نصر المجالي :&واصلت الصحافة البريطانية تقاريرها عن قضية شغلت الرأي العام في الأيام الأخيرة، وهي سفر ثلاث فتيات إلى سوريا للالتحاق بتنظيم (داعش)، وألقت الضوء على دور أجهزة الاستخبارات في إمكانية الحؤول دون سفر الفتيات وغيرهن.&
وبينما دعا والد إحدى الفتيات الثلاث اللواتي سافرن إلى سوريا، ابنته إلى العودة، تحدث عن تقرير صحفي عن مسؤولية جهاز الاستخبارات الداخلي MI5 في إمكانية الحيلولة دون سفر الفتيات البريطانيات للاتحاق بالتنظيم الإرهابي.&
وتشير صحيفة (ديلي تلغراف) في تقرير لها، الإثنين، الى أن الفتيات البريطانيات الثلاث اللواتي سافرن مؤخرًا، واللواتي تشغل قضية سفرهن عائلاتهن والرأي العام كنّ على صلة مع صديقة تدعى أقصى محمود، كانت قد سبقتهن بالالتحاق بتنظيم الدولة.
ويقول التقرير إن عائلة الفتاة ابلغت الشرطة بنشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن محامي العائلة أوضح أن جهاز الاستخبارات الداخلي كان يراقب نشاطاتها، &وإذا كان هذا هو الحال فمن الصعب فهم كيف لم يتمكن من إعاقة تنظيمها لثلاث فتيات أخريات.
وتقول الصحيفة إنه من الصعب الاقتناع بأن أجهزة الأمن لم تراقب رسائل الفتاة التي تقوم بنشاط مرتبط بتنظيم إرهابي.
واكد التقرير أن هناك حاجة لتفويض قانوني لأجهزة الأمن لمراقبة الرسائل الإلكترونية ونشاطات الأفراد على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن في حال تعاون الأهل مع الجهاز وإبلاغ الأجهزة عن نشاط ابنتهم، فكيف يعقل أنها استطاعت إقناع ثلاث فتيات بالالتحاق التنظيم؟ أين كان جهاز الأمن ؟ تتساءل (ديلي تلغراف) في تقريرها.&
&
دعوة للعودة&
وإلى ذلك، دعا والد إحدى الفتيات الثلاث اللواتي سافرن إلى سوريا، ابنته إلى العودة إلى البيت، قائلاً إن عائلتها "لا تتوقف عن البكاء".
وسافرت أميرة عباس، وشميمة بيغم 15 عامًا، وخديجة سلطانة 16 عامًا الثلاثاء إلى تركيا، ويخشى أن يلتحقن بتنظيم "داعش" في سوريا.
وقال عباس حسين، والد أميرة، إنه لم يلاحظ أي مؤشر على أن ابنته تفكر في مغادرة البيت. ووجه لها رسالة يقول فيها: "رجاء أن تفكري مليًا، لا تذهبي إلى سوريا".
وغادرت أميرة&وخديجة وشميمة بيغم، مطار غاتويك باتجاه تركيا، بعدما أخطرن أهاليهن أنهم سيذهبن في جولة طوال اليوم.
ولا يعرف إذا كانت الفتيات الثلاث قد عبرن الحدود نحو سوريا. وسبق أن حققت معهن الشرطة بعد أن سافرت فتاة من مدرستهن إلى سوريا، ولم يتبيّن لها أنهن في خطر.
وقال والد أميرة أن ابنته لم تتحدث مع عائلتها عن سوريا أو عن السياسة، مضيفًا أنه "لم تكن هناك مؤشرات على أنها ستقوم بذلك".
وفي رسالته إليها قال لها الوالد: "تذكري كم نحبك. أختك وأخوك لا يكفان عن البكاء". وقد أرسلت له أميرة رسالة نصية الثلاثاء تخبره فيها أنها ذاهبة إلى حفل زفاف.
وجاء في رسالتها النصية: "المكان بعيد بعض الشيء يا أبي، سأصلي الظهر وأعود".
&
العنف والنساء
وعلى هذا الصعيد، أوردت صحيفة (إنديبندانت) تحليلاً لسبب انجذاب النساء للرجال الذين يمثلون رمزًا للعنف، من تشي غيفارا وموسوليني إلى رجال (داعش).
وتقول كاتبة المقال ياسمين البهائي براون إن بعض الفتيات الصغار ينجذبن إلى القضية التي يمثلها رجال يتبنون مبدأ العنف.
وتورد الكاتبة بعض الأمثلة عن فتيات التحقن بالمقاتلين في فيتنام للدفاع عن بلادهن في الحروب التي اجتاحتها، وكذلك فتيات صغار السن التحقن بالثوار في كوبا.
وتتساءل الكاتبة ما إذا كانت تلك الفتيات يدركن جوهر القضية التي قدمن حياتهن من أجلها.
وتنسب الصحيفة الى الكاتبة كارين كامبويرث في كتابها "النساء والحركات الفدائية" القول إن الفتيات ربما كنّ يبحثن عن عائلات بديلة مختلفة وبدء حياة جديدة.
وقالت: كذلك هناك بعض الفتيات ممن ينجذبن إلى السياسة المتطرفة والرجال العنيفين، حيث أن الروح الجماعية والجاذبية المغناطيسية لنمط من الرجال تثير الهرمونات الأنثوية.
&
قصيدة أبي&
وتستشهد الكاتبة بقصيدة لسيلفيا بلاث بعنوان "أبي" موجهة لوالدها الألماني، تقول فيها "كل امرأة تعشق فاشيًا، الحذاء في الوجه، والقلب المتوحش لوحش مثلك".
ويقول تقرير (إنديبندانت) إنه في بريطانيا كان الفاشي أوزوولد موسلي في ثلاثينيات القرن الماضي شخصية ذات سطوة، وكتبت الشاعرة جون بوند قصيدة تمجده، ثم تزوج فتاة أرستقراطية، وأقيم حفل الزفاف في صالون جوزيف غوبلز، وكان أدولف هتلر الضيف الثاني.
وكان لموسوليني عدد كبير من العشيقات، كان بعضهن يصف بفخر الألم الذي كنّ يتعرضن له معه.
وفي الختام، قال التقرير: كذلك كان الكثير من الفتيات الصغيرات يلتحقن بمعسكرات فاشية ونازية، وحين النظر الى صورهن البريئة وملامح التفاؤل التي تشع من وجوههن يستغرب المرء كيف يتورطن في هذا، وهو نفس الشعور الذي يخالجنا حين نتأمل في صور الفتيات الصغيرات اللواتي يلتحقن بتنظيم (داعش).
&