يخشى دبلوماسيو الاتحاد الاوروبي ان تؤدي الاستجابة لمطالب بريطانيا بإعادة النظر في المعاهدات الأساسية للاتحاد الاوروبي الى مطالبة احزاب راديكالية في عموم القارة بمراجعات مماثلة تلبي مطالبها هي ، وبذلك تفكيك الاتحاد الاوروبي شيئا فشيئا.&
&
تذهب نكتة قديمة الى ان زبونا في مطعم شكا قائلا للنادل "هناك ذبابة في حسائي". &فأجابه النادل قائلا "اخفض صوتك وإلا فان الجميع سيطلبون ذبابة في حسائهم".&
وسيكون استفتاء بريطانيا على العضوية في الاتحاد الاوروبي ذبابة القمة الاوروبية على امتداد يومين في بروكسل لبحث ازمة اللاجئين وسبل تحقيق الاستقرار في منطقة اليورو. &إذ يبدو الآن ان الناخبين في عموم اوروبا يريدون استفتاء على غرار الاستفتاء البريطاني ، الأمر الذي يشكل مبعث قلق لشركاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على طاولة القمة.&
&
وليست الاستفتاءات غريبة على بروكسل. &وكان تصويت فرنسا وهولندا وايرلندا بـ"كلا" على المعاهدة الدستورية ومعاهدة لشبونة قبل عشر سنوات تذكيرا مزعجا بأن الناخبين الاوروبيين لم يتعلموا بعد على حب مشروع الوحدة الاوروبية.&
&
ولكن طرح عضوية بلد بأكملها للتصويت في استفتاء كما فعل كاميرون سابقة لم يعهد لها نظير وسابقة خطيرة. &وقال مسؤول اوروبي كان القلق باديا عليه ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سينصَب "مثل كأس من البيرة في جوف ناخب متعطش لها".&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن وزير بريطاني قوله "ان اصدقاءنا الاوروبيين يعتقدون اننا مجانين وهم يكرهون فكرة الاستفتاء ومنزعجون لأننا فرضنا القضية فرضا".&
&
وأخذ المسؤولون الاوروبيون يتحدثون الآن عن عدوى بريطانية. &وفي وقت أخذت الشكوك تساور الناخبين في عموم القارة الاوروبية بقدرة بروكسل على تحقيق السلام والازدهار جاء كاميرون ليرفع الاستفتاء على العضوية من دائرة المنظمات الهامشية الى سياسة رسميا تتبعها بريطانيا &، ثاني اكبر اقتصاد في اوروبا بعد المانيا. &
ويخشى دبلوماسيو الاتحاد الاوروبي ان تؤدي الاستجابة لمطالب بريطانيا بإعادة النظر في المعاهدات الأساسية للاتحاد الاوروبي الى مطالبة احزاب راديكالية في عموم القارة بمراجعات مماثلة تلبي مطالبها هي ، وبذلك تفكيك الاتحاد الاوروبي شيئا فشيئا.&
ففي الدنمارك يهدد استفتاء من المقرر اجراءه في كانون الأول/ديسمبر على قضية محددة تتعلق بقبول سلطات الاتحاد الاوروبي في مجال القضاء ، بالتطور الى حكم سيصدره الناخبون على العضوية في الاتحاد الاروروبي. &
&
وكان تحالف الاحزاب اليمينية الذي فاز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة اصدر بيانا قبل يوم الاقتراع يدعم موقف كاميرون في اعادة التفاوض بشأن عضوية بريطانيا. &وقال عضو البرلمان الاوروبي عن هذا التحالف مورتن ميسرشمدت ان كاميرون "يبني معارضة عابرة للحدود القومية بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
وصرح ميسرشمدت لصحيفة الديلي تلغراف قائلا الاستفتاء البريطاني كان "مصدر الهام واساسا تخطى امانينا" في بناء "مصداقية" التحالف اليميني قبل الانتخابات.&
&
وفي هولندا جمع مدونون 300 الف توقيع للمطالبة باستفتاء جديد على اتفاقية الارتباط بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا. &ويأمل كثير من الناخبين بأن يكون الاستفتاء تمهيدا لفك ارتباط هولندا بالاتحاد الاوروبي.&
ويتصدر الاستطاعات في هولندا غيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية المعادية للاسلام والاتحاد الاوروبي.&
&
في هذه &الاثناء طالب تيري باوديت مدير منتدى الديمقراطية للأبحاث بتحقيق برلماني في انضمام هولندا الى منطقة اليورو. &
وفي بولندا وعد حزب القانون والعدالة باجراء استفتاء قبل انضمام بلده الى منطقة اليورو. &ويتحالف الحزب مع المحافظين البريطانيين في البرلمان الاوروبي ومن المتوقع فوزه في الانتخابات الاسبوع المقبل. &
&
وفي فنلندا تتصاعد اصوات مطالبة باستفتاء ضد الانضمام الى منطقة اليورو قبل انفجار ازمة ديون جديدة مماثلة للأزمة المالية في اليونان.
وفي النمسا يحقق حزب الحرية المعادي للمهاجرين والاتحاد الاوروبي تقدما في الانتخابات الاقليمية مستغلا أزمة اللاجئين. &ويدعم الحزب اجراء استفتاء على عضوية النمسا في الاتحاد الاوروبي. &
واعلن زعيم الحزب هاينتس كريستيان ستراكة "ان كاميرون أوجد ظروفا واضحة لمثل هذا الاستفتاء". &
&
وتتوجه كل الانظار الى فرنسا حيث يبدو من المرجح ان تصل الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بزعامة مارين لوبان الى الجولة الأخيرة للانتخابات الرئاسية عام 2017. &
وكانت لوبان اشادت في الصيف بقرار كاميرون اجراء استفتاء على العضوية في الاتحاد الاوروبي. &واعلنت "اليوم خروج اليونان وغدا خروج بريطانيا وبعد غد خروج فرنسا".&
&
وقال الرئيس فرانسوا اولاند الذي يكافح لاحتواء لوبان ان هناك تيارا هو نسخة طبق الأصل من موقف بريطانيا "ولكني لا ألوم ديفيد كاميرون فالاوروبيون يريدون ان يُسألوا مجددا عما يشعرون به إزاء &مسائل اساسية تتعلق بالدولة".&
&
&
& &
&
&
&