رغم إعلان الإعلام السوري الموالي للرئيس بشار الأسد عن فشل معركة تحرير (جبل الأربعين) في إدلب، تشير معطيات كثيرة إلى أن القتال مستمر هناك، وأن قوات النظام تكبدت خسائر فادحة، وتقوم بنقل الذخيرة خوفا من سقوط المنطقة بيد المعارضة المسلحة.


إسماعيل دبارة: تستمر معركة (جبل الاربعين) التي أطلقتها كتائب المعارضة المسلحة، في ريف إدلب بهدف السيطرة على "جبل الأربعين" في ريف إدلب الغربي، وقطع طرق إمداد قوات الرئيس السوري بشار الأسد بين مدينتي إدلب واللاذقية.
&
وتقول تقارير صحافية إن مسلحي المعارضة تمكنوا خلال المعركة من السيطرة على أبنية "البرادات" في جبل الأربعين وقتلوا 8 عناصر من قوات لأسد، كما قتلوا قائد غرفة عمليات قوات الأسد في مدينة أريحا، وسيطروا على مواقع جديدة في محيط حاجز الشامي، وفجروا "القصر الأصفر" بالقرب من أريحا وقتلوا من بداخله، بالإضافة إلى تدمير دبابتين.
إلى ذلك، قال الإئتلاف السوري المعارض على موقعه الإلكتروني: "اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات نظام الأسد في جبل الأربعين بريف إدلب، ما أسفر عن قتل وإصابة عدد من عناصر النظام، كما استهدف الحر بصواريخ "تاو"، دبابة لقوات الأسد عند جسر كفرنجد، وعربة على الطريق بين معسكر المسطومة ومدينة أريحا، ما أسفر عن مقتل عدة عناصر لقوات نظام الأسد".
وسيطر الجيش الحر على أبنية "البرادات"، التي تتمركز فيها قوات نظام الأسد قرب حاجز الشامي بأريحا، بعد تفجير "القصر الأصفر"، ودارت اشتباكات بالقرب من الحاجز أسفرت عن مقتل قائد غرفة عمليات قوات الأسد بأريحا.
&
واستهدف الجيش الحر بصواريخ "غراد وفيل" وقذائف هاون ومدافع "جهنم"، مواقع قوات النظام في مدينة أريحا، ومعسكري المسطومة والقرميد، كما ذكر موقع الإئتلاف.
وذكرت وسائل إعلام مقربة من المعارضة السورية، إنّ جيش الأسد يقوم بنقل الذخائر من (جبل الاربعين) إلى مناطق أخرى خوفا من سقوط الجبل بيد المعارضة وخوفا من استيلاء مسلحيها على ذخائر متنوعة.
من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة كثفت ضرباتها النارية والمدفعية على معاقل التنظيمات الإرهابية وأحبطت محاولاتهم في الهجوم على نقاط عسكرية والتسلل باتجاه مناطق آمنة موقعة في صفوفهم عشرات القتلى والمصابين".
وقال مصدر عسكري لـ"سانا" إن وحدات من الجيش والقوات المسلحة "أحبطت عند الساعة الرابعة من فجر اليوم هجوما إرهابيا على نقاط عسكرية في منطقة جبل الأربعين بريف إدلب" التي تتعرض لإرهاب تنظيم جبهة النصرة وما يسمى صقور الشام وجيش الاسلام وجند الأقصى وغيرها من التنظيمات المرتبطة بـ (القاعدة).
وعادة ما يربط الاعلام السوري الرسمي كافة التنظيمات المسحلة التي تقاتل قوات الأسد بجبهة النصرة وداعش والارهاب.
وأضاف المصدر إنه تم "إيقاع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في صفوف التنظيمات الإرهابية وتدمير 3 عربات مزودة برشاشات ثقيلة والية مدرعة وجرافة" لافتا إلى "سقوط العديد من الإرهابيين قتلى في كفرلاتا على الاطراف الجنوبية الشرقية لجبل الأربعين".
وأشار المصدر المجهول الذي تحدث لـ"سانا" إلى أن وحدات من الجيش "أحبطت محاولات أفراد من التنظيمات الإرهابية التسلل الى مدينة اريحا بالتزامن مع تفجير نفق قرب نقطة عسكرية كانت قواتنا المسلحة أخلتها في موقع القصر السعودي بجبل الاربعين وكبدتهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد".
وأكد المصدر "مقتل العديد من الإرهابيين وتدمير عدد من أسلحتهم وآلياتهم شمال جسر الشغور وجنوب أريحا التي تعرضت لسقوط قذائف هاون على الأحياء ومنازل المواطنين أدت إلى وقوع إصابات بين الأهالي".

(حزم) تلتحق بـ"الجبهة الشامية"
&
إلى ذلك، أعلنت "الجبهة الشامية" وهي فصيل بارز في المعارضة السورية المسلحة، في بيان وصل إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه، عن "انضمام حركة حزم لها".
وجاء في البيان: "تعلن الجبهة الشامية انضمام حركة حزم بكل مكوناتها لصفوفها، على الأسس والمبادئ التي تشكلت عليها الجبهة الشامية، ومن تاريخ هذا الاعلان تعتبر حركة حزم جزء من الجبهة الشامية".
وأضاف البيان: "نهيب بإخواننا في كل الفصائل حل خلافاتها مع الحركة عن طريق قيادة الجبهة الشامية ومكتبها القضائي بالاحتكام لشرع الله فض أي نزاع بروح من الأخوة وتوجيه السلاح للعدو الصائل الذي يسوم اهلنا سوء العذاب".
وحركة حزم، هي فصيل علماني معتدل ومنضبط، يتشكل من منشقين عن جيش الأسد، يدعمهم الغرب، وينشطون خاصة في شمال سوريا، لكن حركة (حزم) قالت إن جبهة النصرة تستهدف مقاتليها في الشمال السوري.
وبدأت الاشتباكات بين حزم والنصرة، يوم الخميس عندما استولت "جبهة النصرة" التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على مواقع من حزم غربي حلب. ويهيمن على شمال سوريا "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش".
وتلقت حزم ما تصفه بكميات صغيرة من المساعدات العسكرية من دول أجنبية تعارض الأسد بما في ذلك صواريخ أمريكية مضادة للدبابات من نوع (تاو).
وهذا الفصيل، يبدو مرشحا لتلقي الدعم الأميركي والتدريبات التي أعلنتها واشنطن ودول حليفة لها للتصدي لخطر تنظيم "داعش" وتحقيق توازن على الأرض بين قوات الأسد وفصائل المعارضة المعتدلة
لكن واشنطن لم تعلق بعد على إنظمام (حزم) إلى فصيل اسلامي حديث التشكّل.
وكانت كل من "الجبهة الإسلامية في حلب"، "جيش المجاهدين"، "حركة نور الدين الزنكي"، "تجمع فاستقم كما أمرت "و"جبهة الأصالة والتنمية"، أعلنت قبل أكثر من شهر عن "الاندماج الكامل براية واحدة وقيادة موحدة تحت مسمى “الجبهة الشامية”.