كانت حركة بيغيدا نائمة لأشهر عدة، ثم ما لبثت أن عادت إلى المشهد الألماني بثقة أكبر وبعدائية أكثر من أي وقت مضى، ويخشى مسؤولون من المقبل من الأيام.&&
يقول احد الناشطين في حركة بيغيدا: "لست نازيًا. انا اعرف الزنوج واعرف الكباب التركي، ولكني اريد السلام والهدوء وحقوقي كألماني".& ويشير أحدهم الى مجموعة شباب ويقول: "هؤلاء ليسوا نازيين. هؤلاء شباب حوّلهم النظام الى ما هم عليه الان".
&
فيما قال آخر: "سيكون علينا الدفاع عن انفسنا امام هؤلاء الكناكن (كلمة المانية تستخدم لوصف سكان جنوب اوربا والشرق الاوسط).&بهذه الاقتباسات بدأت شبيغل اونلاين تقريرها عما وصفته بمخاطر الحركات اليمينية الرافضة للاجئين في المانيا، ومنها الحركة المعروفة باسم بيغيدا Pegida مختصر "تجمع الاوروبيين الوطنيين ضد اسلمة الغرب".&
&
غزاة
&
تتوارد انباء عن قيام سكان محليين بنصب حواجز في الطرق المؤدية الى مخيمات لاجئين تم انشاؤها في عدد من المناطق، منها في مدينة شيمنتز في ولاية ساكسوني الشرقية.&الاربعاء الماضي، سار اكثر من الف شخص بصمت تحت المطر في هذه المنطقة، وعلى الجدران نقرأ عبارات مثل "احموا وطننا"، فيما أكد أحدهم عبر مكبر الصوت "بان المقاومة ستستمر قدر ما يحتاج الامر".
&
كانت حركة بيغيدا قد اختفت كليًا لاشهر عدة،&ويعزو مراقبون فتور حركتها الى مشاكل وقعت بين مؤسسيها، ثم لاستقالة زعيمها لوتز باتشمان، إثر نشر صورة له وهو في زي هتلر. ولكن الحركة تعود الان بقوة اكبر وعادت مسيرات الاحتجاج الى الشوارع من جديد لوقف ما تصفه الحركة بـ "دفق الغزاة".&
&
قرن القول بالفعل
&
لكن الاحتجاجات الجديدة ليست سلمية تماما، وهناك اشارات الى ان الحركة تتوجه نحو تطرف اكبر.&فيوم الاثنين، آلاف من بيغيدا هبطوا الى شوارع درزدن، وهم يرددون هتافات مثل "رحلوهم، رحلوهم"، "نحن الشعب"، "ميركل يجب ان ترحل".
&
وفي احدى اللافتات نشاهد ميركل في شكل الام تيريزا، وتحت الصورة عنوان "الأم تيروريزيا" (الكلمة مشتقة من كلمة ارهاب باللغات الاوروبية). وهناك لافتات اخرى نقرأ عليها "تكرهون المانيا"، "مافيا اللجوء"، و"قطيع السياسة" في اشارة الى نائب المستشارة سيغمار غابرييل، الذي ادان أخيرًا وبقوة المتظاهرين اليمينيين الرافضين لوجود اللاجئين.&
&
ورفع احد المتظاهرين شكلاً يمثل مشنقة، مع اشارة الى انها محجوزة لميركل وغابرييل. ووصف احد مؤسسي بيغيدا، واسمه باشمان، وصف الحكومة الالمانية في كلمة القاها بالقول "الدكتاتورية في برلين".
ويوم الثلاثاء، قال متحدث باسم مكتب النائب العام في درزدن إنه تم فتح تحقيق ضد مجهولين ردًا على شكل المشنقة بتهمة خلخلة السلام العام من خلال التحريض على سلوك اجرامي. وقال المتحدث في مقابلة إذاعية "من شأن هذا ان يوضح ان هناك حدودًا لحق التجمع وحرية التعبير".&
&
ويبدو ان بيغيدا تستفيد حاليا من جو متذبذب خلقه النقاش بشأن اللاجئين في المانيا. فهذه القضية لا تقتصر على الشارع فحسب، بل يتداولها السياسيون انفسهم حتى داخل حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي"، وهو ما يشجع بيغيدا على ان تكون اكثر تطرفًا.&
&
أخطر امرأة
&
وقالت تاتيانا فيسترلنغ وهي مرشحة تمثل حركة بيغيدا وكانت قد حصلت على 10٪ من الاصوات في انتخابات عمدة مدينة درزدن في حزيران/يونيو الماضي، قالت أخيرا في احدى المظاهرات "نحن أصلا في حالة حرب". ويوم الاثنين وصفت ميركل بكونها "اخطر امرأة في اوروبا" ودعت الى انفصال ولاية سكسونيا عن المانيا.
