أظهر تقرير نشرته وول ستريت جورنال أن إيران تمارس قرصنة الانترنت ضد مسؤولين اميركيين، وهو ما يطرح اسئلة عديدة عن اهداف مثل هذه الهجمات.&
لاميركا أعداء متطورون في مجال الانترنت وهم من الصين وروسيا غير أن إيران تمثل في هذا المجال خطرا يثير قلقا أكبر، حسب ما لاحظ تقرير لبزنس انسايد.&
&
والسبب هو ان القراصنة الايرانيين يريدون الحاق أضرار بالمؤسسات الاميركية وهم لا يستهدفونها لأغراض التجسس فقط.&
&
والان يبدو أن توسع النزاع في سوريا سيخلق فرصا اكبر للدخول في مواجهة مع ايران.
&
ولكن ما سيكون نوع المواجهة في الفضاء الالكتروني وإلى أي حد يمكن ان تصل هجمات ايران الالكترونية على الولايات المتحدة؟
&
عوامل
&
هناك عوامل عديدة تساعدنا على فهم مستقبل خطر إيراني إلكتروني محتمل: & &
&
القضية السورية: رغم تزايد تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، للبلدين تاريخ من النزاعات التي ما تزال تطفو الى السطح في مناطق عدة في الشرق الاوسط بضمنها سوريا والعراق وإسرائيل واليمن. &وليس من المتوقع أن تنتهي هذه النزاعات في المستقبل القريب.
&
دودة الكومبيوتر Stuxnet: ما تزال ايران تعتمد بشكل كبير على حلفائها وحتى على خصومها للحصول على التكنولوجيا التي تستخدمها ويشمل هذا بنى ارتكازية مهمة وانظمة الكومبيوتر وبرامجها.&
&
قضية شركة سوني: طالما عرضت الولايات المتحدة نقاط ضعفها في جلسات استماع في الكونغرس، وفي الصحف وقد تسلمت كوريا الشمالية وايران هذه الرسائل.&
&
هذه القضايا الثلاث رئيسية كي نفهم كيف ستستخدم ايران ما تملك من امكانيات لشن هجمات الكترونية على الولايات المتحدة علما ان الايرانيين يعرفون جيدا طبيعة ونوعية امن المعلومات في الولايات المتحدة إذ قرأوا رسائل الكترونية وراقبوا مؤتمرات تجري عبر دائرة الكترونية مغلقة ودرسوا نتائج اي هجوم الكتروني ليعرفوا كيف يؤثر ذلك على الولايات المتحدة (قضية شركة سوني والفيلم الذي انتجته عن كوريا الشمالية مثلا) وهم يعرفون جيدا ما الذي ينجح إذا تم تطبيقه وما الذي لا ينجح. &
&
والآن ما هو نوع الهجوم الالكتروني الذي قد تشنه إيران على الولايات المتحدة؟&
&
من المرجح ان تلتزم ايران الهدوء في الفترة الحالية ولكن قراصنتها سيدرسون امكانية اختراق الانظمة المالية والحكومية حيث يمكنهم سحب معلومات منها عبر باب خلفي دون الحاق ضرر فوري بهذه الانظمة والمواقع.&
&
وستفكر ايران، حالها في ذلك حال ايران وروسيا، على المستوى البعيد وإذا ما نشب صراع مستقبلي مع الولايات المتحدة فمن المؤكد انها ستريد ان تعرف أنها تملك قدرات الكترونية كافية لتستخدمها كقوة ردع او كي تهاجم العدو وتؤذيه.&
&
على الصعيد العسكري يسمى هذا "تحضير ميدان المعركة" غير انه سيوفر في الوقت نفسه معلومات مهمة بشأن النشاطات الاقتصادية والعسكرية.&
&
ولا يعني هذا توقف الهجمات لاحقا فمن الواضح ان الحكومة الايرانية ستستخدم اساليب الكترونية كوسيلة لتكثيف نشاطاتها الخاصة بجمع المعلومات كما لاحظنا ذلك في هجمات أخيرة استهدفت حسابات وزارة الخارجية الاميركية الالكترونية. ومن المرجح ان نشهد هجمات اخرى شبيهة بالشكل لتلك التي تشنها الصين وروسيا.&
&
هل ستسبب ايران انقطاعا في الطاقة الكهربائية؟&
&
سؤال اعتيادي يطرح على الدوام وهو هل يمكن لايران وقف عمل شبكات الكهرباء؟ والجواب هو "نعم إذا ما ارتكبت خطأ مميتا".&
&
الولايات المتحدة مشغولة حاليا بصياغة قوانين الفضاء الالكتروني وهو ما كان وراء الاتفاق الاخير بين الرئيس باراك اوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ.&
&
وتشمل هذه الضوابط عدم التعرض للبنى الارتكازية الحساسة. وهنا تعتقد الولايات المتحدة ان فرقا صينية وروسية وايرانية قد تظافر الجهود وتعمل بشكل مشترك للتسلل الى انظمة أميركية حساسة جدا وقد تلحق أضرارا بها دون علم. وهذا النوع من الاستهداف غير المسؤول قد يؤدي الى ما تسميه البحرية الاميركية &"رد الفعل الحركي".&
&
