يبدو أن بريطانيا هي أفضل مكان للرحيل عن هذا العالم، إذ تصدرت المركز الأول في دراسة شملت 80 بلدًا حول أفضل مكان يموت فيه الانسان.

إعداد عبد الاله مجيد: توصلت دراسة شملت 80 بلدًا إلى أنّ بريطانيا أفضل مكان للرحيل عن هذا العالم.
&
وأوضحت الدراسة التي أجرتها وحدة معلومات الايكونومست أن دمج الرعاية التلطيفية لتخفيف الآلام بالنظام الصحي الوطني وتوفر شبكة من البيوت لكبار السن والمصابين بأمراض لا شفاء منها تمولها المنظمات الخيرية الانسانية بالدرجة الرئيسية وكادر متخصص والتزام قوي من المجتمع تجاه هؤلاء الأشخاص، هي من بين الأسباب التي تجعل بريطانيا أفضل مكان في العالم يموت فيه الانسان.

وتصدرت المراكز المتقدمة على مؤشر الدراسة بلدان غنية في اوروبا ومنطقة آسيا المحيط الهادئ واميركا الشمالية، إذ جاءت استراليا بالمركز الثاني تليها نيوزيلندا بالمركز الثالث ثم ايرلندا رابعة وتستكمل بلجيكا قائمة أفضل خمسة بلدان للموت فيها عالميا.

علامة متميزة

وقالت آني بانيلاي من قسم العناية الصحية في وحدة معلومات الايكونومست "ان من المعايير القوية على مؤشرنا هو توفر موظفين متخصصين بالرعاية التلطيفية لتخفيف الآلام وفي هذا المجال تحديدا سجلت بريطانيا علامة متميزة" مشيرة إلى أنّ لبريطانيا تاريخا طويلا في مجال الرعاية التلطيفية. واضافت بانيلاي ان المعيار المهم الآخر هو وجود خطة متكاملة للرعاية التلطيفية في البلد.
&
وجاءت الولايات المتحدة بالمركز التاسع فيما تصدرت تايوان الدول الآسيوية باحتلالها المركز السادس بين البلدان الثمانين. وجاءت الهند بالمركز 67 والصين بالمركز 71 على التوالي.

وقالت الدراسة إن أداء هذين البلدين يدعو إلى القلق في ضوء العدد الضخم لسكانهما وخاصة الصين حيث كثيرا ما تؤدي سياسة العائلة ذات الطفل الواحد إلى اضطلاع فرد واحد بالعناية بأبوين وجدين وجدتين، الأمر الذي يزيد الحاجة إلى موارد أكبر من خارج العائلة.

ومن بين البلدان التي حققت مراكز متقدمة نسبيا رغم انها أقل ثراء وانظمتها الصحية أقل تطورًا من البلدان الغنية، منغوليا التي جاءت بالمركز 28 وبنما التي احتلت المركز 31 على المؤشر.

الأولى... ولكن!
&
ورغم تبوؤ بريطانيا المركز الأول في مستوى العناية بالأفراد قبل توديعهم هذه الدنيا فان الباحثين الذين أجروا الدراسة أكدوا انها لا توفر خدمات وافية لكل مواطن من مواطنيها.

وأشارت الدراسة إلى ضعف السيطرة على الأعراض وضعف الاتصالات والتخطيط وعدم الاستجابة لحاجات الذين تقترب حياتهم من النهاية ونقص الخدمات المتاحة خارج ساعات الدوام والتأخر في تشخيص المرض واحالة المصاب للعلاج.

ونوهت الدراسة بتقدم بريطانيا على البلدان الأخرى في مؤشر حساب الأعباء المالية قائلة إن 80 إلى 100 في المئة من خدمات العناية بالفرد قبل وفاته تغطي تكاليفها جهات أخرى غير عائلة المريض وخاصة المنظمات الخيرية.

وأشادت الدراسة بالمنظمات الخيرية التي أُنشئت لتشجيع الأشخاص على الحديث بصراحة عن الموت واعداد خطط للرحيل عن هذا العالم. وحذرت الدراسة من ان موارد بريطانيا وبلدان أخرى ستقع عليها اعباء فوق طاقتها في المستقبل بسبب شيخوخة السكان وامراض غير معدية مثل السرطان والخرف والسكري.