&
ويقول استاذ العلوم السياسية هانز فورلاندر، وهو من درزدن، إن حركة بيغيدا بدأت كحركة غضب، ولكنها وضعت لنفسها الان اهدافًا محددة، وهي قضية اللاجئين والمستشارة ميركل.
ويعتقد الخبير أن الكلام الصادر عن الحركة تجاوز الحدود.&
&
اعتداء على الصحافة
&
كان اعضاء بيغيدا يصفون الاعلام في البداية "بالاعلام الكذاب"، ثم أخذوا بعدها يعتدون جسديًا على الصحافيين. فقبل اسبوعين، هاجم مؤيدو بيغيدا صحافيين في (MDR) و (Dresdner Neuesten Nachrichtennewspaper) ووجهوا لكمات إلى أحد الصحافيين في وجهه.&
&
وقال مسؤولون في (MDR) وهي الاذاعة العامة لمنطقة سكسونيا إن الصحافيين العاملين فيها يتعرضون الى اهانات والى تخريب ممتلكاتهم والى اعتداءات جسدية على يد مؤيدين لبيغيدا، ولاحظوا ان عدد هذه الحوادث في ازدياد. المسؤولون وصفوا ما يحدث بأنه "تجربة جديدة".&
&
دعوة للتمرد
وجه يورغن ايلساسر وهو كاتب يميني دعوة عن طريق مجلة يمينية هي "كومباكت" الى القوات الالمانية المسلحة للتمرد على الحكومة. وقال "في مثل هذا الوضع، سيكون عليكم انتم، جنود بوندرسوير، تنفيذ قسمكم وحماية الشعب الالماني والنظام الليبرالي والديمقراطي! احتلوا المواقع الحدودية، لاسيما محطات القطار الحدودية، واغلقوا كل المعابر خاصة من الجنوب. ولا تنتظروا اوامر من فوق!".&
&
واقل ما يقال هنا هو ان الحركة تعمل على التحريض، حسب قول استاذ العلوم السياسية فورلاندر، واضاف ان بيغيدا تمهد لاسلوب اكثر تطرفا. وفي تقرير عن الوضع الحالي، لاحظ مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي وهو رديف مكتب التحقيق الفيدرالي في الولايات المتحدة، ان بيغيدا تمارس التحريض.&
&
وكان المكتب قد سجل خلال الاشهر التسعة الاولى من هذا العام اكثر من&400 اعتداء على لاجئين وعلى أماكن سكنهم. وخلال كل عام 2014، كان هناك&200 اعتداء فقط.&ويبدو ان بيغيدا ما عادت تكتفي بالكلام بل تنتقل الى الافعال، كما تدل مبادرتها الخاصة بإعادة بناء الحدود التي اعلنت عنها في تشرين الاول/اكتوبر في مدينة سيبنتز في سكسونيا، وهو مكان شهد ايضا تظاهرات ضد اللاجئين. وهناك المئات من مؤيدي "تسييج المانيا بالاسلاك الشائكة" ممن اعلنوا على فايسبوك يوم انهم سيقومون بأنفسهم بنشر الاسلاك الشائكة في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل علما أن الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر، هو اليوم نفسه الذي نفذ فيه ادولف هتلر محاولته الانقلابية في عام 1923.&
&
الحركة تنتشر
&
مايكل فييهمان كان يعمل بائعا في سوبرماركت سابقا، وقد قام بتأسيس فرع لبيغيدا في غرب المانيا، وقد عرف ايضا بمشاركته في مظاهرات ضد السلفيين في السابق ورفعت عليه دعوى قضائية بعد ان نشر خطبة كراهية على الانترنت حرض فيها ضد اليهود، وقال إن "ثورة ستقوم قريبا، وكل السياسيين الالمان ستضرب جماجمهم". &
&
وينظر مسؤولون الان في مدى العلاقات والروابط بين بيغيدا واليمين الالماني المتطرف وحركة النازيين الجدد. وقال احد كبار الموظفين في الامن الالماني "هناك امور ستحدث وعلينا العمل على منع حدوثها".&
&
التعليقات