اتّهم العبادي تركيا بشراء النفط من تنظيم "داعش" وكذّب تصريحات مسؤوليها بإبلاغ بلاده بدخول قواتها إلى الاراضي العراقية الذي اعتبره انتهاكًا لسيادة العراق داعيًا إلى سحبها.. فيما بحث ومعصوم مع وزير الخارجية الالماني التنسيق لمواجهة التنظيم.
لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الاثنين مع وزير خارجية المانيا الاتحادية فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق له تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات والحرب على تنظيم " داعش" والاوضاع في المنطقة. وأشار إلى أنّ الارهاب يهدد العالم والمانيا ليست بعيدة عن هذا التهديد ولذلك فهناك قرارات صدرت من البرلمان الالماني حول هذا الموضوع.
وأضاف "ان العراق يحقق الانتصارات على عصابات داعش الارهابية ولا توجد اية قوة اجنبية تحارب الارهاب على الاراضي العراقية ونتطلع إلى المزيد من دعم المجتمع الدولي في التسليح والتدريب والطلعات الجوية، وداعش يتحرك بكل حرية على الحدود العراقية السورية وهذا يتطلب مساعدة في هذا الجانب مشيرا إلى اهمية ايقاف تدفق الارهابيين إلى العراق".
وشدد سيادته على اهمية ايقاف تهريب النفط من قبل عصابات داعش الارهابية والذي يهرب اغلبيته عن طريق تركيا وأوضح اننا تحدثنا مع الجانب التركي حول الموضوع ووعدونا فهناك قرار من مجلس الامن الدولي حول الموضوع" كما نقل عنه بيان صحافي للمكتب الاعلامي للعبادي اطلعت على نصه "إيلاف".
وأشار إلى "ان دخول قوات تركية للاراضي العراقية امر مرفوض وتم دون علم او موافقة الحكومة العراقية ونتحدى تركيا بابراز اي دليل حول علمنا او موافقتنا ونعد هذا الامر تجاوزا على السيادة العراقية وعليها ان تسحب هذه القوات فورا" وثمن العبادي مساهمة المانيا في اعمار المناطق التي دمرها تنظيم داعش بعد تحريرها من قبل القوات العراقية.
بدوره اكد وزير الخارجية الالماني "دعم بلاده للعراق في حربه ضد العصابات الارهابية مشيدا بالانتصارات التي تحققت على الارهاب منذ تولي العبادي مهامه وتحرير ما يقارب ثلث المناطق التي كان يحتلها داعش إضافة إلى الجهود المبذولة في الاصلاح ومحاربة الفساد والمصالحة" كما نقل عنه البيان.
معصوم وشتاينماير بحثا التنسيق ضد الارهاب
ومن جهته اكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم أهمية تمتين العلاقات الثنائية بين العراق والمانيا في جميع المستويات مثمنا موقف المانيا الداعم للعراق في حربه ضد تنظيم "داعش".. وعبر خلال استقباله في بغداد اليوم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير والوفد المرافق له عن امتنانه لالمانيا لما قدمته من مساعدات عسكرية ولوجستية وانسانية للعراق في حربه على الارهاب وضرورة توسيعها.
وأشار معصوم إلى "أن الشعب العراقي بمختلف انتماءاته القومية والدينية والمذهبية يقف صفاً واحدا ضد تنظيم داعش الظلامي والجهود المبذولة مستمرة لانجاح مشروع المصالحة المجتمعية وإعادة اعمار المناطق المتضررة نتيجة الاعمال الارهابية وتمكين النازحين من العودة إلى مناطق سكناهم وتأمين حياة كريمة لهم".
من جانبه عبر الوزير الألماني عن ارتياحه للنجاحات التي يحققها العراق وهو في الخندق الامامي للجبهة العالمية الموحّدة ضد الارهاب مجددا استمرار دعم بلاده للعراق وازدياده في مختلف الصعد كما نقل عنه بيان رئاسي عراقي اطلعت على نصه "إيلاف".
وشدد على أهمية هذه النجاحات العسكرية سيما التي تحققت في سنجار مشيراً إلى أن بلاده بصدد توسيع دعمها في مجال الخدمات وبناء عدة مستشفيات فيها لتشجيع الاعمار وعودة العوائل المهجره اليها. وأضاف ان المانيا تحرص وباهتمام على تعزيز علاقاتها مع العراق موضحا اهمية ترسيخ الاستقرار السياسي والاجتماعي في العراق بموازاة متابعة الحرب على داعش.
وبحث الرئيس العراقي والوزير الالماني تدعيم العلاقات بين البلدين وآخر المستجدات على صعيد مواجهة تهديدات داعش وضرورة توحيد جميع الجهود الدولية من اجل مقارعته وضرب خلاياه النائمة في العالم وتجفيف منابعه.&
مباحثات لتوسيع التعاون ضد الارهاب
ومن المنتظر ان يبحث الوزير الالماني شتاينماير الذي وصل إلى بغداد الليلة الماضية مع رئيسي الحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري إضافة إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري التطورات السياسية والامنية في العراق والمنطقة على ضوء الحرب الدولية ضد الارهاب والجماعات المسلحة وفي مقدمها تنظيم "داعش" إضافة إلى تطوير علاقات البلدين.
وخلال مباحثات اجرتها في بغداد وزيرة الدفاع الالمانية اورسولافون دير ليان في اواخر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فقد ناقشا سبل التعاون الاستخباراتي وتدريب القوات العراقية والحرب على تنظيم "داعش".. كما ناقشا دعم العراق في مجال التدريب والتسليح حيث اكدت الوزيرة دعم بلادها للعراق في حربه ضد الإرهاب.
