في أول نشاط له في بغداد اليوم بحث ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجيّة الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين للشرق الأوسط مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري التعاون السياسي والامني والتجاري ومواجهة التحدِّيات الإرهابيّة التي تشهدها المنطقة والعالم.


لندن: تسلم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري الجعفري خلال الاجتماع مع نائب وزير الخارجيّة الروسي ميخائيل بوغدانوف رسالة من نظيره الروسيِّ سيرغي لافروف تضمَّنت دعوة رسميّة لزيارة موسكو وتأكيداً روسيّاً على مُواصَلة دعم وحدة وسلامة واستقرار العراق ومُواجَهة التحدِّي المُشترَك المُتمثـِّل بالإرهاب.

وعبر الجعفري عن امتنان العراق لروسيا طلمواقفها الساندة للعراق في حربه ضدَّ التنظيمات الإرهابيّة".. وأوضح انه سيلبي الدعوة لزيارة موسكو في أقرب وقت مُشيراً إلى أنَّ دحر تنظيم "داعش" الإرهابيِّ في العراق هو انتصار لكلِّ إرادات شعوب العالم لأنَّ العراق هو الخندق الأول في المُواجَهة مع الجماعات الإرهابيّة التي تستهدف الإنسانيّة كلـَّها.

وشدد الجعفري على ضرورة زيادة حجم التبادل التجاريِّ والاستثمارالروسي في العراق وفتح آفاق التعاون المُشترَك في المجالات السياسيّة، والأمنيّة، والاقتصاديّة بما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.. وقال " أنَّ العراق بلد غنيٌّ بالثروات، إلا أنـَّه يمرُّ بظروف استثنائيّة تحاول هدر ثرواته، وسلب إمكانيّاته ممّا يتطلـَّب مُسانـَدته من الدول الصديقة؛ للقضاء على المجاميع الإرهابيّة وإعادة إعمار البُنى التحتيّة".

من جانبه جدَّد مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين دعم بلاده للعراق في مُواجَهة الإرهاب والسعي الحثيث لتعزيز العلاقات بين موسكو وبغداد.. مُشيراً إلى أنَّ الوفد الروسي سيبحث مع المسؤولين العراقيِّين العديد من الملفات ذات الاهتمام المُشترَك بخاصّة أنَّ مُمثـِّلي الشركات الروسيّة يتطلـَّعون للاستثمار في العراق.

وفي وقت سابق اليوم بدأ المسؤول الروسي زيارة الى بغداد اليوم لاجراء مباحثات مع القادة العراقيين حول الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والازمة السورية والعلاقات السياسية والتسليحية والتجارية والنفطية بين البلدين.

ويترأس بوغدانوف في زيارته هذه التي تستغرق يومين وفدًا، يضم مسؤولين في وزارة الخارجية وشركة "غاز بروم" الروسية، لإجراء مباحثات مع القادة العراقيين سيبدأها في وقت لاحق اليوم مع وزير الخارجية ابراهيم الجعفري والنفط عادل عبد المهدي لبحث مختلف القضايا الراهنة على الساحة الدولية، وخاصة ما يتعلق منها بالحرب التي يخوضها العراق ضد تنظيم "داعش" والتسليح الروسي لمواجهة الإرهاب، اضافة إلى التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة على ضوء الانخفاض الكبير في أسعار النفط، حيث يعتبر العراق وروسيا بلدين في مقدمة المتضررين من هذا الإنخفاض، ولذلك سيتم خلال زيارة المبعوث الرئيسي بحث التعاون في مجالات استثمار الغاز العراقي للتعويض عن الخسائر التي سببها انخفاض اسعار النفظ وامكانية مشاركة روسيا في انشاء مشاريع لاستثمار الغاز العراقي.&

ومؤخرًا، دعا العراق روسيا الاتحادية إلى دور أكبر في مواجهته الإرهاب، وإلى استثمار العلاقات التاريخية بين البلدين في تشجيع الشركات الروسية للإستثمار على أراضيه في مجالات النفط والزراعة والتصنيع . وخلال اجتماع في بغداد، بحث نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، مع سفير روسيا الاتحادية في العراق موغنوف ايليا أناتوليفيتش، تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والعالم وبخاصة الحرب ضد الإرهاب ورؤية روسيا للتحالف الدولي ومدياته والعلاقات بين البلدين في المجالات كافة. كما تم بحث المشكلة الأوكرانية وتداعياتها المحلية والدولية وتأثيرات العقوبات على روسيا. &

وقال النجيفي إن العراق يتطلع إلى دور أكبر من روسيا في دعم العراق، في مواجهة الإرهاب، وإلى استثمار العلاقات التاريخية بين البلدين في تشجيع الشركات الروسية في الاستثمار في مجالات النفط والزراعة والتصنيع. وشدد النجيفي على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين "إذ يتعين على روسيا أن تمارس دوراً أكبر في دعم العراق في مواجهة الإرهاب إنسجامًا مع علاقات تاريخية نأمل لها أن تنمو وتتطور بما يخدم مصالح البلدين الصديقين" .

