طوت الحكومة البريطانية ملفاً شائكاً بقرارها وقف بناء أكبر مسجد في لندن من قبل جماعة التبليغ الإسلامية كان مخططاً له ليضم أكثر من 11 ألف مصلٍّ.& وكانت جماعة التبليغ&، بحسب موقع صحيفة ميرور البريطانية، وضعت مخططا لبناء ما يسمى بـ(Megamosque) في شرق لندن، بالقرب من الحديقة الأوليمبية.


نصر المجالي: يصل حجم المسجد حسب مخططه إلى ثلاثة أضعاف كاتدرائية القديس بولس في لندن، لكنّ المعارضين للمخطط ظلوا على الدوام يرفضون المشروع على اعتبار أنه سيعزز وجود جماعات متشددة، وقد يؤدي إلى زيادة التوتر في منطقة شرق لندن.

وتقوم "جماعة التبليغ" التي تضم ملايين الأعضاء خصوصاً في جنوب وجنوب شرقي آسيا، ومقرها الرئيس في باكستان، بمهمة نشر الدين الإسلامي في أنحاء العالم.

وأدى مشروع بناء المسجد إلى مشادات كبيرة بين جماعة التبليغ وحركات يمينية متطرفة في بريطانيا، حيث نشرت الجماعة الاسلامية فيديو على الموقع الإلكتروني الذي خصصته للمسجد، يحمل تهديدات ضمنية بالقتل لمن يعارض المشروع، في حين عملت الحركات اليمينية على الحشد على الإنترنت ضد مشروع المسجد الجديد.

وأشار تقرير لصحيفة (صنداي تلغراف) يوم الأحد، إلى أنه بعد رفض مجلس نيوهام خطة بناء المسجد في 2012، قدم مسؤولو جماعة التبليغ المشروع إلى مجلس الوزراء والذي رفضه بدوره نظرا للحساسية السياسية للمشروع.
وكانت جماعة تحاول الحصول على إذن من الحكومة منذ أكثر من 13 عاما، لكن في العام 2012 تم رفض المخطط بشكل رسمي من قبل أعضاء مجلس نيوهام المحلي الذي كان تلقى عريضة موقّعة من آلاف المواطنين يحتجون فيها على إقامة المسجد في منطقتهم.

وقالت الصحيفة إن قرار منع بناء المسجد اتخذ من جانب غريغ كلارك، وزير المجتمعات، لخشية وقوع انقسامات كبرى وستزداد سوءا في المجتمع المحلي عبر السنوات.

وعبر آلان كريغ، عضو مجلس نيوهام السابق، الذي قاد حملة ضد المخطط، عن سعادته، مؤكدا أنها أخبار جيدة بالنسبة له، وقال إنه على مدى نحو 10 سنوات ونصف حاولت جماعة التبليغ الحصول على الموافقة لبناء المسجد بكل الطرق، لكن في نهاية المطاف تم الرفض.

لهجة تحريضية

يشار إلى أن موقع (أنا المسلم) كان أصدر بياناً متشدد اللهجة العام 2007 في شأن مناهضة بناء المسجد في شرق لندن وفي الآتي نص ما كان الموقع كتبه تحت عنوان "جماعة التبليغ في لندن الآن على ثغر من ثغور الإسلام, فانصروها بما استطعتم"، وفيه لهجة تحريضية عدوانية ضد الجهات الرافضة للمشروع.

سيقوم الأخوة في الجماعة بإنشاء مسجد في لندن تقدر قيمته ب 100 مليون جنيه استرليني على الأقل وقد تصل إلى 300 مليون، الصالة الرئيسة تتسع لأكثر من 40000 مصل موزعة على ثلاثة طوابق، وسيكون بناؤه من طراز جديد قابل للتوسعة، وستحيط به مجموعة من البنايات التابعة له وهي عبارة عن :حديقة، مكتبة، مدرسة، صالة ألعاب رياضية ومساكن للضيوف القادمين من اماكن بعيدة.

أعداء الإسلام

ويضيف البيان أن الحاقدين يسمون المسجد بـ "المسجد الأولمبي" لأنه كبير جداً ولأنه بجانب المجمع الأولمبي في نيوهام- لندن، من المتوقع أن ينتهي بناؤه في 2012 إن شاء الله إن بدأ البناء هذا العام، و سيسميه الإخوة بـ"مركز لندن"، ولكن أعداء الإسلام لا يريدون بناء هذا المسجد، فها هم الصليبيون و اليهود يقاومون بكل قوتهم لمنع إصدار تصريح بناء هذا المسجد، و حكومتهم على وشك الإستجابة لهذه المطالب الحاقدة.

وخصص البيان رابطا للتصويت على بناء المسجد ونصرة "جماعة التبليغ"، وقال إن الجماعة وإن اختلفنا معهم، فهم إخواننا الذين يجب نصرتهم، فوالله فيهم الخير الكثير فلا تخذلوهم. ويدعو متابعيه للتصويت بـ"yes"، كما يدعو إلى نشر الموضوع مع الدعاء لجماعة التبليغ بالنصر والتمكين.

كما كان (المجلس الإسلامي البريطاني) وهو المظلة التي تعمل في إطارها مئات المنظمات الإسلامية في المملكة المتحدة، عن "جماعة التبليغ" واعتبر أن مشروعها لبناء المسجد كان ضحية "هستيريا" لا مبرر لها.

ويشار ختاماً، إلى أن صحيفة (التايمز) اللندنية، كانت نقلت في تقرير سابق لها أن جماعة إسلامية تُدعى "منهاج القرآن" التي تقدّم النصح للحكومة البريطانية في طريقة التصدي للتطرف في أوساط الشباب، رحّبت برفض خطط "جماعة التبليغ" لبناء المسجد على اعتبار أن مثل هذا العمل ـ أي بناء المسجد ـ يجب أن يكون نتيجة "جهد الجاليات الاسلامية ككل وليس جماعة واحدة لها ارتباطات بمتطرفين"، في إشارة على ما يبدو إلى ضلوع أشخاص كانوا ينتمون إلى "التبليغ" في عمليات عنف أو إرهاب خلال السنوات الماضية.