تصل الأخبار عن اندثار تنظيم داعش في العراق وسوريا من قبل الأكراد، ويطرح السؤال محليًا كيف يتأثر لبنان أمنيًا مع أفول نجم داعش في بعض المناطق المجاورة؟.

بيروت: الهزيمة التي رافقت تنظيم داعش في سوريا والعراق ليست الأولى من قبل الأكراد، والسؤال الذي يطرح إلى أي مدى تؤثر هزيمة داعش في سوريا والعراق على استقرار الأمن في لبنان؟
&
يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف" إن انتصار الأكراد على تنظيم داعش في سوريا دليل على أن التنظيم ليس قوة لا تقهر، ومع وجود إرادة ووحدة داخليّة وخارجيّة، لا مجال أن ينمو التطرّف، وشئنا أم أبينا فإن داعش هو التطرّف بحد ذاته، وبالتالي ما حصل مع الأكراد الذين استعادوا أراضيهم في العراق وسوريا، يشير إلى أن هذا التنظيم، أي داعش، قد يكون في وقت من الأوقات موجود لكن لا حياة ولا استمراريّة له، مع انتفاء البيئة الحاضنة له.
&
أما النائب قاسم هاشم ( 8 آذار) فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أنه عندما تتضافر الإرادات ويكون هناك قرار موحد، لا بد من ان يكون هناك انتصار على التنظيم "الإرهابي" داعش، بخاصة وأن الكل أصبح يدرك خطره إذا ما تمدّد أكثر فأكثر، والأهم ألا يكون هناك بيئة حاضنة لهذا "الإرهاب" في أي منطقة، من هنا من الطبيعيّ التعاطي معه بهذا الأسلوب المناسب لمواجهته.
&
الوضع على لبنان
&
عن مدى تأثير اندثار داعش في العراق وسوريا على الأمن اللبنانيّ يقول طعمة لا شك نرى اليوم كيف أن الجيش اللبناني يقود ببطولة في البقاع الغربي ضد الإرهاب المتنقل، وكان داعش يمني النفس أن يأخذ ممرًا في البقاع الغربي للدخول إلى لبنان، وقد دفع الجيش اللبناني ثمنًا غاليًا لمنع ذلك، وكلما خفت سلطة داعش في العراق وسوريا كلما هدأت الأوضاع في لبنان، مع انتفاء البيئة الحاضنة لهم.
&
في هذا الصدد يقول هاشم إن لبنان في دائرة الإستهداف "الإرهابي"، لكن القوى الأمنيّة واجهته بتفكيك الخلايا وطبعًا ما حصل المرحلة الأخيرة من تفجيرات، واستهدافات لقرى البقاع، يشير إلى ان لبنان في دائرة استهداف هذا "الإرهاب"، وبالتأكيد عندما تتم مواجهة هذا "الإرهاب" والقضاء عليه في مكان ما في المنطقة العربية، سيكون الأمر إيجابيًا على لبنان، ويحد من فاعليته فيه، وهذا ما يشجّع لبنان مع امكانياته على مواجهة هذا "الإرهاب" بكل مكوّناته وعناوينه.
&
زمن صعود داعش
&
وردًا على سؤال هل يمكن القول اليوم أن زمن صعود داعش انتهى؟ يجيب طعمة :" لم ينته بالمطلق لكنه اندحر، &مع وجود الفلول له، غير أن هذه الظاهرة المتمثّلة بداعش والتي انتشرت لا بد أن تصل إلى الاندحار نزولاً، مع وجود قرار ثابت عند الجميع برفض الإرهاب أينما كان وكيفما كان.
&
ويلفت طعمة إلى أن لبنان يبقى ساحة ومع انخراط حزب الله بالحرب السورية فهذا حمّل لبنان الكثير، وهناك ممّرات على حدود لبنان حيث الجبهات مشتعلة، وقد تتأثر بعض المناطق اللبنانيّة، فالوضع ليس كأننا تحت رحمة الإرهاب، لكن أيضًا نحن معرضون له، ولدينا جيشنا الساهر، فمع مؤازرته والوقوف إلى جانبه يدفع الأثمان الكبيرة وهو جاهز لدرء "الإرهاب" في الشمال والبقاع وكل لبنان.
&
يؤكد هاشم أنه علينا أن نتعاطى بواقعيّة مع الموضوع، ونقول الحرب بدأت بمواجهة داعش ولا بد أن تستمر، وعلينا أن نقول ان الكل معني لمواجهة هذا "الإرهاب" وعناوينه، إلى أن يتم القضاء عليه، لأنه يبقى هناك خطر وعلينا ألا نطمئن حتى اللحظة الأخيرة.
ويضيف: "لبنان في دائرة الإستهداف، وعلينا التوقع دائمًا بأن يستهدفنا "الإرهاب" وأن نكون حذرين".
&
ويقول هاشم إن للجيش اللبناني الدور الأساسي في محاربة "الإرهاب" لأن الجيش يبقى الضمانة الوطنية الأساسيّة، ويجب الاحتضان الوطني للجيش اللبنانيّ وهذا ما يؤكد أن تضحيات الجيش وبطولاته هي التي تحمي الوطن، ويجب تعزيز قدراته.