جبهات القتال مستعرة في الجنوب السوري، ويؤكد الجيش الحر تكبيد المهاجمين خسائر فادحة، لا يعترفون إلا بجزء قليل منها.


إيلاف - متابعة: القتال مستعر على كل محاور الجبهة الجنوبية في سوريا، حيث اتخذت إيران قرارها بالوصول عسكريًا إلى الحدود مع إسرائيل، لتوسيع نطاق نفوذها، خصوصًا بعد نصرها الحوثي باليمن. فكانت الحجة إبعاد الخطر عن العاصمة السورية دمشق، وعن بقايا النظام فيها، فدفعت بآلاف من الحرس الثوري وحزب الله إلى المعركة.

الوضع جيد

تنقل "الحياة" عن قادة ميدانيين في الجيش السوري الحر بالجبهة الجنوبية تأكيدهم أن الوضع جيد، والخسائر محدودة، لأن غالبية القتلى في صفوفه سقطوا خلال الأيام الأولى، بينما يتكبد حزب الله والحرس الثوري وقوات النظام السوري الإصابات بالعشرات، وصور قتلاهم في الميدان شاهدة على ذلك. ويؤكد هؤلاء أن الحرس الثوري وحزب الله خسرا 43 عنصرًا في كمين واحد، و20 عنصرًا آخرين في كمين ثانٍ، ويقوم الجانبان بإجلاء قتلاهما وجرحاهما إلى مستشفيات دمشق تمهيدًا لإعادتهم إلى بلادهم.

وفي خلال العاصفة الأخيرة، خفت وتيرة القتال بشكل ملحوظ، بالرغم من أن استعدادات القوى المهاجمة، بحسب مصادر الجيش الحر، لم تكن لتتأثر بالأحوال الجوية. لكن ما منع مواصلة القتال هو ما أبلغت به إحدى العواصم الغربية قيادات في الجيش الحر عن عدد القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين، ما اضطر القوات الأجنبية المهاجمة إلى إعادة تشكيل قواها ميدانيًا في غرف عمليات مشتركة بين الحرس الثوري وحزب الله، من دون أي دور لأي من ضباط النظام.

جزء بسيط

أكّد الرائد عصام الريس، الناطق الرسمي باسم الجبهة الجنوبية، لوكالة آكي الإيطالية للأنباء الإثنين، أن الخسائر التي اعترفت بها إيران وحزب الله هي جزء بسيط من خسائرهما في معارك حوران، وأن هناك الكثير من القتلى من الحرس الثوري الإيراني، وخسائر كبيرة للحزب والنظام على حد سواء، "وما اعترفوا به جزء بسيط من قتلاهم، وليس هناك أسرى من إيران، بل فقط جثتا ضابطين من الحرس الثوري الإيراني".

وحول القدرة على الصمود وحماية المناطق التي يسيطرون عليها، في ظل مشاركة إيران وحزب الله في المعارك، قال الريس: "الجبهات في الجنوب واسعة والمعركة طويلة، ولا يمكن التخمين بنتائجها من كل الأطراف، لكنّ مقاتلينا يقاتلون في أرضهم ويعلمون جغرافيا الأرض وهم على قناعة بأنهم يخوضون حرب تحرير ضد محتل أجنبي من ميليشيات حزب الله وإيران وميليشيات أفغانية وعراقية وغيرها".

الغلبة للمعتدلين

وتضم الجبهة الجنوبية نحو 35 ألف مقاتل، والغلبة بالقوة والعدد هي للمقاتلين المعتدلين. وقال الريس: "هناك عدد محدد ومضبوط من عناصر جبهة النصرة، لكن ميثاق الدفاع المشترك، الذي أطلقته الجبهة الجنوبية، وتماسك فصائلها وقادتها جعلا من الصعب للمتشددين بالتفكير بمواجهة فصائلنا، كما حدث في مناطق أخرى، فالغلبة بالقوة والعدد للمقاتلين المعتدلين السوريين، وهم مقاتلو الجبهة الجنوبية".

ونبّه الريس إلى أن الحملة الحالية أدت الى تهجير أكثر من 40 ألف مدني. وقال: "في ظل هكذا حملة شرسة نحتاج لكل دعم ممكن، ولكن ليس السلاح والرجال هو مطلبنا الرئيسي، نحن نعاني أيضًا من تأمين مقومات الحياة الأساسية للاجئين المدنيين الذين يهجرون بسبب ضربات مدفعية وطيران النظام، فالحملة الحالية تسببت بتهجير أكثر من 40 ألف لاجئ على الأقل توجهوا لمخيمات اللجوء على الحدود السورية الأردنية وإلى مخيمات اللجوء في القنيطرة، وهم يشكلون عبئًا كبيرًا علينا في تأمين متطلبات حياتهم الأساسية".

لن نقع في فخ القصير

وبحسب "الحياة"، أكد أبو أسامة الجولاني، نائب قائد الجيش الأول في الجبهة الجنوبية، أن الجيش الحر سيعتمد أساليب حرب العصابات، "فترك المناطق السكنية قد يكون مفيدًا، بخاصة إذا ما خفف من إراقة دماء الأبرياء، على أن ينتقل القتال إلى حيث يحدد الثوار وليس القوات المحتلة، والمهم ليس تحرير قطعة من الأرض وحمل عبء إدارتها وتأمين حياة المواطنين وسلامتهم وغذائهم، بل المهم تكبيد العدو كلفة بشرية عالية مع كل متر يتقدمه".

أضاف: "لن نقع في فخ القصير ويبرود ولن نسمح بتضخيم حجم المعركة ونفخها لتعظيم الانتصار، الذي سيجنيه المحتلون، فليتقدموا، لكننا سنزرع في كل متر جثة ضابط ومقاتل من مقاتليهم وضباطهم".

ويتوقع المقاتلون في الجبهة الجنوبية أن تستغرق المعركة شهرًا أو أكثر، ويعد قادة الجيش الحر العدة للعمل في ظروف مناخية صعبة، وفي مناطق وعرة، وبعد أيام قليلة ستكون صورة التطورات أكثر وضوحًا، بينما سيستمر حزب الله والحرس الثوري ببث الدعاية السياسية التي تظهر الجنرال سليمان محررًا للقدس، وعناصر الجيش الحر عملاء للعدو.