجهة الارهاب اضافة الى التعاون في مجالاات الاقتصاد والطاقة على ضوء الانخفاض الكبير في اسعار النفط حيث يعتبر العراق وروسيا بلدين في مقدمة المتضررين من هذا الانخفاض ولذلك ستتم خلال زيارة المبعوث الرئيسي بحث التعاون في مجالات استثمار الغاز العراقي للتعويض عن الخسائر التي سببها انخفاض اسعار النفظ وامكانية مشاركة روسيا في انشاء مشاريع لاستثمار الغاز العراقي.

ومؤخرا دعا العراق روسيا الاتحادية إلى دور أكبر في مواجهته الإرهاب وإلى استثمار العلاقات التاريخية بين البلدين في تشجيع الشركات الروسية للإستثمار على أراضيه في مجالات النفط والزراعة والتصنيع. وخلال اجتماع في بغداد بحث نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، مع سفير روسيا الاتحادية في العراق موغنوف ايليا أناتوليفيتش تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والعالم وبخاصة الحرب ضد الإرهاب ورؤية روسيا للتحالف الدولي ومدياته والعلاقات بين البلدين في المجالات كافة. كما تم بحث المشكلة الأوكرانية وتداعياتها المحلية والدولية وتأثيرات العقوبات على روسيا.&

وكانت روسيا الاتحادية قد اعلنت مؤخرا عن دعمها لجهود العراق في مكافحته للإرهاب وقال نائب الرئيس الروسي اركادي فركوفش إن "روسيا تدعم نهج العراق في جميع تعاملاته في التوصل إلى الوفاق والوئام والاجتماعي".. مشددا على دعم "بلاده لمساعي العراق في مكافحة الإرهاب والذي يعتبر عائقا كبيرا في تطور البلد بجميع المجالات".

وقد وقعت بغداد وموسكو في تموز (يوليو) الماضي عقدا بقيمة مليار دولار مع روسيا لتوريد دفعات كبيرة من الأسلحة الروسية إلى العراق بما فيها نظم مدفعية ومدافع هاون وذخيرة وضمنها 4 راجمات صواريخ.

وتبيع روسيا للعراق وفق العقد 3 كتائب من راجمات الصواريخ غراد وكمية كبيرة من مدافع الهاون والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها". واشترى العراق في حزيران (يونيو) الماضي 5 طائرات حربية روسية من طراز "سوخوى-25"..وتجري مباحثات حول شراء 10 مقاتلات من طراز "سوخوي- 27-30". وتأتي هذه المشتريات من الأسلحة الروسية نتيجة الوضع الصعب الذي يسيطر منذ عدة أشهر على مناطق واسعة من الأراضي العراقية بما في ذلك مدينة الموصل شمال البلاد.

يذكر أن العراق يرتبط بعلاقات تاريخية مع روسيا تعود الى اربعينيات القرن الماضي عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين العراق والاتحاد السوفياتي آنذاك، وأصبح العراق فيما بعد من أهم مستوردي الاسلحة والمعدات السوفيتية ثم تطورت هذه العلاقات خلال السنوات الاخيرة لاسيما في مجال الاستثمارات في مشاريع النفط والكهرباء حيث فازت شركات روسية في جولات التراخيص لاستثمار النفط والغاز في عدد من المحافظات العراقية.