ليست المرة الأولى التي يحذّر فيها اللواء عبّاس إبراهيم من خطورة الوضع الأمنيّ في لبنان، فبعد إستهداف شارلي إيبدو في باريس أمس أي مستقبل أمنيّ ينتظر لبنان وداعش على حدوده؟.
بيروت: بعد استهداف "شارلي إيبدو" في باريس، وبعد التحذيرات الأمنية التي أطلقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يطرح السؤال عن المستقبل الأمنيّ للبنان، وهل سنشهد مجدّدًا تفجيرات أمنيّة، في هذا الصدد يقول النائب السابق مصطفى هاشم ( المستقبل) لـ "إيلاف" إنه نظرًا للظروف المحيطة بلبنان وللظروف الإقليميّة وما جرى البارحة من استهداف أمنيّ في باريس، علينا أن نبقى متيقّظين ومتنبّهين لأمننا لأن المنطقة برمّتها مشتعلة، سواء في سوريا والعراق وباريس بالأمس.
أما الوزير والنائب السابق بشارة مرهج ( 8 آذار) فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أنه يجب أن نتهيأ للمرحلة المقبلة، لأنه يبدو أنها صعبة بسبب التصعيد على المستوى الإقليميّ والدوليّ، وهذا من شأنه أن ينعكس على لبنان، من هنا علينا أن نسرّع في الخطوات الوفاقيّة الداخليّة من أجل تحصين الجبهات الداخليّة واستيعاب كل المتغيّرات وحالات التصعيد التي يمكن أن تنشأ.
لبنان والعمليات الإرهابيّة
إلى أي مدى يتأثر لبنان بالأحداث الإقليميّة والدوليّة وخصوصًا بالعمليات الإرهابيّة ؟ يجيب هاشم :" لبنان لتاريخه بقي إلى حد ما بمنأى عن الأحداث الإقليميّة والدوليّة، وليس هناك من قرار بتفجير الساحة اللبنانيّة بحسب كل القراءات السياسيّة، بالإضافة إلى ذلك تأتي الحوارات بين اللبنانييّن لتخفّف من الاحتقانات المذهبية خصوصًا الحوار بين حزب الله والمستقبل والحوار المرتقب بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع.
مرهج يعتبر أن لبنان يتأثر مباشرة بالأحداث السوريّة والعراقيّة، و"ننادي منذ زمن بعيد بأن تأخذ المكونات العراقية وضع المنطقة لأن أي تطوّر يؤثر على المنطقة بأسرها، ومن هنا إذا سار العراقيون على طريق الوفاق فهذا ينعكس إيجابًا على لبنان، أما إذا استمرّ استبعاد فريق كبير من العراقييّن فستستمر الحرب في العراق وستتأثر المنطقة بما فيها لبنان بذلك.
وبالنسبة لسوريا يجب تفعيل الحل السياسيّ برأي مرهج، وهو ليس متوافرًا حاليًا بسبب مواقف الأطراف الإقليميّة والدوليّة التي تريد أن يستمر الاستنّزاف في سوريا وإضعافها وإضعاف المنطقة بأسرها وهذا بدوره يخدم إسرائيل.
داعش والحدود
ولدى سؤاله هل تنظيم "داعش" سيشكّل القوة الأولى والخطر الداهم على الحدود اللبنانيّة؟ يقول هاشم إن داعش على حدود لبنان في القلمون، والأحداث التي تجري هناك فضلاً عن ملف العسكرييّن المخطوفين يجب معالجتها كلها جذريًا لأن الأمر يشكّل فتيلاً قد ينفجر في أي لحظة.
يؤكد مرهج أن داعش يمثل خطرًا حقيقيًا على الحدود اللبنانيّة، ويجب أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار من خلال دعم الجيش اللبنانيّ ونكون جميعًا صفًا واحدًا معه ونمضي في عملية الوفاق السياسيّ لتخفيف الاحتقان وتشكيل بيئة حاضنة للجيش اللبنانيّ وليس لأي طرف آخر.
المخططّات الانتحارية
بعد ما شهدته باريس بالأمس في "شارلي إيبدو"، هل سيشهد لبنان أيضًا هجومات انتحارية ولن يكون بمنأى في المستقبل عن العمليات الإرهابيّة، خصوصًا وأن اللواء عباس إبراهيم حذر من العمليات الإرهابيّة التي قد تصيب لبنان؟ يجيب هاشم :" من الصعب التكهّن بأعمال الإرهابييّن، ولا يمكن أن نضع أنفسنا مكانهم، بالتالي لا يمكن معرفة ما لديهم من مخطّطات المطلوب منهم تنفيذها، والمفروض أن نبقى متيقظين لكل تلك الأمور والحمدالله مخابرات الجيش تقوم بدورها على أكمل وجه.
يرى مرهج أن لبنان يبقى جزءًا من المنطقة وسيتعرض لما تتعرض له، لذلك يجب التحضّر دائمًا إلى كل الاحتمالات.
التعليقات