لوزان: يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيراه الفرنسي لوران فابيوس والالماني فرانك فالتر شتاينماير ظهر اليوم السبت في لوزان لبحث الملف النووي الايراني كما اعلن مسؤول اميركي السبت.

واوضح هذا المسؤول ان "كيري سيلتقي فابيوس، وسيجتمع على غداء عمل مع وزيري الخارجية الفرنسي والالماني"، موضحا ان كيري سيلتقي ايضا نظيره الايراني محمد جواد ظريف.

وقال هذا المصدر "ننتظر وصول الوزراء الاخرين في مجموعة 5+1 خلال عطلة نهاية الاسبوع تبعا لبرنامجهم". وتضم مجموعة خمسة زائد واحد الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا.

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة ان وزير الخارجية الصيني يانغ يي سيصل الاحد الى المدينة السويسرية. فيما ينتظر وصول كل من الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والبريطاني فيليب هاموند ايضا خلال عطلة نهاية الاسبوع. وتسعى ايران والدول الكبرى الى التوصل قبل 31 اذار/مارس الى اتفاق حول الملف النووي الايراني الذي يسمم العلاقات الدولية منذ بداية الالفية الثانية.

هذا وتستعد القوى العظمى وايران لاجراء محادثات مكثفة في عطلة نهاية الاسبوع في لوزان لانتزاع اتفاق حول الملف النووي الايراني قبل 31 اذار/مارس، فيما لا تزال مفاوضات الجولة الاخيرة متعثرة، ويناشد كل من الطرفين الاخر لتقديم تنازلات مؤلمة.

وتبدو الصعوبات على مستوى حجم الرهان، وهو التوصل الى اتفاق مبدئي حول ملف يسمم العلاقات الدولية منذ 12 سنة، وانجاز عمل ضخم في مفاوضات بدأت قبل سنة ونصف سنة بين طهران ودول مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا). ويتفاوض الطرفان الاساسيان في الملف، وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف منذ يومين على ضفاف بحيرة ليمان، وسينضم اليهما خلال عطلة نهاية الاسبوع عدد من نظرائهما الدوليين.

واول الواصلين سيكون وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يصل صباح السبت الى لوزان. ويتوقع ان يكرر فابيوس المعروف بانه احد المفاوضين الاكثر تشددا مع المجازفة احيانا بإغضاب شركائه في مجموعة 5+1، الرغبة الفرنسية في التوصل الى "اتفاق متين". واكد نظيره البريطاني فيليب هاموند استعداده للانضمام الى المحادثات خلال عطلة نهاية الاسبوع، فيما "ينتظر" وصول وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الاحد الى المدينة السويسرية.

وقد يعقد اجتماع لجميع وزراء الخارجية المعنيين الاحد، بحسب وزارة الخارجية الروسية، التي اشارت الجمعة الى اتصال هاتفي بين جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. والمحادثات ما زالت قبل اربعة ايام من موعد انتهاء المهلة المحددة متعثرة حول نقاط رئيسة، كما يجمع على قوله الايرانيون والغربيون. والهدف من الاتفاق المنشود منذ سنة ونصف سنة هو ضمان عدم سعي ايران الى اقتناء القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني.

وقد حدد المفاوضون مهلة قصوى حتى 31 اذار/مارس للتوصل اقله الى اتفاق مبدئي (نص متوافق عليه يتضمن سلسلة ثوابت حول موضوعات مثل تخصيب اليورانيوم والعقوبات والابحاث والتنمية لن تعلن حكما بحسب بعض الدبلوماسيين)، قبل وضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية للتوصل الى اتفاق نهائي قبل 30 حزيران/يونيو.

واقر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعد ظهر الجمعة بان "المفاوضات صعبة، وان هناك خلافات نسعى إلى حلها". وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان التوصل الى اتفاق قريبا، اجاب ظريف "لا. لم نصل بعد الى ذلك" قبل ان يناشد القوى العظمى "الاختيار بين الضغط واتفاق سياسي". وصرح دبلوماسي اميركي كبير من جهته "ان المفاوضات كانت (منذ الخميس) صعبة وجدية جدا. وصلنا الى نقطة نحتاج فيها فعلا اتخاذ قرارات. سنسعى الى رؤية ما اذا كان هذا الامر ممكنا حقا خلال الايام المقبلة".

ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة الحكومة الايرانية الى اتخاذ "قرارات ضرورية" من اجل "حل المشكلات المتبقية" والتوصل الى اتفاق دولي يضمن الطابع السلمي لبرنامجها النووي. واكد دبلوماسيون ايرانيون وغربيون كل على انفصال ان رفع العقوبات ومسالة الابحاث والتنمية في المجال النووي هما الموضوعان الرئيسان اللذان ما زالا موضع خلاف.

وتطالب ايران برفع كل العقوبات الدولية، وخاصة التدابير الاممية، فيما تعتبر الدول الغربية ان رفع العقوبات لا يمكن الا ان يكون تدريجيا. وتصر طهران ايضا على امكانية القيام بابحاث والتنمية خاصة بهدف استخدام اجهزة طرد مركزي اكثر تطورا وقدرة على تخصيب اليورانيوم في وقت لاحق.

لكن الدول الغربية وكذلك اسرائيل تعتبر ان تطوير مثل هذه الاجهزة للطرد المركزي سيسمح لايران بتقليص الوقت اللازم لاستحواذ ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية. واعتبر دبلوماسي غربي "ان الاتفاق ممكن تماما، لكن ذلك يفرض قيام ايران بخيارات مؤلمة في الايام الثلاثة الاتية"، مؤكدا عدم قدرته على توقع كيف ستسير الامور. وقال "ان الايرانيين يودون فعلا التفاوض على حافة الهاوية".
&