أقرّ مجلس النواب الاميركي الثلاثاء نصًا يرمي لإلغاء اصلاح النظام الصحي الذي مرره الرئيس باراك اوباما قبل خمس سنوات، في تصويت اصبح روتينيًا بالنسبة الى المعارضة الجمهورية التي باتت تهيمن على الكونغرس بمجلسيه.


واشنطن: هزئ الرئيس الأميركي أوباما بعملية التصويت قائلاً "لست ادري اذا كانت هذه المرة الـ55 أو الستين التي يصوتون فيها على هذا الامر"، متسائلاً حول الدوافع التي تجعل خصومه السياسيين يعتبرون هذه المسألة "اولويتهم".

وسارع زعيم الاغلبية الجمهورية في المجلس كيفن ماكارثي الى الرد على الرئيس، مؤكدًا أن "الاجابة بسيطة جدا: القانون كارثي. كلفته عالية جدًا والاميركيون ما زالوا لا يريدونه".

واقر النص باغلبية 239 صوتًا مقابل 186 ولم يصوّت أي نائب ديموقراطي لصالحه.

والواقع انها المرة الـ56 منذ كانون الثاني/يناير 2011 التي يصوت فيها الجمهوريون على نص يرمي الى إلغاء أو تعديل أو تقليص أو تنقيح قانون اوباماكير الذي يعتبره الجمهوريون رمزًا لتخطي الادارة الديموقراطية لصلاحياتها وتحويلها النظام الصحي في البلاد الى نظام شبيه بالانظمة الصحية المعتمدة في اوروبا.

ولكن اوباماكير تمكن خلال هذه السنوات الخمس من تجاوز كل العقبات التي اعترضت طريقه، فهو نجا من كل عمليات التصويت التي استهدفته في الكونغرس، وحقق انتصارًا في المحكمة العليا في 2012 ودخل جوهره، الا وهو السماح لجميع المواطنين بالحصول على تغطية صحية، حيز التطبيق في العام الماضي.

وهناك امتحان جديد لهذا القانون امام المحكمة العليا التي يفترض أن تبت بحلول تموز/يوليو دعوى جديدة مرفوعة ضده تتعلق بمدى قانونية المساعدات الحكومية الفدرالية للاسر الفقيرة غير القادرة على دفع اشتراكاتها في هذه التغطية الصحية.

واوباماكير الذي اقر في آذار/مارس 2010 ويعتبر احد الوعود الانتخابية الرئيسية لاوباما، يرمي الى اقناع الاميركيين ممن لا يتمتعون بتأمين صحي، وعددهم نحو 50 مليونًا، بالاستفادة من التغطية الصحية. وكانت الحكومة حددت كهدف وصول عدد المسجلين في هذا البرنامج الى سبعة ملايين في السنة الاولى، وهو ما تحقق لها.

وحتى وإن صوت مجلس النواب على هذا النص، فإن فرص تمريره في مجلس الشيوخ شبه معدومة، علمًا بأن الرئيس اوباما سبق أن توعد باستخدام حق الفيتو ضد هذا النص في حال ابصر النور في الكونغرس.