من جانبه، أكد السفير الروسي دعم بلاده للعراق، وأشار إلى أن التحالف الدولي ضد الإرهاب خير من لا شيء، كما أن العسكريين الروس يرون أن الاعتماد على القصف الجوي لن يحسم المعركة والمواجهة ضد الإرهاب ستطول لأن القوات النظامية تواجه صعوبة في معالجة بؤر متفرقة من الإرهابيين، وهذه حالة عامة تواجهها القوات النظامية في العالم . وشدد على أن عدم مشاركة روسيا في التحالف الدولي لا يعني عدم دعم العراق ومساعدته في حربه ضد الإرهاب.&

وكانت روسيا الاتحادية قد أعلنت مؤخرًا عن دعمها لجهود العراق في مكافحته للإرهاب، وقال نائب الرئيس الروسي اركادي فركوفش إن "روسيا تدعم نهج العراق في جميع تعاملاته في التوصل إلى الوفاق والوئام والاجتماعي"، مشددًا على دعم "بلاده لمساعي العراق في مكافحة الإرهاب، والذي يعتبر عائقاً كبيرًا في تطور البلد بجميع المجالات".

وقد وقعت بغداد وموسكو في تموز (يوليو) الماضي عقداً بقيمة مليار دولار مع روسيا لتوريد دفعات كبيرة من الأسلحة الروسية إلى العراق، بما فيها نظم مدفعية ومدافع هاون وذخيرة وضمنها 4 راجمات صواريخ. وتبيع روسيا للعراق وفق العقد 3 كتائب من راجمات الصواريخ غراد وكمية كبيرة من مدافع الهاون والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها".

واشترى العراق في حزيران (يونيو) الماضي 5 طائرات حربية روسية من طراز "سوخوى-25".. وتجري مباحثات حول شراء 10 مقاتلات من طراز "سوخوي- 27-30". وتأتي هذه المشتريات من الأسلحة الروسية نتيجة الوضع الصعب الذي يسيطر منذ عدة أشهر على مناطق واسعة من الأراضي العراقية، بما في ذلك مدينة الموصل شمال البلاد .

كما ستتناول مباحثات المسؤول الروسي في بغداد اهم القضايا الراهنة على الساحة السياسية في منطقة الشرق الاوسط، وخاصة ما يتعلق منها بالأزمة السورية، حيث تستعد موسكو لجمع ممثلين عن المعارضة والنظام السوري قريبًا للبحث عن امكانية انهاء هذه الأزمة وايجاد حلول لها بمشاركة طرفيها، حيث تتفق بغداد وموسكو على ضرورة حل هذه الأزمة سلميًا.. وفي الوقت الذي لا تخفي فيه روسيا معارضتها لاسقاط النظام السوري وتدعو لاتفاقات تنهي الحرب سلميًا هناك، فإن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال الاسبوع الماضي خلال زيارته إلى القاهرة انه بحث مع المسؤولين المصريين مبادرة لتشجيع النظام السوري على التعايش مع المعارضة السلمية لإيجاد حالة جديدة من التعايش. واضاف إنه جرى التوافق على &إنشاء إدارة انتقالية مشتركة في المناطق التي يتم تحريرها من قبضة تنظيم داعش .&

وأشار إلى أن&هذا التوجه مهم في حال نجاح التحالف الدولي في ضرب داعش وإنهاء سيطرته على المناطق الخاضعة له لمنع حدوث فراغ في هذه المناطق ولعدم السماح لأي جماعات إرهابية أخرى أن تحل محل داعش في هذه المناطق.

وأكد وجود اتفاق مصري عراقي في وجهات النظر في هذا الشأن معربًا عن أمله في أن يلقى هذا التوجه دعم أميركا وروسيا وإيران وتركيا. وعن موقف السعودية من هذه الأفكار، اوضح العبادي وجود مشاورات مستمرة مع المملكة في هذا الشأن لضمان دعم عربي .

يذكر أن العراق يرتبط بعلاقات تاريخية مع روسيا تعود إلى اربعينيات القرن الماضي عندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين العراق والاتحاد السوفيتي آنذاك، وأصبح العراق في ما بعد من أهم مستوردي الاسلحة والمعدات السوفيتية ثم تطورت هذه العلاقات خلال السنوات الاخيرة لاسيما في مجال الاستثمارات في مشاريع النفط والكهرباء، حيث فازت شركات روسية في جولات التراخيص لاستثمار النفط والغاز في عدد من المحافظات العراقية.&