كشف النقاب في عمّان عن هوية مرتكب الهجوم المسلح في مركز تدريب أمني، هو النقيب (أمن) أنور السعد أبو زيد ويبلغ من العمر 28 عاماُ. وأعلنت عائلته أنها لن تدفنه حتى معرفة كامل تفاصيل الحادث.


نصر المجالي: اطمأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى صحة الجرحى الذين تعرضوا لإصابات نتيجة حادثة اطلاق نار في مركز التدريب الأمني، حيث زارهم وتفقد أحوالهم حيث يرقدون في مدينة الحسين الطبية.
&
وكان الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، شاركا يوم الاثنين، أسر وذوي ضحايا تفجيرات عمان الذكرى العاشرة.

ووضع الملك والملكة في حديقة شهداء عمان، إكليلا من الزهور على النصب التذكاري الذي أُقيم تخليدا لذكرى 57 شهيدا قضوا في التفجيرات الإرهابية التي وقعت في التاسع من تشرين الثاني عام 2005.

وقال الملك عبدالله الثاني في حديث مع أسر وذوي الضحايا والمصابين: "أعلم أن هذا اليوم صعب جدا عليكم، فما يعيشه العالم اليوم من مآسي الإرهاب، يذكرنا بما عايشتموه قبل عشر سنوات".

وأضاف: "أشكركم على المعنويات التي تتحلون بها، وتمنحونها لي ولكل الأردنيين والأردنيات، والشجاعة التي لمستها قبل عشر سنوات وما زلت ألمسها اليوم".

وأكد الملك "حينما نتكلم عن شجاعة الأردن والأردنيين، فلقد قدمتم الصورة التي نفتخر بها دوماً في هذا الوطن". وأعربت أسر وذوو الشهداء عن تقديرهم للفتة الملكية في الوقوف إلى جانبهم، في هذا اليوم، الذي يستذكرون فيه أعزاء عليهم من الشهداء الأبرياء الذين اغتالتهم يد الإرهاب، إثر التفجيرات التي استهدفت عددا من فنادق العاصمة.

هوية مطلق النار

وإلى ذلك، فإن الضابط مطلق النار يوم الاثنين الذي تم قتله من جانب قوات الأمن الأردنية كمساعد مدرب في مركز الملك عبدالله الثاني لتدريب الشرطة وهو منشأة تدرب قوات عراقية وفلسطينية تمولها الولايات المتحدة في بلدة الموقر على مشارف العاصمة عمّان، وهو من بلدة ريمون في محافظة جرش في وسط الأردن، وهو أب لطفلين عمرهما (4) سنوات وسنتان.

وكان أبو زيد أطلق النار في وقت مبكر من صباح الإثنين داخل المركز، الأمر الذي أدى إلى مقتل مدربين أميركيين وآخر جنوب أفريقي ومترجم أردني يدعى كمال ملكاوي الذي كان أصيب إصابة بالغة فارق الحياة على أثرها في المستشفى، وقتل أبو زيد خلال الهجوم برصاص أجهزة الأمن الأردنية، حيث كانت تقرير قالت إنه انتحر.

هجوم الفنادق

وتزامن الهجوم في الذكرى العاشرة للتفجيرات الانتحارية التي نفذها تنظيم (القاعدة) واستهدفت ثلاثة فنادق فاخرة في عمان ما أسفر عن مقتل العشرات في أسوأ هجوم في تاريخ الأردن.

والأردن حليف وثيق للولايات المتحدة وهو جزء من التحالف الذي تقوده واشنطن ويحاول هزيمة تنظيم (داعش) في سوريا والعراق.

وتستضيف المملكة عدة مئات من المدربين الأميركيين في إطار برنامج عسكري لتعزيز دفاعات الأردن ويشمل نشر مقاتلات من طراز إف16 تستخدم القواعد الجوية الأردنية في قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ويضم مركز التدريب الأمني عددا كبيرا من الجنسيات، حيث يتواجد فيه حاليا لغايات تدريبية 116 فلسطينياً و16 لبنانياً.

وقالت مصادر إن الضابط مطلق النار كان تقدم في وقت سابق بطلب إلى مديرية الأمن العام لإنهاء خدماته بهدف العمل في دولة خليجية، لكن طلبه قوبل بالرفض.

رفض دفن الجاني

وإلى ذلك، اعلنت عائلة الضابط، على لسان عمه النائب الأسبق سليمان السعد أنها سترفض دفن ابنها قبل معرفة التفاصيل ومجريات ما حصل والاسباب التي أدت الى وقوع الحادثة وتبادل إطلاق النار.

وقال النائب الأسبق في تصريحات لموقع (عمون) إنه يرفض وصف ابن شقيقه بأية أوصاف راديكالية. وقال "نحن كنا ولا زلنا وسطيين، وأنور كان يصلي كأي مسلم في هذا البلد، وعليه لا يجوز السؤال عن الوسطية والتطرف بناء على صلاته لان كل الشعب يصلي".

وتابع النائب الأسبق: "لم يدخل أنور إلى الأمن إلا بعد أن اجتاز الفحوصات المطلوبة بما فيها الاجراءات الامنية وشهادات حسن السير السلوك، وهو ليس ضابطاً عادياً بل رجل أمن وقائي يعني يدقق عليه مرتان".

قيم روحية

ولفت إلى أن ابن شقيقه رجل ملتزم ويعلم قيمة الروح، ومن هذا المنطلق نطالب الحكومة بمعرفة كافة التفاصيل التي تتسبب بحدوث الواقعة، وتابع "ربما حدث شيء ما ..لا نستطيع أن نثبت او ننفي اي شيء".

وأشار السعد إلى أن أنور "انسان خلوق ومحترم وامين وقلّد اكثر من مرة ، ويثقون فيه ثقه مطلقة وهو مختار بعناية وعلينا هنا أن نبحث عن الاسباب".

وعن تواصل الجهات الرسمية معهم كعائلة قال السعد "لم يتصل بنا احد، وانا اتصلت بنائب مدير الامن العام وابلغني ان انور ( طخ حاله).. وقد قلت له انه من الواضح انكم لا تقفون مع ابناء مؤسستكم"، منوها بأن الحكومة اعلنت بعد ذلك على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة أنه قتل في تبادل لإطلاق النار.