بدأت هيلاري كلنتون العمل على بناء ماكنة انتخابية عملاقة، رغم أنها ما زالت ترفض الإفصاح عما إذا كانت تعتزم التنافس على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2016. &


لندن: تتحضر هيلاري كلنتون للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، مع فريق يفوق كل ما أعده الحزب الجمهوري الذي ما زال منقسما ومنشغلا بصراعاته الداخلية. &

تفاصيل
إذ قررت كلنتون مَنْ سيكون رئيس طاقمها الإنتخابي ومدير حملتها وكبير مخططيها الاستراتيجيين، ومسؤول استطلاعات الرأي وخبير استطلاعات آخر وكبير مستشاريها الإعلاميين ومدير الاتصالات، ونائبه، ومدير العلاقات مع جماعات المصلحة ومخططا استراتيجيا في مجال الاتصالات، كما افادت صحيفة واشنطن بوست. واضافت الصحيفة أن كلنتون تقترب من اختيار نيويورك مقرا لحملتها وتحديد موعد الاعلان ليكون كل شيء رسمياً. &
&
وينضم إلى فريق كلنتون خبراء وكوادر حتى من دون الاتفاق على الشروط المعهودة في التشغيل مثل الراتب أو موعد المباشرة بالعمل، ويقود عملية تجنيد هذه الكوادر الانتخابية المستشار في البيت الأبيض، جون بوديسا، وروبي موك، الذي عُين مدير الحملة، فيما تتخذ كلنتون العديد من القرارات النهائية بنفسها. &
&
ويلاحظ مراقبون ان كلنتون لا تواجه منافسة على كسب أصحاب المواهب في الحزب الديمقراطي للانضمام إلى حملتها، وتردد بأنها تفضل الانتظار أطول فترة ممكنة قبل أن تطلق حملتها ولكنها أكدت لكبار مستشاريها أن الإطار القانوني للحملة سيكون جاهزًا في ربيع هذا العام. &
&
الوريث الشرعي
وتعتبر المرحلة المتقدمة التي بلغتها تحضيرات كلنتون مؤشرا من بين مؤشرات عديدة إلى انها الوريث الشرعي لترشيح الحزب الديمقراطي، وهو موقع تكفَّل بردع منافسيها الجديين عن تحديها وأتاح لها التمهل في إطلاق حملتها بقوة ربما إلى الصيف. &
&
وتبدو تحركات كلنتون أشبه بحملة رئيس يريد إعادة انتخابه، فهي ستخوض الحملة بتجنيد العديد من مساعدي الرئيس اوباما السابقين. وعلى سبيل المثال أن جيم مسينا أحد مهندسي هزيمتها أمام اوباما في عام 2008 يرأس الآن لجنة قوية للعمل السياسي مهمتها دعم كلنتون في انتخابات 2016. &وقال مسينا لشبكة ام اس ان بي سي "اننا سنفعل كل ما بوسعنا للتأكد من فوزها بمنصب رئيس الولايات المتحدة" مضيفا "ان الدور دورها والزمن زمنها". &
&
من الجهة الثانية، ليس هناك مرشح بين الجمهوريين مَنْ يستطيع القول انه قطع حتى نصف الشوط الذي قطعته كلنتون في تحشيد أصحاب الخبرات لإدارة حملتها. كما تواصل كلنتون كسب ممولين أثرياء وتتقدم على منافسيها المحتملين في مضامير تنظيمية وتمويلية أخرى بسبب نشاطها خارج الأوساط التي تؤيدها. &
&
ولكن ترف التقدم على سائر المنافسين الآخرين، يمكن ان يصبح عبئاً ولا سيما ان كلنتون تحاول أن تحقق انجازاً تاريخياً صعباً، هو قيادة حزبها إلى ولاية ثالثة متتالية في البيت الأبيض. & &

خطط الترشح
لذا يعمل مستشاروها جاهدين لتقديمها إلى الناخبين وجهاً جديداً بسياسة جديدة وليست وريثة أهاب خلعه اوباما بعد انتهاء ولايتيه. ويعمل فريق صغير لكنه متسع من المستشارين القريبين على إبقاء كلنتون في روح نضالية متحفزة من خلال موسم انتخابي مبكر. ومن الاستراتيجيات الرامية إلى النأي بها عن اوباما، التركيز على قضايا اقتصادية شعبوية تهم مؤيدي الحزب على مستوى القواعد فضلا عن اطلاق إشارات بأن سياستها الخارجية رغم عملها وزيرة خارجية اوباما، ستكون نابعة عن ثقة بالنفس أكثر من سياسته الخارجية. &
&
ولكن لا أحد يعرف ان التقدم قبل عام على بدء الانتخابات التمهيدية، قد يكون خدَّاعا مثلما تعرف كلنتون التي بدا فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي مضموناً في عام 2008 ثم منيت بالهزيمة أمام اوباما. &
&
ولكن مؤيدي كلنتون في الحزب الديمقراطي لا يرون في الأفق من يمكن أن يصبح اوباما آخر هذه المرة، وخاصة بعد اعلان عضو مجلس الشيوخ اليزابيث وارن انها لن ترشح. &
&
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر قريبة من كلنتون ان بقاءها وحدها عمليا في الساحة يدفعها إلى التفكير في اطلاق حملة انتخابية "ناعمة" أو ضيقة النطاق في نيسان (ابريل) تتيح لها جمع التبرعات وتشغيل الكوادر مع تأخير الحملة التقليدية وما يرتبط بها من عمل يومي إلى الصيف. وبالمقارنة مع ذلك كانت كلنتون بدأت حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات 2008 في كانون الثاني (يناير) 2007. &
&
&