يرى قراء "إيلاف" أن الطريق الأمثل للتصدي للإرهاب يمرّ عبر بابين: عسكري وديني. عسكري لمحاربة الإرهاب بالسيف الذي يحارب به، وديني لتوعية الشباب المسلم بحقيقة الدين الحنيف الذي شوّهه الارهاب.
إيلاف: بين ليلة وضحاها، صار تنظيم (داعش) مالئ الدنيا وشاغل الناس، بعد صولات في سورية والعراق هزم فيها كل من وقف بوجهه، وجولات من الاعدامات طالت عربًا وعجمًا.
تكتلت الدول أخيرًا في وجهه، بعد تحذيرات وتنبيهات، كان الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز سباقًا إلى إطلاقها، محذرًا الغرب من أن موجات التطرف العنيف لن توفر أوروبا ولا أميركا إن لم يبادر العالم إلى التحالف والوقوف في وجه هذا التنظيم، الذي صعد على أنقاض ما تبقى من تنظيم "القاعدة"، الذي استطاعت أميركا إعدام زعيمه أسامة بن لادن.
أربع إجابات
بعد عامين ونيف على بدء الحملة العسكرية بقيادة أميركية على مواقع التنظيم المتطرف في العراق وسوريا، يبدو أن الاستراتيجية المتبعة ليست بناجعة. لماذا؟ هل يسلك التحالف الطريق الخطأ في قتال الدواعش؟
وإذ سألت "إيلاف" قراءها عن الحل الأمثل للتصدي للارهاب، استجاب 2192 قارئًا من قرائها، توزعوا على أربع إجابات: رأى 40 في المئة من المشاركين (أي 882 قارئًا) أن الحل عسكري، بينما قال 29 في المئة (626 قارئًا) إن الحل ديني، و16 في المئة (356 قارئًا) إن الحل اقتصادي، و15 في المئة (328 قارئًا) إن الحل سياسي.
لا شك في أن الجميع على حق في جانب من الجوانب، خصوصًا أن المحللين يجمعون على أن الحملة العسكرية وحدها لا تستطيع اقتلاع التنظيم الارهابي من جذوره ومن بيئته الحاضنة، التي تتخذ من "الدين الاسلامي" غطاءً لممارسات أقل ما يُقال فيها إن الاسلام نزل لوقفها أيام كانت رائحة في الجاهلية.
لذا، يجمع المراقبون على أن واجب الحملة العسكرية أن تترافق مع حملة تثقيف ديني في أوساط المسلمين لقيادتهم نحو الاعتدال والوسطية، من خلال إدخال هذين المبدأين، الاعتدال والوسطية، في المناهج التربوية لتربية الشباب المسلم على نبذ التطرف، الذي ينبذه دينه في الأصل. وهذا هو الجانب الديني الذي يرى ثلث قراء "إيلاف" تقريبًا أنه حل ممكن لمسألة الارهاب. وحده الزمن يحكم على ذلك، خصوصًا أن هذا الحل لا يأتي بكبسة زر، بل يستغرق وقتًا.
رصاص واقتصاد
لا غنى عن الحرب... طبعًا. فنصف قراء "إيلاف" مقتنعون بأن هذا هو الحل الأمثل لمسألة الإرهاب الذي تسلل من وراء الحدود الشرق أوسطية لينال من دول أوروبية، آخرها كان فرنسا في هجمات كلفت الفرنسيين نحو 129 قتيلًا.
لكن السؤال التالي: هل تكفي الحرب الجوية التي أثبتت فشلها حتى اللحظة؟ ربما تسبق روسيا الحلف الغربي إلى نقل قوات برية إلى سورية ومهاجمة عقر دار داعش، لكن على الرغم من أن هذه الخطوة قد تكون ضرورية، إلا أن من المراقبين من يقول أيضًا إنها مغامرة ربما تشعل النار في العالم كله.
من قراء "إيلاف" من ينحو صوب الاقتصاد. ربما يساهم تجفيف منابع تمويل داعش وأخواته من المنظمات الارهابية في التقليل من خطرها الداهم، وفي نزع سلاح المال منها، هذا السلاح الضروري لدفع مرتبات مئات الآلاف من المقاتلين على طول رقعة "دولة الخلافة" التي قضمت سورية والعراق، ولتجنيد المجاهدين والمجاهدات، إن للقتال في "أرض الجهاد" أو في "بلاد الكفار"، وهو الوصف الذي تطلق دابق، مجلة داعش، على العالم كله، إلا دولة الخلافة.
أما الحل السياسي فنال المناصرين الأقل عددًا بين قراء "إيلاف". هذا ليس مستغربًا. فأي سياسة تقاد مع قتلة وقاطعي رؤوس وصالبي الشبان والمتاجرين بالسبايا كما الرقيق؟
التعليقات