كشفت صحيفة "الأندبندنت" البريطانية عن وجود تخوف من انتشار مرض الكوليرا عالميًا بعد ظهور حالات في سوريا والعراق حصدت أرواحًا عدة، ونحت بمنظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر في هذين البلدين اللذين يلجأ أبناؤهما هربًا إلى أوروبا وكل بقاع الأرض بحثًا عن أمان ومصدر رزق.
إيلاف - متابعة: ذكرت الصحيفة في تقرير لها اليوم حول هذا الموضوع إن "الكوليرا انتشرت في سوريا، وقد توفي طفل جراء الإصابة بهذا المرض، وهناك مخاوف من انتشاره عالميًا". ونقلت الصحيفة عن رئيس الجمعية الطبية الأميركية السورية د. أحمد تراكيجي قوله إن "مرض الكوليرا المنتشر في سوريا، بعد انتشاره في العراق، قد ينتشر بطريقة سريعة للغاية".
وأضاف تراكيجي أن "قلة الموارد الطبية في سوريا، قد تؤدي إلى سرعة انتشار الكوليرا داخل البلاد وخارجها وعلى الحدود". وقال إن "هناك أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري مسجلين، وحوالى 8 ملايين نازح سوري داخل البلاد، ومن المعروف أن الكوليرا تجد مكانًا خصبًا للانتشار بين النازحين واللاجئين".
وأشار إلى أنه "لا أحد يعرف عدد المصابين بمرض الكوليرا، لأن 80 في المئة من حاملي الفيروس لا تظهر عليهم أي أعراض". وأوضح أن "مرض الكوليرا الذي يصيب الأطفال في العادة يقتل بسرعة، إن لم يعالج بسرعة، وهو ينتشر من خلال المياه الملوثة"، مشيرًا إلى أن "هناك 1500 حالة إصابة بالكوليرا في العراق في الأسابيع الماضية، وقد توفي 6 منهم"، لافتًا الى أن "حملة تطعيم ضد الكوليرا ستبدأ في الأسبوع المقبل".
وكان مدير الإعلام في وزارة الصحة العراقية، أحمد الرديني، أعلن يوم الجمعة الماضي عن "تسجيل 73 إصابة جديدة بمرض الكوليرا في البلاد، ليرتفع اجمالي عدد المصابين إلى 2015 شخصًا في العراق".
وأكد الرديني أنه "بين الاصابات 42 حالة في محافظة الديوانية في جنوب العراق"، مشيرا إلى أن "وزارة الصحة تواصل اتخاذ الإجراءات الاحترازية للحيولة دون انتشار الوباء، وتعمل على مراقبة مياه الشرب وتعقيمها بمادتي الكلور والشبة، وتقوم أطقم الوزارة بزيارات إلى المدارس، وتواصل برامج التوعية الوقائية من المرض".
وفي ما يتعلق بإعلان منظمة الصحة العالمية عن إرسال 500 ألف مصل مضاد للكوليرا، شدد الرديني على "وصول 250 ألف وحدة من الأمصال، والتي ستشرع الوزارة بتوزيعها على مخيمات النازحين والأماكن الأكثر عرضة لتفشي الوباء، وفق دراسة ومعلومات وزارة الصحة العراقية".
في سوريا، توفي طفل في أحد مشافي مدينة حلب، نتيجة إصابته بإسهال حاد مرافق بجفاف وقصور كلوي وإقياء شديد، في العشرين من الشهر الجاري، بعد يومين من دخوله للمشفى، في «أول حالة اشتباه في أن يكون سبب الوفاة هو الإصابة بالكوليرا».
إذ أعلنت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة قسم الأمراض الوبائية في سوريا خلال نشرتها الصادرة، السبت، عن حالة الطفل «يشتبه في أن يكون مصاباً بالكوليرا، لأن الأعراض هي نفسها خاصة وفاة الطفل في غضون فترة وجيزة»، منوهة بأن «عدم وجود مخابر خاصة بالكشف عن الكوليرا في سوريا حال دون التأكد من الإصابة».
تعقيبًا على وفاة الطفل السوري المشتبه في إصابته بالكوليرا تحدث لـ ARA News الدكتور سمير عنتر، أخصائي بأمراض الهضم، قائلاً: «الأمراض الوبائية منتشرة بكثرة في حلب لكونها المدينة الوحيدة في سوريا التي لم تهدأ منذ بداية الأزمة، وبحسب ما نشرته الشبكة السورية للأمراض الوبائية فإن جميع الأعراض مطابقة تماماً لأعراض الكوليرا، وكان بإمكان القائمين على حالة الطفل التأكد عبر أخذ عينة مخبرية وإرسالها إلى خارج سوريا، حيث يوجد مخبر متخصص بالكشف عن الكوليرا، لأن الأمر ليس بالسهل، ولا يمكن اعتباره حالة عابرة».
الدكتور سمير لفت أيضاً إلى أن «سوريا تشهد حالة استنزاف للكوادر الطبية نتيجة الهجرة إلى خارج البلاد، والعقاقير الطبية غير متوافرة، إلا قلة من العيّنات، وإذا ما انتشر وباء الكوليرا سيتسبب بكارثة لا يمكن تفاديها بسهولة».
انتشرت في سوريا قبل فترة أمراض الكبد الوبائي والشلل وغيرها وهناك حالة من التفاقم الصحي نتيجة استهداف المتصارعين على الأرض السورية لدوائر الصحة وأيضاً لهجرة معظم الكوادر الطبية وتوقف شركات الأدوية عن الإنتاج.
&
&
التعليقات