وقالت الوزيرة خلال مباحثات مع نظيرها العراقي خالد العبيدي ان بلادها ستستمر في دعم العراق ففي عام 2016 ستكون هناك خطة لتزويد العراق بمعدات عسكرية وإدارية ومواد طبية وستنظر كيف ندعم العراق بشكل أكثر دقة وخاصة تزويده بالاحتياجات المهمة. وأضافت "نحن نعرف انه علينا أن نقوم بالأكثر وان ندخل الأطراف الاقليمية التي تود أن تقدم المساعدة من اجل توحيد الجهود المشتركة لمحاربة داعش ونحن نؤكد مسألة أن يكون هناك تعاون مشترك بين القوات الكردية والقوات العراقية وان تكون هناك ثقة مشتركة بين الجميع لدحر هذه المجاميع الإرهابية".
ومن جانبه قال العبيدي إن العراق وألمانيا تجمعهما علاقات وطيدة ومهمة خاصة في مجال التعاون العسكري وأن للألمان عدد كبير من المستشارين العسكريين المساهمين في تدريب القوات العراقية والبيشمركة وكذلك تقديم مساعدات كبيرة على مستوى العتاد والسلاح ومواد وتجهيزات مكافحة الأسلحة الكيميائية والمساعدات الإنسانية وهذه حقيقة موقف ايجابي ومهم.
ويوم الجمعة الماضي صادق مجلس النواب الألماني على مشاركة قوة ألمانية يصل عددها إلى 1200 عسكري في عمليات الائتلاف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
ومن المقرر أن تنشر ألمانيا قوة من 1200 جندي كحد أقصى عام 2016 في أكبر مهمة للقوات الألمانية في الخارج. ولن تنفذ القوة الألمانية أي عمليات قصف خلافا لفرنسا وأميركا وقد انضمت إليهما بريطانيا الخميس مع تنفيذ أولى غاراتها على مواقع التنظيم في سوريا بعد ساعة على صدور الضوء الأخضر عن البرلمان.
ومباحثات في أربيل لدعم قوات البيشمركة
وسينتقل الوزير الالماني عقب مباحثاته في بغداد إلى اربيل لعقد جولة مباحثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تتناول توسيع الدعم العسكري الالماني لقوات البيشمركة الكردية في حربها ضد "داعش".
واعلنت وزارة الدفاع الألمانية أنها ستستمر في إرسال الصواريخ المضادة للدبابات من طراز "ميلان" إلى إقليم كردستان لاستخدامها في محاربة التنظيم. وقالت الوزارة في بيان امس إن مضادات الدبابات ستكون ضمن المساعدات العسكرية المزمع إرسالها إلى قوات البيشمركة في الفترة المقبلة.
وأشارت إلى أنّ اللقاءات ستستمر بين الجانبين للاتفاق على كمية الذخائر التي سيتم إرسالها حيث كانت المانيا أرسلت آخر دفعة من الذخائر إلى البيشمركة في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي. وقد اكدت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير اهمية مضادات دبابات ميلان بالنسبة لقوات البيشمركة قائلة إنها مكنتها من وضع مسافة بينها وبين تنظيم "داعش".
ومؤخرا وعدت الحكومة الألمانية بتقديم مساعدات إلى حكومة اقليم كردستان تصل إلى حوالى ثلاثة ملايين يورو للنازحين الفارين إلى الاقليم من بطش "داعش". وقد قدمت الحكومة الألمانية الصيف الماضي مساعدات بقيمة 9. 2 مليون يورو للسيطرة على أزمة النازحين في العراق وتعهدت بتقديم المزيد من المساعدات في المستقبل. وقال وزير الخارجية الألماني "من الواضح أن هذا لا يكفي ويتعين علينا أن نبحث ما يمكننا فعله إضافة لذلك".
وأشار شتاينماير إلى أن ممارسة مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" للقتل أو الطرد الممنهج أو إجبار المسيحيين واليزيديين وأقليات أخرى على تغيير دياناتهم يعني "بعدا جديدا من الفزع. وأضاف أن نهج تنظيم "داعش" يظهر مدى الخطورة البالغة لتلك الجماعة على السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها. ومن المقرر ضخ أموال المساعدات الألمانية في الإمدادات الطبية وإعادة التأهيل البدني وتوفير مياه الشرب.&
وفي شباط (فبراير) الماضي قررت ألمانيا تقديم مساعدات عسكرية بـ 13 مليون يورو إلى إقليم كردستان وقالت وزارة الدفاع الألمانية في بيان صحافي أن "قائمة المساعدات تتضمن 30 مضادا للدبابات و203 قطع بازوكا و4 آلاف و 80 بندقية و40 مسدسا و 10 آلاف قنبلة يدوية و10 عربات نقل جنود و10 سيارات إسعاف عسكرية و 6 ملايين و500 ألف رصاصة وعدد كبير من الالبسة العسكرية الشتوية ومواد طبية".
وأضافت الوزارة أن "الأمم المتحدة تناولت أكثر من مرة مسألة مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي ودعت إلى تقديم الدعم إلى الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان وبذل جهود في سبيل مكافحة التنظيم.
&وكانت قوة المانية مؤلفة من 24 جنديا ومدربا قد وصلت إلى اربيل مطلع العام الحالي في مهام تدريب قوات البيشمركة على القتال في حربها ضد التنظيم.&
&
التعليقات