أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن القضية الفلسطينية لازالت تشكل جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وما لم يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لها، يفضي إلى تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


نصر المجالي: قال الملك عبدالله الثاني إن المنطقة ستظل تعاني من غياب الأمن والاستقرار، وترزح تحت وطأة العنف والتطرف والإرهاب الذي يهددنا جميعا.

وأضاف في رسالة وجهها إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف فودي سيك، "إن الجهود المخلصة والدؤوبة، التي تبذلها لجنتكم الموقرة، منذ سنوات طويلة، كان لها أكبر الأثر في حشد الدعم الدولي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على حجم المأساة التي يواجهها، وما لحقه من ظلم واضطهاد، وكذلك المعاناة الإنسانية التي يمر بها".

الاعتداءات الإسرائيلية

وأكد العاهل الهاشمي في الرسالة التي تأتي بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تنظمه الأمم المتحدة هذا الأسبوع، "إن ما نشهده من انتهاكات واعتداءات إسرائيلية مستمرة على المسجد الأقصى/ الحرم الشريف، ومحاولات لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس، تهدد بإفشال مساعي إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مؤكداً "أن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس خط أحمر للمملكة الأردنية الهاشمية لن يسمح بتجاوزه، حيث سنستمر بالقيام بمسؤولياتنا الدينية والتاريخية تجاه كامل المسجد الأقصى/ الحرم الشريف بمنتهى الالتزام والجدية".

رد مجلس لأمة

وعلى صعيد آخر، رفع مجلس الأمة، اليوم الأحد، رده على خطاب العرش الذي القاه الملك عبدالله الثاني بإلقائه في الخامس عشر من الشهر الحالي، إيذانا بافتتاح أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة السابع عشر.

وقال رئيس مجلس الأعيان، فيصل عاكف الفايز، في رد المجلس على خطاب العرش، والذي ألقاه في قاعة العرش في قصر رغدان العامر، "إن خُطبة العرش، التي افتتحتم بها أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة السابع عشر، كانت عميقة المضامين، واضحة الرؤى، ترسم معالم الطريق لأردنٍ آمن مزدهر، حيث تمكن هذا الحمى بفضل قيادتكم الحكيمة، من تحويل التحديات إلى فرص، والصعوبات إلى نجاحات".

من جانبه، قال رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، في رد المجلس على خطاب العرش، "إن افتتاح جلالتكم للدورة العادية الثالثة لمجلس النواب السابع عشر يأتي ليؤكد حرصكم على سلامة مسيرتنا الديمقراطية وترسيخ قيمها وتعميق جذورها وفتح الآفاق أمامها لترتقي للمستوى الذي يليق بشعبنا وطموحاته في المشاركة والتنمية".

وفد كندي

وإلى ذلك، دعا العاهل الأردني خلال استقباله، الأحد، وفدا وزاريا كنديا، المجتمع الدولي لدعم لجهود الأردن في تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

وتناول الملك خلال لقائه الوفد الكندي الذي ضم وزير الدفاع، هارجيت ساجان، ووزير الهجرة واللاجئين والجنسية، جون ماكلوم، ووزيرة الصحة جين فيلبوت، الأعباء التي يتحملها الأردن جراء استضافته 4ر1 مليون لاجيء سوري على أراضيه، وتقديم الخدمات الأساسية والإغاثية لهم.

وأعرب عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه الحكومة الكندية للمملكة، خصوصا في مجال استضافة اللاجئين السوريين، وبما يمكنها من الاستمرار في القيام بدورها الإنساني تجاههم.

التصدي للإرهاب

وتم خلال اللقاء، استعراض مجمل التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، خصوصا الجهود المبذولة للتصدي للإرهاب والتطرف، وضرورة التعامل مع هذا الخطر ضمن نهج تشاركي واستراتيجية شمولية.

كما جرى بحث سبل تعزيز العلاقات الأردنية الكندية، والبناء على نتائج زيارة جلالة الملك منتصف العام الحالي إلى كندا ولقائه كبار المسؤولين فيها، وبما يسهم في تمتين أواصر التعاون في مختلف المجالات.
من جهتم، أعرب الوزراء الكنديون عن تقدير بلدهم للعاهل الأردني قي تطوير العلاقات الأردنية الكندية، ودور الأردن، بقيادة جلالته، في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأشادوا بتعامل الأردن مع أزمة اللاجئين السوريين، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة، مؤكدين استمرار كندا في دعم الأردن لمساعدته في تحمل هذه الاعباء.

يشار إلى أن الحكومة الكندية أعلنت سابقا عن نيتها استقبال 25 ألف لاجىء سوري من الأردن ولبنان وتركيا، بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ومن اللاجئين المسجلين لدى حكومات هذه الدول.