قال تقرير نشر في لندن إن حكومة المحافظين البريطانية أعدت خطة من أربع نقاط لمطالب بريطانيا الرئيسة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، ويأتي التقرير بعد تواتر معلومات عن احتمال تأجيل الاستفتاء حول هذه المسألة.

نصر المجالي: أوفدت الحكومة البريطانية مبعوثين للدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكسب تأييدهم لخطة بشأن مطالبها الرئيسة للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك قبيل الاستفتاء المقرر إجراؤه العام 2017 حول البقاء أو الخروج من الاتحاد.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن يوم الأحد الماضي، أنه سيبدأ حملة للإبقاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي إذا منحه قادة آخرون بالاتحاد التنازلات التي يريدها، ولكنه حذر من أنهم إذا رفضوا فلن يكون أي شيء مستبعدًا.

وتابع ردا على سؤال حول ما إذا كان سيبدأ حملة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي إذا لم يحصل على الإصلاحات التي يريدها: "لا أستبعد شيئًا، ولكني واثق من أننا سنحصل على ما نريده".

وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "أنا مشارك بقوة في المفاوضات، وأحاول الحصول لبريطانيا على ما تريده، وبالطبع عندما أحصل عليه سأعمل على البقاء في أوروبا الموحدة".

وكان كاميرون تعهد خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإجراء استفتاء على بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

عناصر الخطة

وقال تقرير لصحيفة (صنداي تلغراف) اللندنية، الأحد، إن الخطة تشمل إجبار بروكسل على إصدار "بيان صريح" يقول إن بريطانيا لن تكون ضمن أي خطوة في اتجاه إقامة دولة أوروبية عملاقة و"بيان صريح" آخر بأن اليورو ليس هو العملة الرسمية للاتحاد الأوروبي ومن ثم يحمي الجنيه الاسترليني في اتحاد "متعدد العملات".

وقالت الصحيفة إن الخطة تتوقع أيضا كياناً لن تهيمن فيه الدول الموجودة في منطقة اليورو على الدول غير الموجودة في المنطقة، ونظامًا جديدًا يعطي مجموعات البرلمانات الوطنية سلطة وقف التعليمات بل وإلغاء قوانين الاتحاد الأوروبي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مجلس الوزراء قولها إنها واثقة من إمكان إيجاد وسيلة لإبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بشروط عضوية أفضل.

إعادة التفاوض

وكانت المناقشات بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بدأت تشتعل مع سعي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإعادة التفاوض على شروط بريطانيا قبل استفتاء وعد باجرائه بحلول نهاية 2017.

وقال كاميرون إن إعادة التفاوض "عمل صعب جدًا" ورفض استبعاد القيام بحملة لخروج بريطانيا من الاتحاد إذا لم يمنحه زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرون التنازلات التي يريدها. ويقول كاميرون إنه لن يعلن موقفه النهائي إلا بعد المفاوضات، لكنه شخصيًا يفضل بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد تعديله، ولكنه "لن يتأسف" على الانسحاب منه.

تأجيل الاستفتاء

وكان تقرير نشرته صحيفة (الغارديان) اللندنية يوم الثلاثاء الماضي قال& إن رئيس الحكومة البريطانية قد يقوم بتأجيل الاستفتاء على بقاء بلاده فى الاتحاد الأوروبي من أجل شراء الوقت للحصول على تنازلات من القادة الأوروبيين.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الوزراء اعترفوا بأن أزمة اللاجئين قد تزيد صعوبة إقناع الرأي العام في المملكة المتحدة بالتصويت بالبقاء في الاتحاد الأوروبي.

ويشعر المسؤولون في بريطانيا بالقلق من أن وصول موجة جديدة من اللاجئين إلى دول الاتحاد في الصيف المقبل قد يهيمن على الحملة التي تسبق الاستفتاء المقرر إجراؤه في أيلول (سبتمبر) المقبل حول بقاء أو ترك بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

وقال أحد الوزراء إنه قد يكون من الأفضل الانتظار لو كان هذا يعني الحصول على حزمة أكبر وأفضل من الإصلاحات.

حزب العمال

يذكر أن حزب العمال المعارض، كان أعلن على لسان المتحدث المالي باسمه جون مكدونيل أنه لا يعتزم منح رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون “الحرية المطلقة” بشأن بقاء بريطانيا عضوًا بالاتحاد الأوروبي.

وقال مكدونيل لتلفزيون (بي بي سي) البريطاني ان زعيم العمال جيريمي كوربين "قال بكل وضوح إنه يريد البقاء في أوروبا لكننا نريد رؤية ما هي حزمة كاميرون". وأضاف "نحن لن نعطي كاميرون الحرية المطلقة في أي مفاوضات بالمرة، نريد رؤية ما سيخرج علينا به".