ايران ليست متطورة قدر تطور الولايات المتحدة او اعضاء آخرين في نادي الحرب الالكترونية، وبالتالي فستستخدم قدراتها الالكترونية بشكل مختلف. ومن المرجح ان تتبع طريق تجسس الكتروني ستراتيجي شبيه بالصين وبروسيا إلا اذا تغيرت العلاقة بين الولايات المتحدة وايران بشكل جذري.&
&
قد يشير محللون إلى الهجوم الالكتروني التخريبي الذي استهدف شركة آرامكو السعودية في عام 2012 باعتباره انموذجا على رغبة ايران في الحاق أضرار بالبنى الارتكازية الخاصة بالطاقة ولكن هذا الانموذج يظهر العكس في الواقع.&
&
فلو كان لايران الجرأة على مهاجمة الولايات المتحدة بهذه الطريقة لما كشفت عن هذه القدرات بهذه الطريقة ما يعني ان الهجوم على شركة ارامكو السعودية كان تحذيرا للولايات المتحدة وعرضا لقدرات ايران الالكترونية المتزايدة ولكنه كان ايضا هجوما على خصم اقليمي. & &
&
ومع ذلك، لا يعني ذلك عدم احتمال وقوع هجمات الكترونية عند نشوب نزاعات دبلوماسية مؤقتة غير ان مثل هذه الهجمات لن تنتهي بتدمير شبكة الكهرباء (إلا اذا اعتقدت ايران ان الحرب على وشك ان تقع بالفعل) بل ستكون محدودة بهجمات ذات مستوى متدني ولكن على اهداف مهمة.&
&
اهداف ايران هي مؤسسات قد لا يكون لها اهمية ستراتيجية ولكنها معروفة. امثلة قليلة على ذلك الهجمات على بنوك اميركية في 2012-2013 ثم الهجوم على حساب وكالة اسوشيتيد بريس على تويتر في عام 2013 ثم هجوم على سي ان ان وعلى التايم وواشنطن بوست في عام 2013.&
&
هذا الاسلوب سيسمح لايران بالحصول لنفسها على أكبر قدر من الدعاية مقابل هجمات صغيرة نسبيا وذلك بفضل التغطية الصحفية الواسعة لها.&
&
من سيستفيد من القرصنة الايرانية؟&
&
إيران تدعم حماس منذ زمن بعيد ولحماس فريق الكتروني صغير ولا يمكن له حماية نفسه من الجيش الاسرائيلي المتطور والخبير والمقتدر وجهازه الاستخباري.&
&
ولكن هنا يأتي دور القدرات الايرانية وما سيحدث هو التالي: الولايات المتحدة والصين وروسيا أكثر تطورا من ايران ولكن قدرات الاخيرة تقارب قدرات اسرائيل، ولايران القدرة على استهداف اسرائيل بطرق عديدة منها خلخلة منظمات الاخبار والنظام المالي والبنى التحتية الخاصة بالطاقة وحتى خلخلة مجال الاتصالات في الجيش ومجالات اخرى. &
&
من إيران
&
في المستقبل، لو شاهدنا هجمات الكترونية يقال إنها تأتي من فلسطين ضد مؤسسات اسرائيلية مهمة، فمن الارجح انها من عمل مجموعات ايرانية. ومن المتوقع ان تتزايد هذه الهجمات وأن تتكثف &على مدى السنوات المقبلة وقد تنجز نسخة اسرائيلية من قضية قرصنة شركة سوني.&
&
وبدلا من ان نسأل الى أي مدى ستذهب ايران لمهاجمة الولايات المتحدة الكترونيا علينا ان نسأل: الى اي حد ستصل في مهاجمة جيرانها الكترونيا؟&
&
هدف السياسة الخارجية الايرانية الرئيسي هو ان تكون قوة مهيمنة في الشرق الاوسط. وفي اطار هذا الهدف، يجب ان نتوقع منها تطوير قدراتها الالكترونية لمضايقة خصومها الاقليميين وترهيبهم وخلخلة انظمتهم مثل اسرائيل ولكن الامر يشمل ايضا السعودية والاردن.&
&
ماذا يمنع الايرانيين؟&
&
اولا وأهم شئ هو ان الايرانيين لن يفعلوا اي شئ يمكن ان يؤثر على اتفاقهم النووي مع الغرب. اضف الى ذلك ان ايران ليست كوريا الشمالية القادرة على شن هجوم الكتروني دون خوف من رد مشابه.&
&
ايران تدرك تماما انها ما تزال تعتمد على حلفائها مثل روسيا او على شركات اميركية واوربية بشكل غير مباشر في العديد من الحالات وقدر تعلق الامر بقضايا الدفاع (غير العسكرية) في الفضاء الالكتروني.&
&
حادث Stuxnet في عام 2010 عندما نجح فيروس صنعته اسرائيل والولايات المتحدة باقتحام برنامج ايران النووي، كان مجرد تنبيه اولي للحكومة الايرانية التي بدأت تدرك نقص قدراتها في المجال الالكتروني. وحتى لو ان ايران تمكنت من استثمار الكثير لتطوير هذه القدرات فإنها ما تزال غير قادرة على ايجاد حلول دفاعية لاستبدال اجهزتها وانظمتها التي طورتها بلدان لا تستطيع طهران ان تثق بهم.&
التعليقات