&

لشبونة: باتت ايام حكومة الاقلية اليمينية البرتغالية معدودة بعد الاتفاق، الذي توصلت اليه احزاب اليسار الجمعة، ومن شأنه ان يمهد الطريق امام تشكيل ائتلاف غير مسبوق مصمم على تولي قيادة البلاد وطي صفحة التقشف.

ويثير احتمال وصول حكومة اشتراكية بقيادة "كتلة اليسار" القريب من حزب سيريزا الحاكم في اليونان، والحزب الشيوعي الدوغماتي جدا قلقا في اوروبا، وان كان زعيم الحزب الاشتراكي انطونيو كوستا اكد ان "البرتغال ستحترم تعهداتها الدولية".

وفي مؤشر الى قلق المستثمرين، بدأت معدلات الفائدة على الاقراض في البرتغال ترتفع بعد الانتخابات التشريعية، التي جرت في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر. وقد ارتفعت من 2,29 بالمئة الى 2,68 بالمئة لمهلة عشر سنوات. واعلن حزب كتلة اليسار والحزب الشيوعي الواحد تلو الآخر التوصل الى اتفاقات مع الحزب الاشتراكي تسمح باسقاط السلطة اليمينية وتشكيل حكومة "بديلة".

هذه الاحزاب الثلاثة مع حزب دعاة حماية البيئة (الخضر) تشغل 122 من مقاعد البرلمان، البالغ عددهما 230، اي اكثر من الغالبية المطلوبة لرفض برنامج حكومة بدرو كويلو الثلاثاء والتسبب بذلك باستقالته.

- "سقوط الجدار" -
وقال كوستا مساء الجمعة "اسقطنا الجدار الذي كان يقسم اليسار البرتغالي (...) ويستبعد احزابا كانت تمثل حوالى مليون ناخب". من جهته، قال الحزب الشيوعي البرتغالي ان "الشروط توافرت لانهاء حكومة الائتلاف اليميني، والسماح بتشكيل حكومة للحزب الاشتراكي وتقديم برنامجها الانتخابي وتوليها مهامها".

واكد حزب كتلة اليسار الذي ولد في 1999 بتحالف حركات ماركسية وتروتسكية ان التحالف مع الاشتراكيين يهدف الى "الدفاع عن الوظيفة والاجور ورواتب التقاعد" بعد اربع سنوات من التقشف الذي طبقه اليمين.

ويشكل هذا التحالف سابقة منذ احلال الديموقراطية في البرتغال في 1974، ولم يكن واردا قبل بضعة اسابيع فقط بسبب الخلافات التاريخية بين الاشتراكيين واليسار المتطرف المعروف بتشكيكه في الوحدة الاوروبية.

لكن كوستا اكد ان الحزبين اليساريين مستعدان لرفع معارضتهما للاتفاقية الاوروبية حول الميزانية، التي وقعت في 2012، ولمطلبهما اعادة التفاوض حول الدين العام الذي يشكل 130 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي. واعترف باسوس كويلو الجمعة للمرة الاولى بانه يمكن ان ينتقل قريبا الى صفوف المعارضة بعد الرفض المرجح لبرنامج حكومته.

وقال "ساكون حيث يجب ان اكون: في الحكومة وهي المكان الطبيعي لفائز في الانتخابات، او في المعارضة التي لن اكف عن تولي مسؤولياتي في صفوفها".

- معارضة داخل الحزب الاشتراكي -
وتعقد اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الاحد اجتماعا لاقرار الاتفاق مع الحزب الاشتراكي الذي سيعقد في اليوم نفسه اجتماعا للجنة السياسية فيه للغاية عينها. واذا قرر الحزب الاشتراكي رسميا الانضمام الى الحزبين اليساريين الاخرين للتصويت الثلاثاء ضد برنامج الحكومة الثلاثاء فستضطر الحكومة عندها الى الاستقالة.

وعندها سيضطر زعيم الحزب الاشتراكي انطونيو كوستا لمواجهة تيار معارض داخل حزبه بقيادة النائب الاوروبي فرانسيسكو اسيس الذي يعارض اي "تحالف لليسار" ويعتبره "خطأ تاريخيا".

وقد شارك 160 ناشطا مساء الجمعة في اجتماع لمنشقين تعهد خلاله اسيس بالامتناع عن دعوتهم الى "كسر نظام التصويت" حتى "لا تصبح البلاد غير قابلة للحكم". لكن الكلمة الاخيرة تعود الى الرئيس انيبال كافاكو سيلفا المحافظ المتحفظ على ان يعهد بالحكم لحكومة تدعمها احزاب في اليسار المتطرف.