بوينوس ايرس: يختار الارجنتينيون اليوم الاحد رئيسهم المقبل بين ماوريسيو ماكري الليبرالي ودانيال سكيولي البيروني المعتدل في اقتراع تاريخي يضع حدا لاثني عشر عاما من حكم نستور (2003-2007) وكريستينا كيرشنر منذ 2007.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الثامنة (11,00 بتوقيت غرينتش) على ان ينتهي التصويت عند الساعة 18,00 (23,00 ت غ) ليبدأ صدور اولى التقديرات تباعا.

واستطلاعات الراي التي كانت تعتبر سكيولي المرشح الاوفر حظا في الانتخابات الرئاسية، باتت الان تشير الى تقدم واضح لماوريسيو ماكري رئيس بلدية بوينس ايرس منذ 2007 والرئيس السابق لنادي كرة القدم بوكا جونيورز.

وهي المرة الاولى منذ ادخال نظام التعادل عند عدم حصول اي من المرشحين على الغالبية المطلوبة في القانون الانتخابي قبل 40 عاما يتقرر فيها انتخاب رئيس في الدورة الثانية.

واحدث ماوريسيو ماكري المرشح المفضل لدى الاسواق المفاجأة في 25 تشرين الاول/اكتوبر اثناء الدورة الاولى. ففيما كان حزبه يتوقع تأخره بسبع نقاط عن دانيال سكيولي اي ما يعني تنظيم دورة ثانية، جاءت نتيجة صناديق الاقتراع اكثر ايجابية بالنسبة له مع 37% من الاصوات لسكيولي و34% لماكري.

وقد عرف ماكري كيف يستفيد من استنزاف السلطة بعد 12 عاما من حكم آل كيرشنر لبناء ائتلاف واسع "كامبييموس" (لنغير) حول حزبه اليميني "الاقتراح الجمهوري" الذي يضم خصوصا الاتحاد المدني الراديكالي (وسط يسار) وهو حزب تاريخي في الارجنتين لكنه في تراجع كبير.

وفي بلد تناوب فيه البيرونيون والراديكاليون في الاتحاد المدني على السلطة مع الدكتاتوريات العسكرية سيؤدي فوز ائتلاف رئيس بلدية بوينس ايريس الى وصول حزب صغير تأسس قبل عشر سنوات فقط الى الحكم.

التغيير والاستمرارية

في وقت اشتد فيه الاستقطاب السياسي في الارجنتين بين المؤيدين لكيرشنر والمناهضين لها حتى وسط الاسر، قال ماكري في خطابه الاخير في الحملة الانتخابية "انها مرحلة رائعة. اريد ان تعلموا انني هنا للاستماع اليكم. لن نتنازع بعد الان".

وماكري (56 عاما) هو نجل رجل الاعمال النافذ فرانكو ماكري الايطالي الاصل الذي جمع ثروة في الارجنتين.

اما دانيال سكيولي النائب والوزير ونائب الرئيس نستور كيرشنر سابقا فهو حاكم ولاية بوينس ايرس الكبرى في البلاد مع تعداد سكاني يبلغ 16 مليون نسمة، ويعتبر وجها نافذا في التيار البيروني الذي هيمن على الحياة السياسية منذ بداياته قبل سبعين عاما.

وقال سكيولي محذرا ان "البلاد تحت تهديد الاحتيال مع كلمة +التغيير+". لكنه اشاد كثيرا بسياسات الرئيسين كيرشنر لذلك اعتبر رجل الاستمرارية.

وطوال حملته تبنى دانيال سكيولي خطاب كيرشنر الايديولوجي لضمان الارث الانتخابي قبل ان يتنصل من ادارة كيرشنر والانتقال الى الهجوم في اعقاب الدورة الاولى. وهو رد فعل ربما جاء متأخرا جدا ليكون له وقع في صناديق الاقتراع.

اما سكيولي فقد شدد لهجته حيال ماكري واعتبره "مدعي" الاحياء الراقية في بوينس ايرس كما اتهمه بانه يروج ل"الرأسمالية العشوائية" مثل الذي حكم الارجنتين في تسعينات القرن الماضي وقاد البلاد الى الازمة الاقتصادية في 2001 و2002.

واشار استطلاع للراي اجرته مؤسسة "مانجمنت اند فيت"& من الاثنين الى الاربعاء الى نحو 12% من المترددين و7% من الناخبين المحتمل ان يغيروا تصويتهم. ونتيجة التصويت في الدورة الثانية تشير الى 55% لماكري و45% لسكيولي.

واعتبرت مديرة المؤسسة مارييل فورنوني "ان كل شيء يدل على ان الانتخاب سيكون لماكري، انه من الصعب التعويض عن تأخير كهذا".

والرئيس الجديد الذي سيتولى مهامه في العاشر من كانون الاول/ديسمبر ستلقى على عاتقه مهمة انهاض اقتصاد البلد الاميركي الجنوبي الذي وصل الى حافة الانكماش بعد عشر سنوات من النمو القوي.

.