بعد منعه من دخول بريطانيا لمدة عقد كامل، وصل رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الى لندن، ويعتقد البعض أن من الضروري الاستفادة من هذه الزيارة لتعميق العلاقات بين البلدين، لاسيما وان الجالية الهندية في بريطانيا من انجح الجاليات في العالم.

في بداية زيارته الى بريطانيا، ظهر رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي امام حشد من ستين الف شخص تقريبا في ملعب ويمبلي الجمعة، علمًا ان لندن هي العاصمة السابعة والعشرون التي يزورها وكان بينها نيويورك وسدني.

بعد هذا الظهور، سيقيم مودي مأدبة فيها اطعمة نباتية فقط في صالة بوبي مور، لاعب كرة القدم الانكليزي المشهور، ومن المفروض ان يحضرها العديد من الهنود البريطانيين الاغنياء ضمن الجالية الهندية في بريطانيا، والتي تتكون من 1.5 مليون شخص.&

سيقام ايضا احتفال بمهرجان ديوالي وهو عيد الانوار وستطلق الالعاب النارية ولكن هذا الاحتفال سيركز ايضا على النجاحات التي حققتها الجالية الهندية في الخارج.

ممنوع الدخول

هذا حدث مهم بالنسبة لمودي لأنه كان ممنوعًا من دخول بريطانيا لمدة عشر سنوات بعد اتهامه بالاخفاق في السيطرة على اعمال شغب استهدفت مسلمين في عام 2002 وادت الى مقتل 1000 شخص عندما كان رئيسًا لوزراء ولاية غوجارات في غرب الهند. وقد رفض مودي هذه الاتهامات بشكل متواصل.

ولكن سرعان ما بدأ العالم يحتفي بمودي بعد انتخابه في عام 2014 ، وذلك لاسباب عديدة منها فرص الاعمال الكبيرة التي تمثلها منطقة غرب الهند.&

ونقلت صاندي تايمز عن مودي قوله إن بريطانيا والهند "بلدان يتميزان بالقدرة على الابتكار ولهما اقتصاد ناشط وحيوي، ولذا فإن امامهما فرصًا كبيرة لبناء شراكات مزدهرة ومستديمة".

قلق على حقوق الانسان

ولكن العلاقة بالهند لا تقتصر على هذا فقط بل هناك مسألة حقوق الانسان واحترامها.

وفي ايجاز صحفي الاسبوع الماضي، رد وزير الخارجية فيليب هاموند على سؤال عما اذا كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ينوي التحدث عن التوترات العرقية وحقوق الانسان في الهند بالقول: "نحن نتحدث دائما عن قضايا ذات اهتمام مشترك.. انا واثق من أن رئيس الوزراء سيثير &القضايا التي اشرت اليها".

الجالية

ولكن مثل هذه النقاشات الحساسة واحتمال تنظيم تظاهرات ضد مودي لن تقلل من مشاعر الحماس التي رافقت زيارة مودي الى بريطانيا، والتي تستمر لمدة يومين بين افراد اضخم جالية هندية في العالم والاكثر ازدهارًا.

وافضل دليل على نجاح هذه الجالية هو أن القائمة التي وضعتها ساندي تايمز للاسر الغنية في بريطانيا تضمنت اسمي عائلتين هنديتين ضمن الاسر العشر الاوائل.&

الاسرة الاولى هي الاشقاء هندوجا وقد احتلت المرتبة الثانية بملكية قدرها 13 مليار باون والثانية هي اسرة لاكشمي ميتال التي تملك احدى اضخم شركات صناعة الستيل في بريطانيا، وجاء ترتيبها السابع في القائمة بملكية قدرها 9.2 ملايين باون.

وقال اللورد بيليموريا مؤسس شركة كوبرا بير الهندية في بريطانيا "وصل الهنود الى القمة في كل المجالات في بريطانيا، سواء في مجال الفنون او الرياضة او غيرها".

شخصيات بارزة

ومن هؤلاء الهنود البارزين، المخرجة السينمائية جورندا غادة التي تطرقت الى مسألة الاندماج في فيلم "اثنه مثل بيكهام"، وهي كوميدية درامية انتجته في عام 2002 عن فتاة من بنجاب يمنعها اهلها من ممارسة لعبة كرة القدم. وتعمل غادة الآن على اخراج فيلم عن آخر مندوب سامٍ في الهند، وهو اللورد ماونتباتن.

من الهنود البارزين الاخرين ديف باتل (25 عامًا) الذي مثل في فيلم "سلامدوغ مليونير".

هناك ايضا كاترينا كيف (23 عامًا) التي تتسلم اعلى اجر في بوليوود، وفنان الراب جي شون وفريدي ميركوري الذي ولد من ابوين من كوجارات في تنزانيا.&

هناك ايضًا سياسيون بريطانيون هنود بارزون، منهم بريتي باتيل وزيرة التوظيف، وكيث فاز مدير رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس العموم البريطاني.

المأدبة

لم يعلن حتى الان عن اسماء المدعوين للمأدبة ولكن من المؤكد ان يكون بينهم راجيش أغراوال (38 عاما) الذي وصل الى بريطانيا قبل اربعة عشر عامًا كخبير كومبيوتر بعد ان باع دراجته البخارية ليشتري ثمن الرحلة الى لندن. وبعد ذلك، اسس راشنال ايف ايكس وهو شركة تجارية لتصريف العملات سرعان ما ازدهرت لتصبح قيمتها الان عدة ملايين من الباونات.

وقال أغراوال إن الهنود الذين جاؤوا من البنجاب وغوجارات وشرق افريقيا بين الخمسينات والسبعينات نجحوا لانهم "بدأوا من الصفر وبذلوا جهودًا كبيرة ومارسوا اعمالاً امتنع كثيرون آخرون عن ممارستها".

امل

هذا ويأمل الكثيرون في ان تؤدي زيارة مودي الى تخفيف قوانين الهجرة التي ساهمت في خفض عدد الطلاب الهنود الذين يدرسون في الجامعات البريطانية بنسبة 49% منذ 2010.&

وقال ساروش زايوالا الذي جاء من مومبي في عام 1975 ليصبح بعد ذلك محاميًا مهمًا "عندما جئت كان معي ستون باونًا فقط.. هذا هو السبب وراء روعة انكلترا".&

وأكد زايوالا أن السياسيين البريطانيين لو عرفوا كيف يتعاملون مع زيارة مودي بشكل جيد فمن المؤكد انها سترسخ العلاقات بشكل كبير لان بريطانيا تواجه اليوم منافسة من شركاء اوروبيين آخرين".&