لم تتهيب اليزابيث بيريش الموقف، بل تقدمت متطوعة لتكون "فأر تجارب"، في عملية تعديل جيني تتيح العيش إلى الأبد.


ساره الشمالي من دبي: بدأ علماء الوراثة قبل شهر تجربة علمية فريدة؛ فقد حقنوا في وريد الأميركية اليزابيث بيريش مواد جينية محدّثة، لدسّها في خلايا جسم هذه لمرأة، كي تُحافظ على شبابها، بناءً على رغبتها الشخصية.

لم تقلق

ينوي العلماء من وراء هذه التجربة التوصل إلى علاج يُديم الشباب، وبذلك تكون بيريش أول امرأة في العالم معدلة جينيًا لتحافظ على جمالها الأبدي، في ما يشبه أكسير الحياة الذي يسعى إليه العلماء منذ فجر التاريخ.

يقول خبراء إن هذه العملية تجرب على جسم إنسان لأول مرة، وربما تسبب ظهور أعراض جانبية غير معروفة بعد، وهذا ما يقلقهم جدًا، لكنه يبدو أنه لم يقلق بيريش.

فكل شيء يهون "على شان خاطر أحلى عيون" إلى الأبد!
وردّت بيريش على أسئلة الصحافيين، فقالت إنها مستعدة لمواجهة كل ما قد يترتب على هذه العملية التجريبية من أعراض جانبية، "ففي جميع الأحوال، إن لم أشارك في هذه التجربة، فأموت من أحد أمراض الشيخوخة، وإن نجحت التجربة فإنها ستساعد على إنقاذ حياة الملايين، وسأبقى شابة وجميلة دائمًا".

وقالت بيريش إن أقاربها وأصدقاءها وقفوا إلى جانبها حين قررت الخضوع لهذه العملية التجريبية، واضافت: "المسنّون في تكاثر، وهؤلاء يمكنهم أن يكونوا أصحاء وأقوياء وقادرين على الاعتناء بأنفسهم بدلًا من الرقود في دور العجزة واستخدام كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة".

عمري 500 عام!

وفي أثناء حلقة نقاشية موسعة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أقيمت أخيرًا وحضرها علماء مختصون في التكنولوجيا والعلوم الحيوية، أجمع الحاضرون على أن تحويل الخيال العلمي إلى حقيقة ربما يصبح ممكنًا في خلال السنوات والعقود المقبلة، إلا أن الأثرياء وحدهم يستفيدون منه، بسبب تكلفته العالية.

بحسب الخبراء، اذا استطاعوا بوسيلة ما منع خلايا جسم الإنسان من الموت، أو حتى اطالة عمرها، فهذا يعني أن الطريق إلى الخلود مفتوحة، ولو أنها محفوفة بالمخاطر.

ويحذر العلماء من أن التوصل إلى تكنولوجيا تطيل عمر البشر أو تخلّدهم سيؤدي إلى انقسام في المجتمعات، لأن التكنولوجيا متوافرة بمتناول من يملكون ما يكفي من المال لشرائها.

وكان بيل ماريس، رئيس الاستثمارات في غوغل، قال أخيرًا إن مد حياة الإنسان 500 عام بات أمرًا ممكنًا، وذلك بعدما وضعت شركة "غوغل" بتصرفه نصف مليار دولار لاستثمارها في شركات تعالج الشيخوخة وتُطيل عمر الإنسان.

تجارب معرفية

بعد أشهر عدة من الضجة التي أحدثها علماء صينيون على المستوى الدولي عندما أعلنوا في نيسان (أبريل) انهم قاموا بتعديل جيني للأجنة البشرية، طلبت كاثي نياكان، الباحثة في الخلايا الجذعية في معهد فرانسيس كريك في لندن، من السلطات المعنية بالرقابة على الخصوبة في الحكومة البريطانية الترخيص لها باجراء مثل هذه التجارب.

وقالت نياكان، في طلبها لهيئة الاخصاب والأجنة البشرية، إنها لا تعتزم اجراء تعديل جيني للأجنة البشرية لاستخدامها في مجال التكاثر لدى الانسان، لكنها تهدف الى تعميق الفهم العلمي لكيفية النمو السليم للأجنة البشرية.

ويدور اليوم جدلٌ في الأوساط العلمية العالمية بشأن احتمال الاستعانة مستقبلًا بتقنية جينية تتيح تعديل أي جينة، بما في ذلك ما يوجد في الأجنة البشرية. تسمح هذه التقنية للعلماء رصد وتعديل او تغيير التشوهات الجينية، بينما يقول المنتقدون إن بإمكانها ايضا استيلاد أطفال "بحسب الطلب".