كشفت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عن عزوف شبه تام من الشباب عن المشاركة في الانتخابات، وقد حمل بعض السياسيين والقوى السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤولية هذا العزوف، لغياب الأمل لدى الشباب وعدم ثقته في الدولة حالياً.

أحمد حسن من القاهرة: كشفت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، عن عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، حيث أعلن المستشار عمر مروان المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات حول نسب المشاركة الجماهيرية في العملية الانتخابية، والتي انحصرت على إقبال كبار السن ممن تعدت أعمارهم 61 عامًا فما فوق، وشهدت الفئة العمرية ما بين 18-21 عامًا إقبالًا ضعيفًا على حسب قوله، وقد حمل سياسيون سبب عزوف الشباب عن المشاركة في العملية الانتخابية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لكونه الوحيد الذي يثق فيه الشعب المصري وخاصة الشباب الذي قام بثورة 30 يونيو، وأرجعوا سبب تراجع مشاركة الشباب لعدة أسباب من بينها&عدم وجود تمثيل حقيقي للمرشحين المؤيدين للشباب، وانخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من المتقدمين للترشح، سواء الفردي أو القوائم، وفشل الأحزاب في تصدير برامج مقنعة للناخب، "إيلاف" رصدت عدداً من الآراء للوقوف على أسباب عزوف الشباب عن المشاركة في العملية الانتخابية أو تفسيرات إقبالهم بهذا الشكل الضعيف.

أمر متوقع

من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد العظيم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنها، أن عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات أمر متوقع تعاني منه أغلب الدول العربية، وعزوف الشباب كان واضحًا وملفتًا في كل الاستحقاقات الماضية من الدعوة للاستفتاء على الدستور، مروراً بالانتخابات الرئاسية، والحكومة والإعلام لم يلتفتا لهذا الأمر حتى نتفادى تكراره في الانتخابات البرلمانية، مما ترتب على ذلك وصول نسبة عزوف الشباب في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية إلى "المائة في المائة "على الرغم من الإحصائيات التي تُظهر نسبة أعلى من ذلك.

وقال الخبير السياسي ﻠ"إيلاف": "إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتحمل بنسبة كبيرة عزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات، حيث رفض الرئيس مطالب بعض القوى السياسية والأحزاب الإفراج عن الشباب المعتقلين إثر قانون التظاهر، كما أنه مسؤول عن تأخيره في &تنفيذ بعض مطالب ثورة يونيو، ومن أهمها العدالة الاجتماعية والاستعانة بالشباب في المناصب القيادية بالحكومة والمحافظات وهذا لم يحدث إلا نادراً، مما تسبب في حدوث حالة من إحساس الشباب بعدم وجود أي تغيير قد حدث بعد ثورة يونيو".

أسباب أخرى

في السياق ذاته، قال الدكتور عبد السلام النويري، الخبير السياسي، إن جميع استطلاعات الرأي غير الحكومية قبل الانتخابات البرلمانية توقعت انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بشكل عام، أما عن مشاركة الشباب فقد توقعت استطلاعات المراكز البحثية ألا تزيد مشاركة الشباب الحاصلين على مؤهلات عليا أو تعليم متوسط عن الـ5%، وأن نوعية الشباب الذي سيشارك في التصويت ستكون من الفئات الأقل تعليماً أو الأكثر فقراً لحصولهم على رشى انتخابية"، في حين أن استطلاعات الرأي التابعة للحكومة أكدت أن المتوقع وصول نسبة مشاركة الشباب إلى 30% وهذا اعتراف بعزوف الشباب عن المشاركة السياسية ورغم ذلك لم تتحرك الحكومة لبحث الأزمة.

وأكد الخبير السياسي ﻠ"إيلاف" أن الحكومات المتوالية منذ ثورة يونيو لم تقدم شيئاً يشجع الشباب على المشاركة السياسية، فلم يتم توفير وظائف أو وحدات سكنية أو الاستعانة بهم في المناصب القيادية، ومن أسباب عزوف الشباب عن الانتخابات أيضًا عدم وجود تمثيل حقيقي للمرشحين المؤيدين للشباب، وتلاه إنخفاض المستوى العلمي لعدد كبير من المتقدمين للترشح، سواء الفردي أو القوائم، وفشل الأحزاب في تصدير برامج مقنعة للناخب، وكذلك عدم وجود ممثلين حقيقيين للشباب في البرلمان القادم، وعدم وجود رغبة في تلبية احتياجاتهم، فالتهميش واضح لهم من قبل المرشحين.

مؤشر خطير

فيما أكد الدكتور جمال زهران، عضو مجلس الشعب السابق، أن هناك كتلة شبابية كبيرة ما بين عمر 25 و40 عاماً لن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع، لأن الحياة السياسية العامة في مصر لا تشجع على ذلك، خصوصًا بعدما تأكد للجميع ميول الحكومة لشخصيات مستقلة وقوائم بعينها تقوم بدعمها، من أجل ضمان السيطرة على البرلمان ومنع حدوث صدام بين صلاحيات الرئيس والبرلمان.

وقال ﻠ"إيلاف": "إن ترشح الفلول والسلفيين ورجال الأعمال وتحكم المال السياسي كانوا سببًا كافيًا لعزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وقد حذرنا الرئيس السيسي من خطورة ذلك على شعبيته ومستقبل تواجده في السلطة ولكن لم يستمع أحد لتلك النداءات".

مشيرًا إلى أن استمرار عزوف الناخبين عن التصويت في البرلمان يشكك في دستورية البرلمان القادم، ويعطي مؤشرًا بأن 70% من الشعب غير راضٍ على أداء الحكومة والدولة في ما يخص الشأن الداخلي.