أحرق الناشطان اللبنانيان محمد حرز وإياد الشيخ نفسيهما في بيروت اليوم، احتجاجًا على استمرار توقيف الناشطين في الحراك المدني وارف سليمان وبيار حشاش.
بيروت: هل وصل الحال بشبان الحراك المدني اللبناني إلى إحراق النفس، علّ الطبقة السياسية الحاكمة تشعر بمعاناة الناس؟ هل وصلت ثورة اللبناني إلى حد التمثل بالبوعزيزي التونسي، الذي أنتج إحراقه لنفسه ثورة الياسمين، التي تبعتعا سلسلة من ثورات التغيير العربي؟
&
من الدرجة الثالثة
أسئلة ربما يجيب عنها الناشطان المدنيان محمد حرز وإياد الشيخ، اللذين وقفا أمام خيمة اعتصام الحراك اللبناني بجانب المحكمة العسكرية، وصبا الوقود على نفسيهما ثم أضرما النار في جسديهما اليوم، احتجاجًا على استمرار المحكمة العسكرية في توقيف الناشطين بيار حشاش ووارف سليمان، بعدما أصدر قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا قرارًا باخلاء سبيل ثلاثة من موقفي الحراك المدني، هم رامي محفوظ وحسين ابراهيم وفايز ياسين.
وعمل الصليب الأحمر على نقل حرز والشيخ إلى مستشفى الجعيتاوي، وهما يعانيان من حروق متفاوتة، بينما ذكر مصدر أمني أن الشاب يوسف الجردي أصيب بحروق طفيفة، بينما كان يحاول منع حرز من إحراق نفسه.
وقالت تقارير إن حروق حرز من الدرجة الثالثة، بينما حروق الشيخ أخف.
وأكد ناشطون في خيمة الاعتصام أمام المحكمة العسكرية أن الحملات المختلفة التي تؤلف الحراك المدني اللبناني تؤكد على سليمة تحركها، وعلى رفضها ما فعله حرز والشيخ، لكنها تحمل السلطات اللبنانية المسؤولية عما وصل إليه هذان الشابان، ومعهما الشباب اللبناني كله، من يأس ومن خيبات أمل.
قرار المحكمة
وأكد محامو الحراك المدني أن توقيف وارف سليمان وبيار حشاش سياسي، وأن هناك ضغوط سياسية على القضاء.
ودعا الحراك المدني إلى اعتصام امام المحكمة العسكرية الساعة السادسة من مساء اليوم.
وجاء في قرار تخلية الموقوفين الثلاثة: "بعد الاطلاع على الفيديوهات والصور المأخوذة للتظاهرة التي حصلت بتاريخ 8/10/2015 في ساحة رياض الصلح، وحيث تبين إقدام بعض المتظاهرين ومنهم المدعى عليهم الخمسة على التعدي على عناصر قوى الامن الداخلي التي كانت تقوم بوظيفتها بحماية المؤسسات العامة ومجلس النواب ورئاسة الحكومة، وفي الوقت ذاته امن التظاهرة، برمي الحجارة والقناني الفارغة ونزع الاسلاك الشائكة والعوائق الحديدية للوصول بالقوة الى مجلس النواب، ما أدى الى اصابة العديد من تلك العناصر اصابات مختلفة، كما جرى التعدي على الاملاك الخاصة وتحطيم مدخل وزجاج احد الفنادق في المحلة.
وبذلك يكون هؤلاء قد استغلوا سلمية الحراك المدني وعاملوا قوى الامن بالشدة والعنف مخالفين مواد عديدة في قانون العقوبات، وحيث أن فعل كل من المدعي عليهم الخمسة يختلف عن الآخر لناحية الوصف القانوني والمادة المتوجب تطبيقها استنادًا الى المشاهدات في الوقائع المصورة، وبالتالي يكون النظر بطلبات التخلية في ضوء مضمونها. لذلك نقرر، وخلافا لمطالعة النيابة العانة العسكرية، تخلية المدعى عليهم فايز ياسين وحسن ابرهيم ورامي محفوظ بكفالة نقدية لكل منهم مقدارها مئة الف ليرة، ورد طلب تخلية المدعى عليهما بيار الحشاش ووارف سليمان".
التعليقات