بلغ الانقلاب الحوثي مراحل متقدمة، بعدما سيطر على المناطق المطلة على باب المندب الاستراتيجي، فيما قال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ستتخذ الاجراءات اللازمة لايقاف الغزو الحوثي لجنوب اليمن.
الرياض: وصل الحوثيون إلى مضيق باب المندب، متقدمين في جنوب غرب اليمن، ، بعدما والتهم القوات التي كانت تحمي المضيق وجزر حنيش. وتقول التقارير الواردة من اليمن إن تعزيزات أرسلت لدعم هذه القوات من تعز والحديدة، بينما يتوجه المسلحون الحوثيون إلى ميناء المخاء المطل بشكل مباشر على باب المندب.
&
تهديد سعودي
وفي رد فعل سعودي على ما جرى، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الاثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند: "إن دول الخليج ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المنطقة ضد عدوان جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، إذا لم يمكن التوصل الى حل سلمي، فأمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ".
أضاف: "الحل في اليمن لا يمكن الوصول اليه إلا بالانصياع للإجماع الدولي برفض الانقلاب وكل ما ترتب عليه"، مؤكدًا أهمية الاستجابة العاجلة للدعوة التي أطلقها الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي وتبناها مجلس التعاون لعقد مؤتمر يمني في الرياض، تحضره جميع الأطياف السياسية الراغبة في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن.
&
غباء إيران
ودعا الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، إلى شحن أسلحة متطورة إلى جنوب اليمن، واعتبر الأمر "غاية في الأهمية".
وغرد خلفان على حسابه في موقع تويتر، فقال: "إن سقوط اليمن في أيدي الإيرانيين كارثة لأمن الخليج ومصر"، مشيرًا إلى أن إيران ستحاول جرجرة الخليج الى حرب، "لكن الخليج أذكى من غباء إيران".
واضاف في تغريدة أخرى: "إيران ستحاول جرجرة الخليج إلى حرب...والخليج يفترض أن يقطع عليها هذه المحاولة". وأكد أن استنزاف إيران في اليمن الخطة الحكيمة لمواجهة غرورها، معتبرًا تدخلات إيران في الخليج "سياسة خرقاء".
وكان الدكتور رياض ياسين، وزير الصحة في الحكومة المستقيلة الذي كلفه هادي أخيرًا القيام بمهام وزير الخارجية، كشف أن هادي خاطب مجلس التعاون الخليجي طالبًا تدخل قوات "درع الجزيرة" لمنع الانقلابيين الحوثيين من دخول الجنوب. وقال: "رد دول المجلس كان إيجابيًا"، من دون الإشارة إلى أي تفاصيل.
&
تغيير عماني
إلى ذلك، نسبت صحيفة "العربي الجديد" إلى مصادر يمنية خاصة قولها إن سلطنة عمان نصحت زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي بالتراجع عن قرار اجتياح الجنوب اليمني، "كونها مخاطرة غير محسوبة العواقب، وحماقة ستجعله يخسر الانتصارات التي حققها في الشمال". أضافت هذه المصادر أن سلطنة عمان، التي باتت في موقف محرج للغاية بسبب علاقتها بجماعة أنصار الله، حذرت الحوثيين من أن الجنوبيين لم يعودوا كما كانوا عليه في السابق، في ظل المتغيرات السياسية والميدانية التي يتفوق فيها الجنوبيون.
وذكرت المصادر أن العمانيين صارحوا الحوثي بأن مغامرة اجتياح الجنوب قد تجعل عمان تقف مع القرار والموقف الخليجي المتشدد ضد الحوثيين، في موقف عماني جديد يأتي وسط اتهامات توجه لعمان خلال الفترة الأخيرة، من أطراف سياسية يمنية وعدد من الدول الخليجية والعربية بدعم الموقف الحوثي في اليمن، على الرغم من أنّ أمنها القومي بات في خطر مع توسعات الحوثيين التي تزيد من احتمالية انفجار الأوضاع على شكل حرب أهلية شاملة، ولا سيما أن عمان لديها حدود مع اليمن.&
&
طائرة ثانية
وأعلن محافظ محافظة عدن عن تكليف اللواء الصبيحي بالإشراف على العمليات العسكرية، وسط أنباء عن ضم المئات من الشباب الى ما يسمى باللجان الشعبية، بالإضافة الى تسليح أكثر من 500 فرد في محافظة لحج إستعدادًا للمواجهة مع الحوثيين، الذين يتأهبون لاجتياح الجنوب.
وذكرت مصادر لصحيفة "الحياة" أن مسلحي اللجان الشعبية، المدعومين بالدبابات والآليات الثقيلة، شكلوا حزامًا أمنيًا على الحدود بين شمال اليمن وجنوبه، واشتبكوا مع طلائع الحوثيين في منطقة هيجة العبد، وأجبروها على التراجع إلى منطقة التربة في تعز.
وقال شهود إن عشرات الدبابات القادمة من صنعاء وصلت إلى مشارف تعز، ومعها مئات المسلحين الحوثيين، في سياق حشدهم المتواصل للزحف نحو الجنوب، الذي تقول الجماعة إنها تستهدف من خلاله "التكفيريين من عناصر تنظيمي القاعدة و داعش، ولا تستهدف الجنوبيين".
&
نفير عام
وإثر خطاب الحوثي الداعي إلى النفير العام، أعلنت فصائل في الحراك الجنوبي الاستنفار، وطلبت من عناصرها التوجه إلى الجبهات الأمامية في مناطق كرش والعند والصبيحة التابعة لمحافظة لحج، لمنع أي توغل حوثي باتجاه عدن.
والحوثي أكد في خطابه أن جماعته لن تبالي بموقف أي طرف يسعى إلى توفير غطاء لتنظيم القاعدة تحت أي عنوان سياسي أو مناطقي.
وقال: "عملية المفاوضات مع القوة السياسية لن تستمر إلى ما لا نهاية"، وطالب اليمنيين بالاستجابة لقرار "التعبئة العامة" ورفد جبهات المواجهة بالمقاتلين وتقديم الدعم بالمال والعطاء.
وكلفت جماعة أنصار الله رئيس الأركان الحالي اللواء حسين خيران القيام بأعمال وزير الدفاع، بعد أن كانت اعترضت على تعيينه في هذا المنصب ومنعته من مزاولة مهامه قبل أشهر، وبدأت تشكيل لجان لاستقبال المتطوعين الراغبين في القتال.
&
التعليقات