بكين: أعلنت الصين الجمعة رفضها النتائج التي ستتوصل اليها محكمة التحكيم الدائمة الدولية التي وافقت على النظر في بعض جوانب الخلاف القائم بين بكين ومانيلا حول جزر في بحر الصين الجنوبي.

وأعلنت محكمة التحكيم الدائمة الخميس صلاحيتها النظر في شكوى رفعتها الفيليبين حول ملكية الجزر المتنازع عليها. وتشدد مانيلا على ان اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي صادقت عليها كل من الفيليبين والصين، ينبغي أن تستخدم لتسوية النزاع.

وقالت المحكمة ان الخلاف يتعلق "بتفسير او تطبيق اتفاقية الامم المتحدة حول قانون البحار" واعتبرت في بيان انها "بمراجعتها الشكوى المقدمة من الفيليبين فانها ترفض حجج" الصين بان "النزاع يدور حول السيادة على الجزر في جنوب بحر الصين وانه يتجاوز اختصاص المحكمة".

وقال ليو زنمين نائب وزير الخارجية الصيني خلال مؤتمر صحافي الجمعة "لن نشارك في هذه الاجراءات ولن نقبل الخلاصات التي يتم التوصل اليها". واعلنت الصين مرارا رفضها المشاركة في الإجراءات، بحجة ان المحكمة، ومقرها لاهاي، غير مختصة للنظر في القضية.

وقال ليو ان "الفيليبين طلبت هذا التحكيم دون موافقة الصين، هذا اجراء لا ينم عن حسن نية، مانيلا لم تلجأ لذلك لحل الخلاف بيننا انما لرفض حقوق الصين" في المياه الدولية. واضاف "قرار المحكمة (بشأن اختصاصها) او نتائج التحكيم لن تغير موقفنا او تؤثر على السيادة والولاية الجغرافية للصين في المنطقة".

في 2012، وبعد ان كاد يحدث تصادم بين البحرية الصينية والفيليبينية، سيطرت الصين على منطقة غنية بالاسماك في المنطقة الاقتصادية الحصرية للفيليبين. وتصر بكين على حقوقها السيادية على القسم الاكبر من بحر الصين الجنوبي، وهو ممر مائي استراتيجي يعبر خلاله قرابة ثلث تجارة النفط العالمية.

والمنطقة البحرية المتنازع عليها، وتطالب بالسيادة على اجزاء منها فيتنام وماليزيا والفيليبين وسلطنة بروناي، أصبحت ساحة صراع من أجل الهيمنة الإقليمية بين بكين وواشنطن، أكبر القوى الاقتصادية والعسكرية في العالم.

والثلاثاء، عبرت المدمرة الاميركية "يو اس اس لاسن" على مسافة تقل عن 12 ميلا بحريا من الجزر الاصطناعية التي بنتها بكين في ارخبيل سبارتليز في جنوب بحر الصين. واثارت الخطوة استياء بكين التي استدعت السفير الاميركي وحذرت من ان الحكومة الصينية "ستدافع بحزم عن سيادة اراضيها ومصالحها البحرية".