&أدى انتشار فيديو يُظهر عناصر من اليمين المتطرف وهم يطعنون صورة الطفل الفلسطيني أحمد دوابشة ضمن حفل زفاف إلى صدمة كبيرة في إسرائيل، معتبرين أنهم فئات منبوذة لا تُمثلهم، وأنهم يشبهون تنظيم داعش في تصرفاتهم وفكرهم المتطرف.
&
مجدي الحلبي من تل ابيب: لا يزال فيديو صُور داخل حفل زفاف ليمينيين اثنين معروفين، والذي سمي بـ "زفاف &الكراهية"، يثير جدلًا واسعًا في اسرائيل، بحيث أن الصور أذهلت الاسرائيليين، لا سيما لجهة رفع البنادق وطعن صورة الطفل احمد دوابشة، الذي أُحرق على يد احد عناصر اليمين المتطرف، وقد فعل ذلك بشكل علني ليؤكد ويعلن كراهيته للعرب.
&
الفيديو المسرب من هذا الاحتفال يظهر ان مجموعات اليمين المتطرف الاسرائيلي تعمل بشكل سري، وهي تتكاثر، وكان جهاز الامن العام اصدر بيانا قال فيه إن هؤلاء يطمحون لتقويض نظام الحكم في اسرائيل واقامة مملكة يهودية وتنصيب ملك على اسرائيل، وان عدوهم الاساسي هو الدولة الاسرائيلية والمؤسسة الصهيونية.
&
على خطى داعش
&
كارمي غيلون، رئيس الشاباك السابق والذي كان ايضا مدير الوحدة اليهودية في الجهاز نفسه، قال ان هؤلاء تعلموا من داعش واقاموا مجموعات صغيرة في يهودا والسامرة ويعملون بشكل سري وبدون قيادة مركزية توزع الادوار والمهام انما كل مجموعة تعمل على انفراد وتتخذ قراراتها بما يراه اعضاؤها مناسبًا، دون الرجوع لقيادة مركزية، واضاف غيلون، الذي كان رئيسا للشاباك ابان اغتيال يتسحاك رابين، ان هؤلاء المتطرفين ليسوا شبانا ضالين او من المجرمين انما من بيوت عادية ومعروفة في اوساط اليمين والاحزاب الدينية الصهيونية وغالبيتهم ممن يقطنون في المستوطنات وهم يقومون بهذه الاعمال من خلال ايديولوجيا متطرفة تهدف بالنهاية لتغيير الحكم الديمقراطي لاسرائيل ويستمدون الشرعية من بعض الحاخامات المتطرفين الذين يصدرون فتاوى مثيرة للجدل، مثل الراب دوف ليئور، صاحب كتاب الملك، الذي يحلل قتل اطفال ونساء الفلسطينيين كجزء من الحرب على الاعداء.
&
هذا وكان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بنيت، ولأول مرة منذ الحديث عن اليهود المتطرفين وعمليات تدفيع الثمن وحرق البيوت وقتل الفلسطينيين، قد أعلن أنه يقف ضدهم بشكل واضح، وأكد ان لا مكان لهم، &كما ودعم جهاز الامن العام "الشاباك"، الذي يقوم بعمل كبير في الكشف عن هذه الشبكات التي تعمل لتقويض الحكم في اسرائيل عن طريق قتل الابرياء والاطفال والنساء الفلسطينيين من اجل خلق فوضى تؤدي الى انقلابات وتغييرات في المجتمع الاسرائيلي، بحسب قوله.
&
فئات منبوذة
&
بالاضافة الى ذلك، عاد بنيامين نتانياهو الى القول ان هذه الفئات اليهودية منبوذة وعلى الامن العام والشرطة مواجهتهم بشتى الوسائل وتقديمهم للمحاكمة ونيل العقاب، وان الارهاب هو ارهاب بغض النظر اذا كان عربيًا او يهوديًا، وكانت كل الاحزاب الاسرائيلية قد عبّرت عن استيائها من الفيديو المعروض، وطالبوا بالتحقيق مع من ظهروا فيه.
&
وفي هذا الإطار، باشرت الشرطة الاسرائيلية والشاباك بالتحقيق مع افراد ظهروا في الفيديو، وكان مسؤول في الشاباك قال ان هذا الشريط موجود لدى جهاز الامن العام، حيث قام بعض عملاء الشاباك بتصويره في ذلك الزفاف الذي عرف في اسرائيل بـ "زفاف الكراهية"، وان هناك جنودًا في الجيش الاسرائيلي شاركوا في الحفل ورفعوا البنادق ويعتقد ان لهم علاقة بعمليات تدفيع الثمن، حيث اوعز رئيس الاركان بالتحقيق بالامر وتسريح هؤلاء من الخدمة العسكرية فورا ومحاكمتهم، وعلمت "ايلاف" ان اربعة جنود، احدهم ضابط في شعبة الاستخبارات، من بين المحتفلين بزفاف الكراهية، وقد تم استدعاؤهم والتحقيق معم بالامر.
&
اليمين المتطرف مثل هؤلاء الذين ظهروا في الفيديو لا يختلفون عن داعش ونظرية الخلافة، يقول كارمي غيلون، بل هم مثلهم يريدون اقامة مملكة يهودا وتنصيب ملك على اسرائيل على غرار مملكة يهودا التي ذكرت بالتوراة، ولذلك فهم يشرعنون القتل باسم هذة الفكرة تماما مثل داعش، وعلى الدولة معاملتهم كما تعامل الارهابيين الاشد خطرا، وليس القول انهم قلة قليلة، لانهم يتوسعون يوما بعد يوم والاجواء السائدة في اسرائيل والجمود على العملية السلمية، وايضا اشتداد قوة داعش والاعمال التي تحدث تجعل من فكرتهم مقبولة على اليمين، الذي لم يكن يوما يستنكر اعمالهم بشكل واضح، بل يحاول ايجاد اسباب شرعية لها، والآن، يضيف غيلون، على اليمين الوطني الصهيوني الخروج بشكل واضح ضد هؤلاء ونبذهم ورفض ايديولوجيا تشريع قتل الاطفال والنساء والابرياء.
&
&
&
التعليقات